أحببتُ العاصيِ الفصل 37

أحببتُ العاصيِ الفصل 37

اسم القصة : أحببتُ العاصيِ
بقلمي : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقة : 37

أربعه وعشرون ساعة والصغيرة مازالت مختفيه خيم الحزن علي المكان الجميع حزين للغاية حتي الفلاحين بالمزرعة الجميع يشعر بالحزن والآسي علي الصغيرة الضائعة وامتلأ المكان برجال الشرطة بعد مرور تلك الفترة يسألون الفلاحين ويبحثون في امر الحريق و يشاهدون الكاميرات القريبة البيت ومكان الحريق وبعد عددت ساعات من البحث جلس الضابط المسئول امام عز وآدم و ماجد و عمرو وبجانبهم بعض نساء العائلة ليقص عليه ما توصل اليه :
– فعلاً الحريق كان مفتعل وده طبعاً خلانا نحط في اعتبرنا ان يكون الحريق ليه علاقة باختفاء البنت الكاميرات اللي في المكان القريب من القصر و اللي حصل فيه الحريقة لأسف كانت تالفة ودة من فترة لأنها لم تعرض علي الصيانة ودة اللي عم علي قالوا بس في كاميرا علي بعد خمسة متر اللي في مزرعة الفاكهة صورت شخص ما ملثم دخل من الجدار الخلفي للفيلا بضبط السعه ثلاثة ظهرا وخرج بعدها بساعه وكان حامل شوال ودة طبعا استنتاجي انه الطفلة وتم ارسال الشريط عشان يتلحق بملف القضية دة اللي توصلنا ليه لحد حالا ومازالت عملية البحث
– يعني لسه ما وصلتوش للمكان البنت
قاله عز الدين غاضبًا وهو يقف اما ضابط الشرطة فهتف الضابط ممدوح بهدوء
– يا كابتن عز احنا حاليًا بنجمع معلومات حولين الحدثة وحضرتك لازم تكون عارف احنا بندور علي مجهول لغاية حالا منعرفش مين اللي عمل كدة ولا غرضه ايه
– وامتي ان شاء الله هتعرفوا
صاح بها آدم الذي نظر الي الضابط فغضب فاسرع عمرو وتكلم
– احنا اسفين يا حضرت الضابط، بس حضرتك عارف الظروف
– مفهوم مفهوم يا استاذ عمرو بس لازم كابتن عز ودكتور آدم يعرفوا ان احنا شغلين ومش سكتين
– قاله الضابط ممدوح وهو يقف امامهم ثم نظر اليهم واستأذن لكي يرحل فقام ماجد بتوصيلة ثم عاد سريعًا اليهم وهو ينظر الي عز وآدم بغضب ثم هتف بحدة :
– يا ريت تهدوا شويه ممدوح بيعمل اللي يقدر عليه وملهوش ذنب في كل دة
– امال مين اللي ليه ذنب حد، يعرفني مين اللي ليه ذنب انا اللي يوم ما عرفت ان ليا بنت يوم ما اعرف انها اتخطفت وان مراتي و اخوها مخبين عليا
– نظر آدم الي عز الدين بغضب ثم قال بصوت مرتفع:
– اول ده كان نتيجة افعالك وخيانتك واوعي تقول ان عاصي مراتك في فرق بين مراتك وفي فرق بين طلقتك
توقف عز الدين امامه و نظر في عينه ثم بصوت جعل جميع من في البيت يستمع الي صوته :
– ايون انا خونتها وغلطت و اخدت عقابي سنوات فراق عنها مش كفاية كنت بموت كل يوم مش كفاية عذاب في بعدها مش كفاية انحرمت من بنتي وان اكون شاهد علي وجودها وان اكون اول مين يشوفها مش كفاية انحرمت من ان اسمها يكون علي اسمي وانحرمت منها يوم معرفة بوجودها مش كفاية يا آدم كل ده عقاب يا آدم وانا انسان من لحم ودم و عندي قلب وبعدين اختك مراتي وقدام العالم ده كل عاصي مراتي لحد حالا مراتي الكل لازم يعرف ده حتي هي انها لسه مراتي ومعايه كل الاوراق اللي تثبت ده
نظر الجميع الي بعضهم بعدم فهم بينما نظر آدم الي عز الدين وقال بهدوء بعكس ما بداخله :
– يعني ايه كلامك ده ممكن افهم
– اظن مش وقته يا آدم خلينا حالا في اختفاء البنت
هتف ماجد لانه يعرف تمامًا عواقب ما تفوه به اخيه في غضبة سيحملهم الكثير من المشاحنات التي هم بغني عنها الآن كاد آدم ان يتكلم قبل ان يسمع نداء زوجته تقول :
– آدم … تعال عاصي صحيت
نظر إلي عز الدين ثم الي ماجد وقال بحنق :
– هشوف اختي وارجع لا الكلام اللي اخوك قاله ده يطير فيه رقاب
وتركهم ورحل وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة بينما نظر ماجد الي عمرو الذي هتف :
– اتسرعت يا عزالدين لا الوقت ولا كان مجاله انه يعرف بالطريقة دي
اندفع عز الدين باتجاه باب المنزل وهو يقول بصوت هادئ :
– سبوني لوحدي مش عاوز حد ، يجي ورايا
………………………………. …………
دلف آدم الي داخل الغرفة التي ترقد بها عاصي فوجد الجميع حولها كانت جالسه علي فراشة تبتسم بخفوت وهي تنظر إلي البوم الصور الخاص بالصغار واخذت تحمل صور الصغيرة وتشرح لجميع الموجودين بعض الاشياء التي تجعل الجميع يحزن من اجلها و تتعال شهقات الجميع نظرت لهم وهي تحمل صور الفتاة بيوم ولادتها وقالت وهي تنظر لعائشة وسلمي و الخالة حنان :
– دي يوم ما اتولدت سبحان الله اتولدت بعد سالم بكام ساعه كانت نزله يا خاله شعرها طويل اوي آدم اول اما شالها قال هي عاصي
– بصي دي يا عائشة كانت بتعرف صوتي وتميزه عن فداء وهند كانت علي طول تكون بتعيط تسمع صوتي تسكت
– هنا دي كان في السبوع بتعها كانت شبه العروسة بضبط هند خافت عليها وجابت ليها طوق ازرق ومصحف كنت علي طول معلقه في هدمها
– عارفه يا سلمي وخدة منك العصبية كل شويا كانت تتنرفز علي سالم بنفس طريقتك وخدت من عز الدين شعره و خدت من خالها ادم وهند بنتي كان اللي بصلها يقول ملكه نظرت الي باب الغرفة فوجدت اخيها يقف ينظر لها بحسرة فابتسمت له وقالت ادم تعالى يا حبيبي فنظرت له بنظرات ترجي انا مش عوزه مهدأ تاني يا آدم انا كويسه وحيات عاصي انا هنام لوحدي. عشان احلم بها المهداء مش بيخليني أحلم وعوزه كمان سالم هتوه ليا
تعالت شهقاتهم علي حال اكثر خلق الله طيبه بينما هي سكنت في احضان اخيها وقالت انحرمت من كل حاجه حتي كلمة ماما وحالا منها عوزه يا آدم عوزها في حضني
نظرت عائشة الي حالة عاصي و فلقد اغرقت عينيها بالدموع من اجلها وحملت ابنها ودلفت. خارج الغرفة ثم اتجهت خارج القصر بالكامل وجلست في حديقة القصر تبكي بصمت تبكي علي حالها وحال عاصي وحال الجميع هنا تبكي بقهر علي مصير محتوم لا تعلمه بينما وقف هو ينظر لها وهي تجلس تعطي له ظهرها فاستمع لشهقاتها ولم يستطيع يمنع صوته الذي خرج بخوف واضطراب :
– ليه الدموع يا عائشة
استدارت برأسها لتتأكد من مصدر الصوت وهتفت :
– عمرو
……………………………………..
هم حزن جراح لا يدري ما سر ذلك الوجع ولا يدري لماذا تبدل حاله من حال لحال يقسم انه ردت لو يعلم بوجودها من قبل لكن جاء اليها سيرا علي قدميه وتوسل لامها وطلب منها ان تسامحه من اجلها يقسم لو يعرف بوجودها لكان فداها بروحه يقسم بروحه ركل الحجر الصغير بغضب يعتري صدره ومع كل هذا تعال صوت الهاتف برقم غير مسجل فيتأفف بصمت ثم يضغط زر الهاتف ليسمع صوت بكاء علي الطرف الآخر فتتسع مقلاة عينيه ثم يستمع إلى ضحكة عالية وصوت رجل خشن النبرة يهتف :
– البنت دي صدعتني بس دي أمانة الغالين عندي يعني لازم احافظ عليها
احمرة مقلاة عينيه بشعاع غضب و ضغط قبضة يداه بقوه وهتف :
– انت مين يا بن………. اقسم بالله لو لمست شعره منها هقتلك
تعالت ضحكته علي الطرف الاخر وقال وهو يهتف بنبرة ساخرة :
– انا ماضيك الاسود وحاضرك اللي في ايدي ومستقبلك اللي نهيته علي ايدي
تضاعف غضب عز الدين اضعاف مضاعفه ولكنه بدأ يهدا من روعة ثم قال بأنفاس لهثه :
– لو انت راجل حقك تخده مني مش من طفله انا قدامك اه
تعالت ضحكات المجهول ثم قال بصوت ماكر :
– هيحصل وجهز نفسك في اي وقت وحذاري حد يعرف ان كلمتك
– البنت اهم حاجه
هتف بها عز الدين بلهفه قبل ان يغلق الخط فصاحي غاضبا :
– استني استني يا حيون
ثم اخذ يعاود الاتصال لأكثر من مرة ولكن كل محاولاته باتت بالفشل وهو يستمع الي صوت المرأة التي تقول الهاتف الذي طلبته مغلق او غير متاح
…………………………………
كانت تسير بين الأراضي المزروعة ودمع عينها يتساقط تشعر بالحزن علي خال اخته قلبها ينفطر عليها من الحزن ولكن ماذا تستطيع ان تفعل جلست تحت شجرة متفرعة لتحتمي بظلها وبدأت شهقاتها ترتفع اكثر واكثر و لكن توقفت عن البكاء عندما شعرت بأحدهم يقترب منها فالتفت بسرعة فوجدته يقف امامها يحدق بها بحزن فهتفت بغضب مصطنع لأنه راها بتلك الحالة :
– أنت جاي وراية ليه الوقت عاوز مني ايه
نظر اليها ثم جلس علي مقرب منها وحمل في يده عصا ملقه علي الارض وبدأ يحركها في اتجاهات متعددة وهو يقول :
– لسه مش بتحبي حد يشوفك وانتِ بتعيطي
نظرت له بعينين متورمتين وقالت :
– ممكن تسبني لوحدي محتاجه ابقي لوحدي في الوقت ده
– لا مش هسيبك بحكم الاخوة اللي بينا عيطي برحتك انا قاعد اه
قالها ساخراً فنظرت له بغضب ثم هتفت بصوت مرتفع :
– أنت مالك بيا اتفضل يله من هنا ولا اقولك انا هسيبلك المكان و امشي اشبع بيه
واسرعت تسير أمام عين في حين هتف هو :
– لسه عنيدة ذي ما انت لسه مش عوزه تحسي باللي حوليك لسه بدوسي علي الجرح وتمشي
…………………………………………….
تمر الساعات وياتي ليل جديد ومازال الحزن يعم علي ذلك المكان بينما
جلس هو بغرفته امام هاتفه ينتظر ان يهاتفه ذلك الرجل من جديد وعندما دقت الساعة الثالثة صباحاً تعال صوت الهاتف فاتجها اليه بسرعة وقام بالرد فاستمع
– لو عاوز تشوف الطفلة عايشة تعال بعد ساعه عند…………….

error: