أحببتُ العاصيِ الفصل 40
أحببتُ العاصيِ الفصل 40
اسم القصة : أحببتُ العاصيِ
بقلمي : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقة :40
ظل يسير مرة اخره رافض ان يستسلم رافض ان تترك احضانه ولكنه استمع الي صوت اطلاق النار وما هي الا لحظة بعقاب الساعة وشعر بجسده يترنجح وهو يتمسك بها رافض ان يستسلم لارتخاء اطرافه ومع الطلقة الثانية سلم امرة وصوت بكائها كان اخر ما استمع دماء تسير بغزارة وبكاء الطفلة يتعالى … كانت تشاهد من بعيد كل ما يحدث وهي مكبله بقيود من حديد تعافر لكي تقوم بفك تلك القيود ولكن هيهات تلهث بتعب و تصرخ باعلي صوت لها حين شاهدته وهو يحمل الصغيرة و يتجه اليها شعرت بانه في امان عي وابنتها ولكنها صدمت واخذت تصرخ بشدة وهي تري عز الدين يسقط علي الارض أمامها:
– عز الدين ….. عاصي
تحاول وتحاول وهي تصرخ بشدة من الألآم وكان تلك الرصاصة اخترقت صدرها ولكن للعجب حين شاهدة عز الدين يقع علي تلك الارض الصلبة تحررت من قيوده ولا تعلم كيف حدث اسرعت وسرعت لكي تصل اليه وحين وصلت اخيراً كان هناك اخدهم يحمل ابنتها اخذت تدقق النظر لتعلم من هو ولكنها لم تستطيع ان تري ملمحه فقط كانت تستمتع لصوت ضحكاته العالية نظرت الي عز الدين الراقد امامها فانحت لكي تستطيع اسعافه وهي تصرخ بشدة وعينيها علي الصغيرة التي تبتعد مع الرجل وحين اخذت تحرك عز الدين لكي يفيق وينقذ صغيرتهم ففتح عينيه بوهن واخذ يقول :
– عاصي…… حاولت يا عاصي اهرب بيها معرفتش حاولت اجبهالك ومقدرتش عاصي عرفيها ان حبتها من اول ما شوفتها عرفيها ان كان نفسي احضنها اكتر واكتر ثم صمت وهو يأخذ انفاسه باضطراب ملحوظ ع….. اصي ب..
اغمض عينيه و بدا جسده ساكن فنظرت له وهي تشهق تحرك و تمسد علي لحيته الطويلة عله يفيق ويتحدث معها ولكن لم يفق و صوت ضحكات عالية ارتفعت من جديد و صدي صوت يقول من بعيد
– إنتها حكاية عز الدين لابد مات يا عاصي مات
اخذت تهز راسها برفض وهي تصرخ بصوت مرتفع منهك :
– لا لا عز الدين فوق عز الدين يله قوم نجيب بنتا يله عز الدين
عـــــز الدين
واندفعت من نومها وحبات العزق تتساقط من وجهه و الدموع تسقط من عينيها حلم مميت لا بل كابوس نظرت حولها فوجدت فداء تجلس امامه علي احد الكراسي ولكنه نائمة نظرت مرة اخري الي الغرفة وهي تأخذ انفسها بصعوبة بالغة وهي تتذكر ذلك الكابوس مجدداً وبدأت تبكي حلمها يجمع بين عز الدين والصغير هل هما حقاً معاً ؟ الآن اخذت تبكي وتبكي وهي تشهق ثم قامت من فراشها ولكنها لم تستطيع وهي تري الغرفة تدور من حوله فجلست مرة اخري .. وفي تلك اللحظة فتح فداء عينيها فوجدت عاصي علي تلك الحالة فأسرعت اليه و هي تقول بخوف :
– عـــاصي أأنتِ بخير
نظرت إليه وهي تمسح دموعها ثم قالت بوهن :
– بخير… سعديني عشان اتوضاء
– حاضر
وما هي الا دقائق وكانت تسجد للربها و تبكي بشدة وبعدها جلست ترفع يديها الي السماء وتقول من وسط شهقاتها( يا رب احفظ بنتِ وردها لحضني يا رب ردها ليا وفرح قلبي بيها يا رب ) ثم وجدت نفسها تدعي باسمه ( يا رب احفظه يا رب ) اخذت تردد ذلك الدعاء بخشوع ولكنها وجدت آدم يرتب علي ظهرها فنظرت له وهي تبكي فاحتضنها بشدة و اخذ يقرأ لها بعض الآيات القرآنية لكي تهدأ
…………………………………..
كنت تجلس تحتضن صغيرها وتنظر له بحب و تتكلم معه وكأنه يسمعها هو قطعه منها رغم كل شيء تحبه بل تعشه ولكنها تخاف عليه من ظلم تلك الحياة تخاف ان يكون ظالماً حاقد تنهدت وهي تهمس له بصوتها الحاني :
– انا استحملت علشانك كل شيء وهضحي عشان احميك بكل شيء وصدقني أن من يوم ما عرفت بوجودك وأنا بحارب عشان ارحمك وارحم نفسي من الوجع اللي في الدنيا دي صدقني موجعه اوي الظلم فيها كتير والشر اكتر عشان كده لازم نبعد عن هنا بسرعة قبل ما يمسك ظلم البشر لازم انقذك من وحوش البشر عشان تفضل ملاك زي ما انت ملاك يا ماما
اخذت تبكي بأحضانه بخفوت تشعر ان ما عزمت عليه لها وله راحه تريد ان تبتعد و تبتعد عن اي شيء وعن كل شيء فما هو السبيل غير ما عزمت عليه…… تعال صوت هاتفها فوضعت الصغير في فراشة ببطء ثم قبلته مره اخري وهي تعرف هوية المتصل جيداً وسارت ببطء باتجاه هاتفها وكأنها تحسب خطواتها ولكن ساد الصمت مرة اخري للحظات وهي تبتسم ببرود شديد وهي تحمل الهاتف بيديها و ما هي الا لحظة وعاود صوت الهاتف مرة أخري فاتسعت ابتسامتها بل تعالت لتصير ضحكه وهي تفتح الاتصال وتستمع الي انفاسه قبل ان يقول :
– أنتِ فين…… اتصلت قبل كده ومردتيش…… و ايه الاخبار عندك عاصي اخبارها ايه
تعالي صوت ضحكتها وهي تقول له :
– مم أنا في مكاني الصحيح يا زوجي العزيز….. كنت مع ابنك فكرة… اما الاخبار في عندك انت مش انت اللي خطفت البنت وابوها…. اما عاصي عرفش تعالي انت شوفها بنفسك او اخطفها .. وده ملخص التحقيق اه
اتسعت حدقت عينه بغضب عارم وهو يضغط علي الهاتف بغضب وقال بصوت مرتفع :
– عائشة الكلام اللي قولتيه ده ها تتعقبي عليه وعقابك هيكون شديد واخر مرة تنطقي بحرف من اللي انت قولتيه ده……. ثم ضيق عينيه وهو يقول عرفتِ منين موضوع عز الدين
– تعالت صوت ضحكتها اكثر وهي تقول باحتقار :
سهل تعرف اوي لما تكون عارف مين هو شيخ المنصر…. ويا تري عقابك هيكون ايه هتكسر دراعي ولا ها تحبسني ولا ها تغتصبني
– عائشة….. كل حرف من اللي قولتيه بحساب وحسابك عسير ترجعي البيت انت والولد حالا وعقابك انك مش ها تشوفيه لمدة طويلة والمدة دي هتكوني في جحيم
قالها ثائرا ولكنها لم تخف او تتزلزل بل هي عزمت وانتهت :
– جواد…. انت بتحب سعيد يعني بتحس انه وحشك عوزه في حياتك … صدقني لو فكرت لو لحظة هتعرف انه مش فارق معاك صح….. جواد انا مش هخاف منك تاني ومش هرجع ليك وصدقني في كل كلمة تقولها انت… انت مريض… وهمت نفسك بقصص من خيالك وضيعت نفسك و ضيعتني و هتضيع ناس كتير وانا مش هسمحلك بده انا مش خايفة منك انا مش خايفة والطفل اللي انت بتتكلم عنه ده ابني انا انت اغتصبتني والمغتصب ملهوش ولاد ده ابني .. ابني
ثم انهت المكالمة وهي تبكي بشدة واسرعت الي مهد الصغير وحملته ثم الي احد زوايا الغرفة وجلست تحتضن الصغير بيد مرتجفة و هي تقول :
– انا معاك متخفش مش هيوصل لنا مش هيقدر
…………………………………………………
– هقتلك والله لقتلك يا عائشة هخليك عبرة هقتلك
اخذ يردد تلك الكلمة بصوت عالي وهو يسير ذهابا وايابا في تلك الغرفة ثم دلف احد الرجال الي الغرفة ووقف ينظر له وهو بتلك الحالة فنظر اليه جواد وقال بغضب :
– عوزها تكون هنا …… عائشة و الولد عوزهم يكونوا هنا وبسرعة
– غلط يا باشا نقرب حالا من المزرعة… خطر
– انا قولت حالا
……………………………………..
كانت حنان تستعد في الصباح لتذهب لمنزل آدم لكي تطمئن علي عاصي حين استمعت الي هتاف عائشة فوقفت علي الفور واستدارت تنظر لها نظرت الي امها بحب شديد وابتسمت لها ثم اتجهت باتجاهها ثم اعطتها ظرف ورق وقالت بحب :
– ماما ادي ده لعاصي ده.
نقلت حنان نظرتها لابنتها و لذلك الظرف بتعجب و :
– ايه ده يا عائشة !؟
ابتسمت برضا وقالت :
– ورق مهم يا ماما اديه لعاصي
– هي عاصي فايقة يا بنتي خليه معاك حالا لحد ما ربنا يصلح الحال وابقي اديه ليها
قبلتها بحب وقالت لها بإصرار :
– لا يا ماما هي مستنيه الورق ده اديه ليها بس
– حاضر يا بنتي خالي بالك من نفسك ومن ابنك علي ما ترجع
احتضنتها بشدة و قبلتها وهي تقول :
– متخفيش علينا هنبقي بخير
نظرت حنان الي ابنتها باستغراب وشعور غريب اجتاحها ولكنها كذبت ذلك و امنت علي كلامها وهي تقول وهي تتجه الي الخارج :
– ان شاء الله يا حبيبتي ان شاء الله
نظرت الي ظل امها وهي تبتعد و لهذا الحد لم تستطع ان تمنع دموعها وهي تغلق ذلك الباب و تتجه الي صغيرها.
……………………………………
نظر آدم الي الضابط الجالس امامه بينما هتف ماجد بصوت مرتفع :
يعني ايه يا حضرت الضابط مش فاهم
تكلم الرجل وهو ينظر الي ماجد بأسف :
– الموضوع ذي ما قولت لحضرتك احنا لحد حالا موصلناش لحاجه في القضيتين وده ادنا احتمال ان فعلا اختفاء كابتن عز والطفلة ليه علاقة ببعض و كمان ان الجاني مش عاوز فديه او فلوس اللي قام بالأفعال دي هدفه حاجه وحده هو الوصول ليكم انتم واكيد قريب اوي هيظهر ونعرف هو عمل كده ليه
ضحك آدم بقوة ثم قال ساخراً :
– يعني احنا المفروض نستنا لحد ما حاجه تظهر والشرطة لحد الوقت مش عارفه توصل للبنت ولا حتي لعز الدين وحضرتك بقاعد تحط احتمالات وانا المفروض اعمل ايه حالا استني صح
– يا دكتور آدم احنا بنعمل وعملنا كل وسعنا
– هتف ماجد بغضب :
– انت بتتكلم عن بنت مكملتش اربع سنين مخطوفه من بيتها و خلينا حالا نسيب موضوع اختفاء عز الدين كمان
– يا ماجد باشا ازيد من ثمانين في المئة اختفاء البنت ليه علاقه بموضوع كابتن عز
دلف عمرو الي الداخل وهو يقطع حديثهم و:
– ها في جديد
ذي ما قولت لحضرتكم احنا بنعمل كل ما في وسعنا
………………………………..
في ذلك الوقت كانت الخالة حنان تنظر الي عاصي الجالس علي سريرها تنظر الي شيء بعيب …. بحب واخذت ترتب علي شعرها بحنان و فداء وهند امامها ثم تذكرت الظرف الذي يجب ان تعطيه لعاصي لان به اوراق مهمه فقالت لهند :
– خدي يا هند الظرف ده في اوراق عائشة بتقول انها تخص عاصي ومهمه لما تفوق كده يا بنتي ابقي اديه ليها احسن تضيع مني
نظرت هند لحنان بتعجب من الامر ثم اخذت الظرف من وهي تقلبه بين يديها وقالت باستغراب :
– ظرف ايه ده وورق ايه
– بتقولي مهم شوفيه
قالتها حنان بعدم اهتمام فقامت هند بفتحه علي الفور فلم تجد غير ورقة مطوية ففتحتها واخذت تقرأ ما بها قبل ان تصرخ بأعلي صوت لها :
– عائشة…… عاصي … عائشة
جرت فداء وحنان اليها وهي مذعورا و :
– مالها يا بنتي في ايه في ايه يا هند
ولكنها كانت ترتجف و تصرخ باعلي صوت لها
– عائشة……. عائشة
…………………………
وفي الوقت ذاته كانت تحمل زجاجه معبئة بالبنزين و تقوم بتفريغها علي اغراض الغرفة وامامها الصغير ولكنها كانت تتكلم وكأنها في تلك اللحظة لا تعي اي شيء فاخذ تضحك وتبكي في انن واحد و تكلمه لتهدئة :
– متخفش انا معاك صدقني ده الحل الوحيد محدش كان هيرحمنا لا هو ولا هما انت هتفضل في نظرهم ابنه من دمه وانا… انا مراته اللي جيت اتجسس عليهم انا اللي جبتك الدنيا ولازم نسبها انا وانت الدنيا دي ملهاش مكان لينا لازم نسبها بكل ما عليها بشرها ذي ابوك وبخيرها ذي ذي امي مكنتش طيبه علي طول يوم ما استقوت كان عليا عاصي وليها اخطاء هند وليها اخطاء كل انسان فيه خير وشر حتي انا بس الخير فيك يا قلب ماما وعشان كده لازم نهرب من كل حاجه الي من ارض الخطيئة الي ارض الفضيلة لازم الحق…..
وعملته وهي ترتجف ثم اشعلت عود الثقاب ببطء ورمته علي الأرض فاشتعلت النيران بالمنزل بينما احتضت علي الصغير وجلست في تلك الزاوية وهي تبكي بصمت تنتظر مصيرها
…………………………………….
( عاصي…… انا تلك الطفل التي كانت تجري خلفك كظلك انا تلك الطفلة التي كانت تعلب في ارض بيتك انا تلك التي كنت تقصي اليها الحكايات … ولكن اليوم لم اعد طفل بل كبرت لأبعد حد أُختااه و شاهدت العالم علي حقيقته بعد كل الذي كان انا من اغتصبت بأيد احدهم علي ارض الامان ودفعتي امي في سبيل الستر والكتمان و دفن العار بالعار فتعايشت مع قاتلي بعقد موثق بميثاق ولكن انتهك كل شيء بي حتي ادماه كنت اعيش بين الاشواك كان يراني انت كان يحبك انت يعاملني كورده علي انني العاصي وكحشرة عندما يفوق من نوبات مرضه لو تعلمين عن الوجع بالوجع لو تعليمين عن الانتهاك بالمهانة فقط لو تعليم لقد ربه ابيه علي كره اسود ورغبة متوحشة بامتلاك تلك الارض ومرضة بامتلاكك انت نعم اتكلم عن ما يدعي زوجي اتكلم عن جواد سنوات يخطط عن امتلاك كل شيء وبما فيهم أنتِ حبيبتي لقد ابعدك القدر عن ذلك الشر ولكنك واسفه رجعت الي هنا فدبر ودبر عاصي ابحثي عن ابنتك عند جواد كنت اعلم منذ البداية انه هو الخاطف ارسلني اليك لا تجسس عليك وانقل له اخبارك وصدقيني حبيبتي كنت افعل لكي انقذ نفسي وابني ولكن ذلك اليوم الذي سمعته يدبر لقتل زوجك الذي يحتجزه وقتل اخيك و ادخال ماجد السجن ليكون كل شيء بين يديه لم اقدر علي التضحية بآدم اخي الاكبر و بهم ولكن لم اقدر علي المواجهة حبيبتي في ذلك الوقت سأكون قد رحلت ومع ابني الصغير لم اقدر علي ترك ليتعرض لما تعرضت له نعم سأرحل عن ذلك العالم الذي ينتهك حرمة الغير ينتهك الحقوق ينتهك البراءة عاصي ان راحله فدعي لي بالمغفرة وصيتك امي واتمني ان تسامحي انسان لم يكن لديها شجاعة وقوه اتمني ان تكوني سعيدة بعد ان تجلبي ابنتك لأحضانك الي اللقاء حبيبتي الي اللقاء ….. عائشة )
شهقت حنان واخذت تصرخ بعد ان انتهاء آدم من قراءة الرسالة ولكن الجميع في صدمة مما عرفه لتو بينما بكت عاصي و ماجد وآدم وعمرو ينظرون الي بعضهم بعد تصديق اما فداء فاحتضنت هند واخذت تبكي هي الأخرى ولكن مر الوقت وحكم القدر فتعالي هتاف الفلاحين من الخارج وهم يجرون وصيحات عالية بشدة :
– اجروا يا ولاد بيت الحاج علي فيه حريقة كبير اجووا
– يا دكتور ادم يا دكتور بيقولوا بيت الحاج علي في حريقة ومحدش عارف يطفئها……..