أحببتُ العاصيِ الفصل 38

أحببتُ العاصيِ الفصل 38

اسم القصة : أحببتُ العاصيِ
بقلمي : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقة :38

ذهب غير عابئاً بالمخاطر من سيقابل ماذا سيواجه كل هذا لا يهم المهم عنده فقط ان ينظر لها ولعينيها يعانقها يتنفس انفاسها يشعر بقلبها النابض وهي بأحضانه أليست ابنته أليست روحها من روحه مزيج يجمع بينه وبين حبيبته ولهذا سيذهب عير مبالي باي شيء فيكون ما يكون ويحدث ما يحدث ومرحبا بملاك الموت في سبيل شعرة واحده من رأسها ترك سيارته و تقدم للمكان المنشود ووقف يلتفت ليري هل يوجد أحد منهم او لعله يري اي شيء حوله ولكن كل شيء ساكن تمامًا وما هي الا دقائق وشعر أنه مراقب من احدهما و ظهر امامه مجموعه من الرجال الملثمين اصحاب البنيه القوية فحوطه بسرعة فنظر لهم وهتف :
– أنا جيت اه البنت فين ؟
– ها تشوفها بس مش هنا
قالها احدهم فكفهر وجه عز الدين بغضب عارم ثم قال :
– أمال فين ؟!
– حالاً هتعرف
قاله أحد الرجال الذي اخرج محقن من جيبه ثم اسرع بصوره فجائية وحقنه بداخل زراع عز الدين فحاول هو ان يبتعد او يقاوم ولكن لا مجال فعددهم اكبر كما انه بدأ يشعر بتراخي شديد بعضلات جسده ثم شعر بتضارب بين الوعي و الا وعي ثم فقد توازنه واغشي عليه ف قال احد الرجال بصوت مرتفع :
– هتوه بسرعه البيه مستني علي نار .

……………………………………………

الجميع غير مدرك للفجيعة اختفاء الصغيرة ومن بعدها اختفاء عز الدين الذي اثار الجدل بين الجميع و الرعب مصطحب بالخوف في النفوس اين ذهب الي اين ومتي؟ هو مستحيل ان يغيب بتلك الظروف التي يمرون بها هاتفه مغلق دائماً
نظر ماجد إلي آدم وهم يجلسون ينتظرون الضابط المسؤول لكي يخبرهم عند بعض المعلومات التي توصل اليها اخيراً فهتف ماجد :
– انا مش عارف افكر وكل مدي والموضوع يتعقد البنت وانخطفت عز الدين كمان انخطف
– تفتكر مين بضبط وراء كل دة؟
هتف بها عمرو وهو ينظر الي ادم وماجد فهتف ادم وهو يمسح علي صفحة وجهه بإنهاك:
– انا المهم عندي البنت اللي بقالها كام يوم لا حس ولا خبر أما اخوك فأكيد في حاجه شغلته او راح يريح نفسه يومين
هتف ماجد بغضب شديد وهو ينظر اليه :
– عز الدين مش ممكن يبعد في الظروف دي…. وخصوصًا ان اللي مخطوفة دي تبقي بنته اللي معرفش بوجودها الا الوقت
ابتسم آدم بسخرية ثم قال بتهكم :
– لا والحقيقة واضح انه خايف ومش بينام عشان بنته
– آدم….. اسلوب السخرية دة بلاش تتكلم بيه علي عز الدين وبلاش نتكلم عشان لو اتكلمنا الكلام مش هيعجبك
– لا اتلكم
كادت ان تتكلم حين دلفت الخالة حنان إلي الداخل وقالت :
– الضابط جه برة يبني
نظر ماجد الي آدم بغضب ثم اتجها الي الخارج بخطوات متسرعة فاتبعه آدم وخلفه عمرو فوجد الضابط يقف في ردهة المنزل ينتظرهم وبعد ان رحب به آدم وماجد اخرج الضابط من جيبه هاتف ما و حافظت نقود ثم نظر الي ماجد وقال :
– احنا لقينا الحاجات دي في مكان قريب من هنا
نظر ماجد الي الاغراض التي وضعه الضابط امام عاينه ثم نظر الي عمرو فهتفا الاثنين في صوت واحد
– دي حاجه عز الدين … انتم لقيتوا الحاجه دي فين وفين عز الدين
هتف بها ماجد فنظر الضابط له وهتف بخوف انت لقيتها فين ! … وزع الضابط نظراته عليهم ثم نظر الي ماجد و قال :
– انت متأكد
– ايون
قاله بإصرار وثقه فنظر له الضابط مرة اخره وتنفس الصعداء وقال الحجات دي كانت موجودة ضمن متعلقات احد الضحايا اللي لقينه مقتول برصاص ناري وكانت الحجات دي اللي في جيبه
انصعق الجميع و هتف ماجد بحدة :
– قصدك ايه ممكن افهم، اوعي يكون قصدك ان عز الدين اتقتل انت بتقول ايه
وفي ظل الحالة التي اصيب بها ماجد لم يكون آدم يعي ما قيل كان ينظر ويستمع الي كلمات الضابط ولا يفهم وهذا كله من هول الصدمة علي الجميع والذي اربك الوضع وذاد من اضطرابه تلك الصرخة التي صدرت عن سلمي اثناء استماعها الي حديثه وهي تمر بجانب الغرفة فأخذت تصرخ بشدة وتنوح وتبكي بشدة :
– لا عز الديـــن لا اكيد بتهزروا اخويا انتم كدبين عز الدين
ارتفعت الاصوات كثير و ضج المكان كله كانت شاردة في روحها التي سلبت منها ابنتها التي ارسلها الله ليعوضها عن كل شيء اين هي، الان الي اي مكان ذهبت ومن هذا الذي يريد ان يقتلها مع سبق الاصرار اها يا بنت قلبي يا بنت عمري يا فرحة حبي اين انت ….. عز الدين لا اخويا لا…. بكاء واصوات مرتفعة وشهقات جعلت قلبها ينبض بشدة لذكر اسمة بين صخرة واخر جعلت تقف تتحمل علي نفسها وتسير بصعوبة لتري ماذا هنا وكلما اقتربت شعرت بقلبها ينتفض خوفاً و اطرفها تتهاون توقفت علي بعد خطوات من تلك الغرفه التي تستمع الي صوت سلمي يصدر من داخلها وتعالت الصرخات و الصوت الغاضب وما سمعته الجمها :
– يا جماعه اهدوا في احتمال ميكنش هو انا الوقت عاوز حد يجي يتعرف علي الجثة وان شاء الله يكون بخير
– جثة…… رباه…. عز الدين حبيبي لا بالله عليكم لا هي ليست بتلك القوة التي تحمل كل هذا هي هي….. بدونه وهو بعيد، تشعر انها بلا هويه وبرحيله هكذا ستموت تقسم ستموت افترشت الارض من تحتها وهي تحسم الامر لا لحياة بدونهم فلتنهي حياتها هي الاخرة لتنهيها وضهت يدها علي أذنيها تمنع وصل تلك الصرخات اليها و ما هي الا دقيقه وخرج ماجد ومن خلفه عمرو وآدم ولكن منظرها اوقفهم نظر ماجد اليها بإشفاق علي حالها بينما تقدم آدم وجلس امامها وقال بصوت حزين :
– عاصي…….. بلاش تضعفي كل شيء هيعدي و بنتك هترجع
نظرت له وكأنها نست ما كانت وهتفت وهي تنظر لأخيها ثم لماجد وقالت :
– مش هو والله ما عز الدين
نظر ماجد اليها وقال بإشفاق :
– ان شاء الله اهدي يا عاصي
جاء ليتوجه للخارج ولكن صوتها اوقفه وهي تقول بصلابه متناقضة مع شعورها ومنظرها بثقه تلجم من امامها وبقوة محيرة :
– انا هاجي معكم
………………………………
رد علي هاتفه بعد ان تعالي صوته بشدة بينما كان هو يجلس علي كرسي مكتبه العتيق ينظر الي الصورة التي امامه ويبتسم بحب وحين رفع الهاتف لاذنه استمع الي الطرف الاخر وهو يبشرة باتمام ما امر به فاتسعت ضحته و اخذ يمرر يديه علي الصورة التي امامه وكانها تجسدت الي انسان حقيقي امامه وتعالت ضحكته اكثر واكثر وتة يقول :
– كل شيء انتهاء كل شيء واقف بينه محيته وهمحيه

…………………………………………………….

تلك الغرفة بأخر الممر الضيق الذي يضم الكثير من الغرف كانت تسير بجانبهم تكاد تقسم أنها تشعر انها تسير علي جمر من نار مشتعل انفاسها تتسارع وبجانبها اخيها واخيه وبداخلها جزن سنين فارقتها وجرح دامي بالقلب ينزف ولكنه علي قيد الحياة يتنفس و يعيش وتعلم تحت اي سماء هو أم اذا فراق تلك الارض كما يزعمون فلا سبيل لاي شيء من بعده هي تعيش بجراح بحزن ولكن يبقي… يبقي حبيبها الابدي وعز ايامها وابو أبنتها اها…. اها ابنتي اين انت حبيبتي انت وابيك غادرتم من حولي وتكتم لي الشقاء يا الله…… هون يا الله وبتصميم تكلمت بصوت خافت :
– مش هو عز خليك معايه

ينظر من حوله ويسير كالمغيب اخيه الحبيب هل كتب الفارق عليهم هل هو فارقه فارق الحياة دقات قلبه تتسارع بخوف ماذا سيقول لهم ابيه اخته عز الدين فارقنا لا رباه…. يشعر انه يسير مغيب ان العالم نصف يتمني ونصف يتصور ودقات متسارع ترتفع و اماني وادعيه يناجي بها الله.
عز الدين مهران صديق طفولته وزوج اخته وابو ابنتها و عدوة و قريبه وصديقه هل لابد ان يغيب الفرد عن العالم او نشعر بفقدانه لنعرف قدرة ينظر الي اخته التي تسير كالمغيبة كأن في نهاية هذا الطريق حياة او موت هل عز الدين بهذه الأهمية هل مازالت تحبه.. . هل عز الدين سيفارق سيذهب ابنته عز الدين لم يعانق ابنته بعد اي فعل فعلته يا آدم في صديق طفولتك اها من فضب يعمي صاحبه اهً من ذلك الوجع رباه ….. ارجوك اناديك ادعيك ان يكون اخر غيرة

منذ ان تعرف عليه وهو رفيق دربه كان له كالأخ والاب والرفيق عز الدين مهران صديقة الذي اهدته له ليالي الغربة المريرة أنيس وحدته كان له كل شيء واصبح صديقه الوحيد هو خلق وحيد ابويه وبعد وفاتهما اصبح وحيد بالكامل لكن عز الدين هو من هون عليه كل ذلك وعمل ان يكون اخ له تعاهدا عهدا اقوي من عهد الدم تعهدا علي ان يكونا معا في كل شيء والآن لا يصدق ما يقوله مات لا عز الدين لا يستسلم بهذه السهولة عز الدين يحارب يقاتل من اجل الحياة من المستحيل ان يتركها بعد ان علم بابنته واصبح قريب جدا من تحقيق احلامه… ولكن ان كان هو كيف…. كيف ستكون الحياه بدونه كيف …. هل ستكون حياة ام ستكون منفي بداخل تلك الحياة عز الدين لا تتركنا
…………………………………………..
وقف يظفر بحنق وهو يهتف بعدم صبر:
– يا عاصي هيبقي صعب خليكِ انا هدخل
– لأ يا ماجد معلش لازم ادخل معك واكد لك انه مش هو
قالتها بترجي ثم قالت بحزن ودموعها تفر من عينيها
– انا عوزه ادخل معاك بلاش، تنسوا ان ده عز الدين اللي كان في يوم من الايام جوزي وابو بنت
– عاصي
قالها آدم بتبره هادئة فقاطعه ماجد وهو، يقول بنفاذ صبر :
– خلاص، يا آدم لو هي عوزه تدخل سيبها بس خلك عارفه يا عاصي احنا ….. وسكت لبره من الوقت ثم اكمل… احنا مش عارفين دخلين علي ايه ممكن يكون … وسكت لكي يلتقط انفاسه في حين هتقت هي بترجي وقالت بنبرة واثقة:
– مش هو اكيد مش هو
سقيع يسير في اطرافها تشعر ان كل ما فيها يصرخ وطبول قلبها اعلنت الحرب وكل شيء حولها ساكن بلا روح تقدم امامها ذلك الرجل الذي، يعمل بالمكان و بجانبها كان ماجد تشعر الآن باسترخاء في اطرفها تشعر ان قدميها مثبتتان في تلك الارض الصلبة لا تستطيع للسير ولكنها قومت كل شيء بشعور اقوي وبثبات قالت ليس هو بالطبع ويجب ان تتأكد من ذلك دلفت هي وماجد الي تلك الغرفة التي تقبض الروح نظرت حولها فشعرت ان المكان خاوي بشدة تقدمة بخطوات مترددة تقدمت والقلب يهتف يجنون والدمع يتساقط من عينيها و حين سمعت ضابط الشرطة ينظر الي الرجل الذي يقف علي بعد خطوات فتنحنح وقال له :
– افتح الثلاجة
دقات قلبها تتصاعد و تقسم انها لم تمر بذلك الشعور من قبل ولكن يا ويله لا مفر من تلك اللحظة وما هي الا ثواني معدودة و نظرت الي الجثمان الذي ظهر امام عينيه فاتسعت عينيها وشعرت ان كل ما يدور من حولها وهتفت :
– عز الدين
و سقطت مغشيا عليها بينما نظر ماجد لذلك الجثمان والمفاجأة ألجمته

error: