أحببتُ العاصيِ الفصل 36

أحببتُ العاصيِ الفصل 36

اسم القصة : أحببتُ العاصيِ
بقلمي : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقة : 36

الكل يجري الي ذلك المكان الرجال يسرعون لإطفاء الحريق الذي اندلع في غرفة تخزين المبيدات الزراعية وعندما وصلت شاهدة اخيها وبعض الفلاحين و معهم ماجد يسعون في اطفاء الحريق نظرها يتابع اخيها بخوف وعقلها وقلبها يبحث عنه في كل مكان حولها اين هو نظرت بجانبها فوجدت الجميع اهل المزرعة و جواد جاء ايضًا ومعه بعض طفايات الحريق والعمل استطاعوا اخماد النيران في وقت قصير بينما اخذا ماجد وآدم يتفقدون العمال كان الأحداث سريعة جدا نظر ماجد الي جواد الذي جاء لمساعدتهم وشكره بخفوت فهو يعلم ان تلك العملة بالطبع سعيد غالب من خلفها و بالتأكيد الابن يكمل خططت ابيه هدأت الأمور قليلًا وعاد الجميع أدراجه نظرت عاصي إلي أخيها و ماجد ثم هتفت :
– تفتكروا ايه اللي وصل النار للاوضة دي

نظر ماجد إليها ثم الي مكان الحريق و ضحك بسخريه و قال :
– مش عارف بس لو بفعل فاعل يبقي مجنون لأنه اختار المكان الغلط
بينما قال آدم بشك وهو ينظر الي ماجد:
– وليه تفكر انها بفعل فاعل ما يمكن حد من العمال نسي حاجه مولعه او ماث كهربائي

– وتفسر بأية وجود جواد باشا
نظرت عاصي الي ماجد سريعًا ثم هتفت :

– لأ جواد ملهوش دعوة انا كنت في المزرعة عندهم لما جه الخبر وعشان كده جه معايه
قاطع كلام عاصي وصول سيارة عز الدين الذي نزل منها مسرعًا وخلفه صديقه الذي حضر زفافهم عمرو السمري كان اسمه وبلهف نظر للجميع وقال
– ايه اللي حصل انتم بخير
– الحمد لله يا عز

كان ذلك رد ماجد علي اخيه ثم رد علي كلمات عاصي :
– حتي لو جواد هنا عشانك انا لسه شاكك فيه وفي ابوه
– وليه متقولش ان حد من هنا هو اللي عامل الموضوع ده
كان ذلك رد آدم الذي قاله بنبرة حادة بينما نظر له ماجد وقال بنبرة هادئة

– قصدك ايه
نظر عز الدين بعدم فهم فاكمل آدم
– اقصد
ولكن صراخ وبكاء هند التي تجري وتصيح بأخيها جعل الجميع ينظر لها بينما اتجهت عاصي لها واخذت تهدي من روعها علي اعتقادها ان هند تخاف عليهم
– اهدي يا حبيبتي مفيش حاجه اهدي
نظرت لها هند وهي تبكي ثم هتفت بأخيها بصراخ :
– مش لقينها يا آدم مش لقينها قلبنا عليها الدنيا
نظرت لها عاصي واستشعر قلبها الخطر ، فتقدم اخيها واحط هند بيده وهو يهتف :

– اهدي يا هند وفهميني
كان ماجد يتابعها وقلبه ينفطر يود لو يأخذها هو بين يديه ويهدئ من روعها ود لو يحوطها بين احضانه ويطمئنها ولكن كلماتها جعلت الجميع ينصدم لما قالته :
– آدم مش لقين عاصي كانت هي وسالم بيلعبوا وبعد كدا اختفت ودورنا عليها ومش لقينها
نظر الجميع إلي بعضهم بينما نظر آدم الي من تنظر له بضياع ثم نظرت الي من حولها و فقدت وعيها بلا حول لها ولا قوة ……. تفاجئ الجميع فجري آدم علي اخته وحملها بينما عينين عز الدين تلاحقه ولكن لا يستطيع أن يقرب منها الآن .

…………………………………………..

الجميع يبحث عن الصغيرة هنا وهناك و مع ذلك لا وجود لها جلس آدم بتعب أمام زوجته التي تبكي وهند والخالة حنان و سلمي ثم دلف من الباب ماجد وخلفه عز الدين وصديق و عمرونظر عز الدين الي النساء فلم يجد من يبحث عنه فجلس بجانب آدم احطهم الرجال في حين جري سالم علي ابيه وقال بصوت باكي :
– بابا عهوده سالم مش لقيها انا عوز عهوده يا بابا
– حبيب بابا بلاش عياط هي زمانها جيه حالا
– هي كانت بتلعب معايه ومشيت من غير تقول سالم
نظر آدم الي طفلة الذي يتحدث وهو يبكي بشدة فأحاطه بين احضانه حتي يهدئ من روعه في حين تكلمت هند هي الآخر
– آدم انا كنت معاهم والله يدوب دخلت اجيب اكلهم لقيت سالم دخل وراية اخدته وطلعت ملقتهاش والله
– اهدي يا هند حالا هيجي عمك علي ويطمنا
هتفت بها السيدة حنان ، فساد الصمت للحظات قبل ان تتعالي تلك الصرخة وياه اسفه كانت من تلك التي تهبط درج المنزل كالمجنونة غير عابئة بشيء سوى بغياب روحها وقلبها عنها كانت بدون حجاب و ترتدي ملابس نوم البستها لهاو هند وفداء بعد ان اعطاها آدم عقار منوم لكي ترتاح جرت علي اخيها وهي بذلك الوضع فاخفض ماجد وعمرو انظارهم علي السريع بينما استشاط عز الدين غضبًا وهو يراها تسير هكذا غير عابئة بالموجودين والذي ضعف غضبه هو اكتشافه بانه قصت خصلات شعرها الطويلة التي كان يعشقها فستحلف لها سرا ثم اشار للخالة حنان ان تجلب لها حجاب و ملابس وفي حين هتف هي
– آدم….. آدم عاصي فين
احاطها ادم بيديه وقال بصوت حزين علي حال اخته
– اهدي يا حبيبتي والله هلقيها متخفيش
نظرت الي اخيها بعين دامعه ثم هتفت بصوت مرتفع وكأنها تهذي :
– هتلقيها هتلقيها هي…. ضاعت عاصي ضاعت
تعجب الجميع من حالة عاصي فأم الفتاة لا تفعل ما تفعله هي بينما اسرعت حنان اليها وقامت بمساعدتها لكي ترتدي عباءتها ولكنها تحررت من الحجاب وهي تنظر الي اختها وتقول:
– مش انت قولتي هتخلي بالك منها ليه يا هند ليه سبتيها
ثم نظرت الي فداء وهتف ببكاء هستيري :
– أنتِ كنت فين سبتيها ورحتي فين
بينما دلف العم علي وهو مخفض الرأس وعلامات الحزن علي وجهه فاتجها اليه آدم وعاصي ايضا وهتف :
– ايه الاخبار يا عم علي لقيتوها
– لأ يبني الفلاحين مخلوش مكان هنا والمزارع اللي حولينا و لأسف مفيش فايدة
نظرت للرجل ثم الي أخيها والي من حولها واستمعت الي شهقات اختها فأحاطها آدم بيده وقال بحنان :
– عاصي اهدي يا حبيبتي انا هلقيها
نظرت له بغضب وهتفت وهي تتحرر من بين يديه و اخذت تضربه بصده وهي تهتف وقد خانتها قوها وبداء عليها التعب :
– أنت… أنت محفظتش علي الأمانة امانتي أنتم ضيعتوا بنتي …… بنتي فين يا آدم عاصي فين
نظر الجميع الي بعضهم فكلام عاصي وانفعالاتها يدل أن …. أنها علي حق بينما نظراته هو وهو يتابعها و عينيه معلقه بذلك المشهد وآدم ينظر له و الجميع تبدل حاله ولكنها هدأت عندما سمعت هتافه باسمها وهو يردد لنفسه :
– عاصي
سمعته فتوقفت ونظرت له ثم سارت وكأنها لا تري سواه في هذا المكان وتوقفت امامه ثم قالت ببكاء وصوت متحشرج تسارع لكي يخرج لعنان :
– عز الدين…. بنتي هي بنتي جبهالي انت…… انا قلبي بيوجعني اوي هي زمانها بتعيط صح …. هتهالي يا عز الدين عشان خاطري هو…. هو ده عقاب ربنا صح عشان خبيتها عنك ….. بس ربنا شاهد انا كنت قد ايه موجوعة عشان خطري عوزه بنتي …… يا رب عوزه بنتي اشمعنا بنتي انا
اخذ الجميع يبكي علي حالها في بينما وقف عز الدين ينظر لها والي آدم وامامه وقف ماجد وعمرو ينظرون له ينتظرون منه ردت فعل علي ما سمع ولكن هو مازال علي حاله….. فقدت وعيها مره آخري وهي تهزي باسم ابنتها فحملها آدم بينما أسرع عز الدين بالخروج من المكان ولحق به اخيه وصديقه
…………………………….
اسرع واسرع الي اسطبل الخيل وبسرعه امطي احد الفرس وبأقصى سرع اتجه به الي طريق غير معلوم يريد ….. ان يطفئ تلك النار التي اندلعت في صدرة ولم يعبئ بأخيه ولا بصديقة الذي يصيحا باسمه فقط يريد ان يبتعد عن هذا المكان و أصوات كثير تتردد في اذنيه :
– زوج وزوجه….. طلقني….. عاصي …. هبقي عدوك …. عقاب ربنا صح عشان خبيتها عنك……. بنتي …….. وصور للفتاة تضحك له امام عينيه وصهيل الفرس مع استضامة بحجر كبير مما جعله يتعثر فانزلق عز الدين من علي ظهرة وحبات العرق تتكاثر علي وجنته بينما وضع هو يده علي اذنها وبصوت انشقت له اسماء هتف :
– عـــــــاصي
…………………………………………

وقف ماجد امام آدم ينظر له بغضب عارم ثم هتف بصوت غاضب في حين تعامل الأخر ببرود تام :
– آدم أنتم ازاي تخبوا علي عز الدين ان هو عنده بنت
– اللي حصل يا ماجد وبعدين اخوك بعد اللي عمله عوزني اجي أقوله تعاله اختي حامل
– لأ تقوله ازاي تخبوا عليه وتكتب البنت باسمك و كان شيء لم يكن
– والله دي كان رغبة اختي واظن من حقها بعد اللي حصل احترم رغبتها
– يعني لو الظروف دي وخطف البنت عز مكانش عرف
نظر آدم إلي ماجد ثم قال له بغضب عارم :
– يعني البنت انخطفت ….. انا اصلًا كنت شاكك انكم انتم وراء كل ده. وبما فيهم اختفاء البنت وكل ده عشان نوافق علي بيع المزرعة
صدم ماجد و عمرو من الامر فاتسعت عينيه بشدة وقال له :
– أنت بتقول ايه انت اكيد مجنون
– لأ كلامك وافعالك واختفاء اخوك ساعة الحريقة كل ده يدل علي انكم
– أننا أيه
نظر الجميع إلي مصدر الصوت فكان عز الدين الذي وقف خلف آدم فاستدار اليه آدم وقال ببرود ونبرة قاسيه :
– أنكم انتم اللي خطفتم البنت، و حرقتم المزرعة
لم يعطي له فرصه لكي يستكمل حديثه فلكمة بشدة وانقض عليه وهو يلكمه ويصيح بغضب :
– اني معرفتش ان ليا بنت الا أنهارده….. وان البنت اللي كنت بحسدك عليها تطلع بنتي ان كنت بموت ومراتي بعيده عني أن كنت باخد اجازة واسافر من بلد لبلد عشان المح حد منكم يطمني عليها ان حالا بنتي مش لقيها و مش عارف هي فين ولا ايه حصل… كنت بحلم دائمًا بولادي اللي من اختك و هما موجودين ومتحرمين عليا وجاي تقول حالاً انك شاكل فينا لو انت اللي مكاني كنت عملت ايه
– استمع اليه آدم ثم أزاحه من امامه ومسح قطرات الدم المتساقطة من جانب فمه وقال بهدوء :
– لو أنا مكانك كنت هصون الإنسانة اللي حبيتني وحفظت عليا الإنسانة اللي طول عمرها مش شايفه غيري اللي اول ما بقت في ايدي بعتها وشوفت غيرها انت السبب ان حياتك بقية كده …. انا قولتلك هتشوفني عدوك لو جيت عليها وانت جيت عليها بالقوي …. وبنتك اللي بتكلم عنها دي بنتي انا وعمري ما فرقة بنها وبين ابني
– اظن يا جماعه انتم بتخانقوا في الوقت اللي لازم ندور علي البنت لحد ما نلقيها لان دي اهم حاجه
هتف بها عمرو وهو ينظر إلي صديقة الذي اول مرة يره بتلك الحالة بينما اكد ماجد علي كلام وعمرو وقال :
– عمرو عنده حق واحنا لازم نبلغ البوليس ….. دي اول خطوة لازم نعملها
……………………………………..

– أنا عوزة ماما عوزة بابا
– اسكتي مش عاوز اسمع صوت
نظرت الصغيرة اللي الرجل بخوف وهي تقلب شفتيها ثم اخذت دموعها تتساقط في حين رن الهاتف فاسرع الرجل الي الهاتف وقال
– ايوه يا باشا
– ……
– لا والله متخافش عليها
– ……
– أزيها ايه بس متخفش اها جبتلها اكل والله مخلي بالي منها
– …..
– حاضر يا باشا
ثم نظر الي الطفلة وقال بخبث :
– واضح انك انت مهمه عن الباشا اوي دي دفعلنا قد كدة عشان العملية وعشان تبقي سليمه
……………………………………..
وقفت امامه لا تصدق ما استمعت اليه جواد بنفسه يأمرها بان تذهب الي المزرعة
لتكون بجانب عاصي و اخيه في تلك النصيبة التي حلت عليهم نظر له ثم هتفت :
– يعني انت عوزني اروح عند ماما
– ايون
– بجد شكرا….. مش عارفه اقولك ايه ثاني بس
– استني اسمعي كلامي لأخر
نظرت له بعدم فهم فقال لها بخبث :
– انت هتروحي هناك عشان تبقي عنيا هناك يعني كل حاجه تعرفيها او تشفيها اعرفها ثانيا اي حاجه سمعتيها او شوفتيها هنا وحد عرفيها سعتها قسمً بالله يا عائشة لها خليكِ تموتي بحسرتك علي ابوك وامك ومش بعيد ابنك وانت عارفه جواد ممكن يعمل
دق قلبها بخوف شديد ثم نظرت له قالت بنبرة حزينة خائفة :
– لالا متخافش والله هعمل كل اللي تامر بيه
……………………………………..
ابتسم بشدة وهو يسمع تلك الاخبار فالأخبار التي تأتي له من المزرعة تدل علي ان كل شيء يسير كما يخططون نظر إلي من دلف إلي الغرفة وقال له :
– كل حاجه ماشيا ذي ما احنا عوزين يا جواد قلبوا علي بعض بس عوز افهم ليه البنت بذات كنت هات الولد عشان تبقي ضربه قضيا ليهم
– لآن البنت دي باختفائها موت ليهم بالبطيء
– تفتكر هيحصل اللي احنا عوزينه
– اكيد ثم هتف بخفوت واللي انا عوزه البنت دي طريق لموت عز والوصول لعاصي…… !!

error: