أحببتُ العاصيِ الفصل السادس والعشرون

أحببتُ العاصيِ الفصل السادس والعشرون

اسم القصة : أحببتُ العاصيِ

بقلمي : آية ناصر (Aya Nasr)

الحلقه : 26
العودة لتلك الأرض من جديد شيء بنسبه لها بالمستحيل أرض الاحلام الوردية أرض لحظاتها الجنونية أرض سقيت بدموعها وأرض دفن فيها قلبها والآن يريدون لها العودة من جديد فهي طول تلك السنوات تريد أن تنسي تتمني أن تفقد تلك الذاكره الذاكره التي تجسد لها كل شيء من جديد و تلك الأيام التي عاشتها معه وبين أحضانه صعد بها إلي السماء وأسكنها علي مقربه من النجوم ولكن سرعان ما أسقطها من بين يديه و لتستيقظ وتجد نفسها في اعماق الجحيم ، عز الدين مهران تفنن في أسعادها أيام وليالي يدللها و يسقيها من حنانه تتذكر تلك الخرائط التي كان يرسمها بلمساته علي وجنتها تتذكر قبلاته المسكرة تتذكر وتتذكر وكل شيء بات في خانة تسمي الذكريات فهي أحبته بعدد سنين عمر
فكفأها هو بأيام معدودة من الفرحة و الخيال ثم عاقبها بعدد الأيام التي ستعيشها ، وتتذكر جيداً بداية جحيمها ، فالبداية كانت بسفرهم إلي ما يدعي شهر العسل أخذت ترفض هي منذ أنا عرض عليها الأمر والرد كان قاطع ولا مناقشة حين قال وهو يتقرب منهم و و يمسد علي تلك الخصل التي يعشقها ويقول بحب :
– عاصي لازم نسافر نبعد عن هنا عاوز أبقي أنا وانتِ بس بعيد عن هنا
وحين يتقرب منها لا مجال للرفض ما تقول فأمرك كحد السيف يا مولاي فلا مجال سوا لسمع والطاعة ولكنها قالت برجاء :
– بس يا عز آدم و هند أنا عمري ما هقدر أبعد عنهم المده دي كلها وكمان المزرعة
وبطريقته المعهودة الإقتراب ثم الإقتراب ثم الإقتراب و مع أقتراب الأنفاس أبتلع باقي جملتها بشفتيه
وبالطبع في صباح اليوم كانوا في الطريق إلي إحدي القري السياحية بالغردقة ، وكانت تلك السفرية آثر كبير علي حياتها آثر الإستفاقة من الأحلام والإيمان بالواقع وأن لا يوجد رجل بتلك الحياة يقدس إمرأته، وعندما دبت أقدامها في تلك الأرض وجدت أمامها تلك الفتاة التي ظنت أنها أصبحت ماضي شخصاً عابر علي حياتها و إنتهت ولكن تلك الفتاة أبت كل هذا وكان له عامل التحول في حياة العاصي وكانت سلوي حامد الشافعي سلاحاً ذُبحت به العاصي، كانت تسير هي وهو علي الشاطيء يحاول أن يعانقها ولكنها كانت تفر هاربه من بين يديه فشعورها بالخجل وهي تسير هكذا بين الناس كان أقوي من أي شعور بداخلها وهو تقبل هذا بضحكة عالية آثرت قلبها ولكن بضع دقائق وأرسل لهم القدر كل شيء حين كان يجري خلفها وهم في قمة سعادتهم وتتعالي ضحكاته التي تصل لعنين السماء إصتطدم جسدة بتلك الفتاة وما إن نظر إليها متأسفاً حتي كان ما كان :

– أسف
أخذت تحدق فيه ثم إبتسمت له بود وقالت بمكر :
– علي إيه كابتن عز أنا اللي ما أخدش باللي
رفع حاجبه يحاول أن يتذكر تلك الفتاة حين وصلت عاصي إليه لتري ما الأمر والصدمة كانت سلوي حامد الشافعي أمامها وعز بجانبها والمشهد يعاد في ذهنها من جديد حين كان يقبل تلك الفتاة يوم تخرجه و بذلك الشعور المخذي هتفت بتعجب :
– سلوي !!
– عاصي !! أنتي هنا بتعملي إيه
و بتلك الأحرف تذكر تلك الفتاة سلوي حامد الشافعي أول حب لا بل أول عبس في حياته أول قبلة أول همسه ولمسه وشبح بسمه رسم علي ثغرة وهو يتفحص تلك الفتاة المثيرة أمامه المثيرة جداً وكان هو بخياله عن الأعين التي تراقبه وغيم الحزن عليها و بينما الأخر رسم فيها الفخر والتكبر وهي تتابع فنطق هو بسرعة :
– سلوي الشافعي معقول !! إيه الصدفه الحلوه دي
و إتسعت بسمتها و هي تنقل النظرات علي البائسة بجانبه وهي تهتف :
– لا معقول الدنيا صغيرة وحشني يا كابتن أنت رجعت أمتي وهنا بتعمل إيه
هي تعلم بالزواج وتعرف لماذا هو هنا ولكن تعمدت التجاهل وأمامه كان هو يتذكر أخيرا الواقفه بجانبه وتنظر إليه بتلك النظرات التي فارقتها الحياة فإبتسم بحب وقال :
– أنا اتجوزت من أسبوع، وبقضي شهر العسل، أعرفك عاصي مرآتي
وابتسامة صفراء رسمت علي صفحات وجهها وقالت بسخرية لاذعة:
– إحنا نعرف بعض كويس يا عز أنا كنت خطيبة آدم أخو عاصي
فلتذهب عاصي الآن وتتركه مع تلك الفتاة ولكن عند هذه الفكرة المتهوره أراد أن ينهي اللقاء وبداخله يدعي الله أن يتجدد فقال بهدوء :
– آه فهمت علي العموم فرصة سعيدة يا سلوي
و بنبرة ماكرة هتفت مع تلك النظرات الساخرة :
– أنا أسعد وفرحانه أن شوفتك وبتمني أشوفك تاني يا عز أنا هنا بقضي الأجازة بتاعتي هستني نتقابل ثم أخرجت من حقيبتها الصغير كارت صغير وأعطته لعز وقالت له :
– ده رقمي بتمني تتصل بيا ونتقابل
عندي كلام كتير عاوزه أقولهولك والشله كلها هنا
إبتسم لها بود وهو يلتقطه منها فنظرت هي لعاصي بنظرات غامضة غير مفهومة تكاد تجزم علي أنه نظرات تحدي ووعيد وقالت ساخرة :
– مبروك عليكِ عز يا عاصي
وحين أبتعدت كان هو يتابع خطواتها وطيفها ثم نظر لتلك التي تقف بجانبه وبدون كلمه واحده أحتضن كف يدها بيدها وصعد بها إلي غرفتهم وبتلك اللّحظة أيقنت عاصي أن شيئاً ما سيحدث فالفرح يلازمها منذ وقت علي غير عادة، و لو كان الأمر بيها لطلبت منه الرجوع ولكنه الأمر أمره و لقاءات بعدها و الأدها أنها تقع تحت مسمي الصُدف ولكن هي باتت متأكدة أن كل هذا بفعل بنت الشافعي

كانت تجلس علي فراشها في تلك الغرفة التي يعمها الظلام وهي تستند برأسها علي الحائط من خلفها تبكي بشدة فالذكريات باتت أمامها الآن كانها تشاهد أحد أشهر أفلام السينما ولكن كانت هي بطلة تلك الحكايات الشيقة سعيت أن تكتم صوتها حتى لا يصل لمن بالخارج و دموع تتساقط وحزن دفين واسترجاع لصوت ضحكة عاليه كانت تسعد خيالها، حين أراد أن ياخذها رحله بحرية من تنظيم أحد أصدقائه و لساعه كامل ظل يشرف كل ملابسها و يتحكم بأصغر التفصيل :
– لا مش حلو يا عاصي، غيريه
عقدت ما بين حاجبيها بغضب وبرفض :
– لأ بقي ده سابع مرّة أغير ومش عجبك ليه مش عارفه
ولا تعلم ما الذي أغضبه الآن وصوت حاد وعضب هتف :
– هيتغير أنت لازم تغير لبسك ده أحنا مش في المزرعة عشان تلبسي كده لازم تخلي بالك من مظهرك الخارجي أنت حالا مرأه عز الدين مهران ولو عاوزه تعاندي خليكِ هنا وانا نازل
اخذت تنظر إليه بذهول تام لا تصدق ماذا يقول هل هو يخجل منها أم يرغب أن تكون الأجمل وسط النساء ولكن كلماته لاذعة جارحة ولكنه أقنعت نفسها بما يريد قلبها و فعل كل ما يريد و القرار كان هو يريدك الأروع والأجمل فأطيعه ، وفي عرض البحر كانت الصدمة وسلوي أمامها تستقبلهم بضحكات رنانة والعجيب المبجل زوجها ينظر لها بنظرات هي تعلمها جيداً جلست تراقب من بعيد ذلك المشهد الذي يشعل نيران قلبها وللأسف هو غير مهتم بشعورها وبرغبتها ابعدت نظرها عن زوجها الحبيب و أخذت تنظر إلي تلك الأمواج والبحر الشاسع أمامها هو كهذا البحر لا تستطيع تحديد آخره يشعرك بالاحتضان والحب والحنين وحين الاقتراب يفنيك بإرادتك إلي عالم بعيد دوما ودوما ثم خروج من الحياة إلي عالم بعيد وهو كالبحر و هنا فقط نظرت إليه من جديد ولكن لم يكن موجود نعم اختفى نظرت مرّة آخر تبحث بين هؤلاء الناس عن طيفه ولكن لم يكُن والعجيب اختفاء مزدوج بين زوجها والحبيبة السابقة و بخطوات بطيئة اتجهت تبحث عنهم في ذلك اليخت الكبير وليتها لم تفعل فالمشهد يتجسد من جديد زوجها حبيب روحها معشوقها الأبدي يقبل إحداهن من جديد و الموجع أنها هي نفسها سلوي الشافعي أي جرح هذا أي غدر هذا ألم يعترف بحبها ألم يتفنن في وصف مذاق شفتاها ألم يتفنن في سحرها بكلماته فلماذا الآن لماذا القتل المتعمد والآن ….. وهي للعجب مازالت عروس

وفي سيل الذكريات توقفت هنا وتلك الصورة تتردد بذهنها لا تفارقها ففتحت أهدابها وهي تنظر حولها ثم انتفضت واقفه واتجهت بسرعة إلي تلك المرآة الجانبية وأخذت تقترب وهي تري صورتها أمامها تنظر إلي نفسها ثم هتفت بحزم و بقوة وهي تنظر لنفسها بغضب :

– لا لا لا مفيش رجوع، الماضي راح وانتِ احسن وتبقي احسن أقوي يا عاصي أقوي مفيش رجوع

تتكلم وتتكلم والغريب أن الدمع يسيل ويكشف عكس كل هذا ولكن من المؤكد ان الجرح عميق

……………………..……………………....

وفي شرفة المنزل كانت تجلس تحتضن الصغيرة بين يديها وتنظر إلي النجوم بالسماء و الدموع تهطل من عينيها ولا تعرف سرها ولكنه تشعر أن قلبها ممزق تشعر أن تلك الروح ترحل من جسدها ولماذا الآن تشعر بتلك الأحاسيس الموجعة ألم تتركه خلفها مُنذ ما يقرب من ثلاث سنوات ، ولكنها تقسم أنها عشقته تقسم أنها اشتاقت إليه وتقسم أنها تعذبت وتألمت ومازالت ، ولم يكن بوسعها أن تفعل سوء الفراق وتلك هو حكم القدر ، والآن يأتي ويعاقبها وهو يعلم أن أكثر ما يوجعها هو التجاهل و اليوم تجاهلها تسلحت وتفننت لتتفوه بأشد وأقسي الكلمات لكي يحاورها يغضب يثور ولكنه تجاهلها و نظر لآدم وقال له ببرود :

– آدم أنا كلامي أنتهي و هستني قرارك يا ريت تبلغني بالتليفون

ورحل وهي خلفه تنظر إلي آثر رحليله بدون هتاف أو صراخ وتركها مشتاقه لكلماته لنظراته مشتاقة له و بشدة و عندما لمحت ذلك الشهاب المتحرك في السماء ابتسمت من بين دموعها وأغمضت عينيها ليظهر لها تلك الذكري من جديد، كنت تبكي فعز أخذ أختها و هي الآن ستبتعد عنهم ولكنه استمعت ذلك الصوت الذي قال ببرود قاتل :

– تعالي معايا يا هند عاوزك

كانت سترفض بالتأكيد ولكنها وجدته تقدم و جذبها من معصمها وسار بها باتجاه الحديقة الخلفية فأخذت تصيح بانفعال لكي يتركها :

– سيبني يا ماجد، بقولك سيبني، هو أنت ساحب جاموسة وراك

و ببرود قابل تلك الصرخات حتى وصل بها إلي تلك الحديقة وتركها ولكن ظلت تحت نظراته الغاضبة بينما أخذت هي تتمتم بكلمات غير مفهومة وهي تنظر إلي معصمها الذي صبغ بتلك البقعة من شدة الالم و يقسم انها بالتأكيد تسبه سراً وما هي إلا دقائق ورفعة أنظارها الغاضبة لتواجه وتقول :

– أنت إيه مش بتفهم، قعدة أقولك سيبني سيبني وأنت ولا كأنك سامع

وبكلامها أشعلت الغضب في عينيه أكثر وأكثر فكور قبضت يديه و أخذ يقترب منها بغضب بينما أخذت تبتعد عنه و ازدردت ريقها ببطء وأخذت تنظر إليه بخوف وكلما تقدم هو خطوة كانت ترجع هي إثنين وأخذت تقول برهبه بعد أن أيقنت ما تفوهت به :

– أصل، أيدي يا أستاذ ماجد وجعتني

وقف بمكانه وهو ينظر إليها بغضب عارم ثم قال بنبرة حادة :

– أخرسي، مش عاوز أسمع صوتك، و أقدر أعرف إيه اللي كنت عملاه جوه ده ؟

رفعة أحد حاجبيها و أخذت تنظر له ببلها وطال الصمت بينهم فقال هو بصوت مرتفع :

– ما تنطقي

– ما ترسي علي حل بقي أخرس ولا أنطق

تسخر الصغيرة تسخر منه ستصل به بالتأكيد إلي مستشفى الأمراض العقلية ولكنه يجب أن يكون حازما معها فهي تستخف به ومن الواضح أن الطريق أمامهم طويلاً :

– قسما بالله يا هند لو ما اعتدلتِ لعدلك بطريقتي أنطقي أيه اللي كنتِ عملاه

من شويه ده

– عمله إيه يعني مش فهمه!

و بغضب عارم قال وهو يتقدم إليها بسرعة فجرت هي لكي تفر منه و لكنه أوقفها بصوته الحازم :

– قسما بالله لو مشيتِ خطوه وحده من قبل ما أخلص كلامي لتكون مرآتي الليلة عشان اعلمك ازاي تسمعي الكلام وازاي ترقصي كويس قدام الناس

نظرت له بخوف وارتبك فهو كان قريب منها يفصله عنها خطوه واحده ولكنها قالت بهدوء :

– أولاً ما ينفعش تهددني أحنا في بينا أتفاق ثانياً بقي ده فرح أختي وبعدين كله كان ستات وبنات والكل كان فرحان وبيرقص أنتم اللي طلعتوا فجاه

– بس أنا شوفتك وافرضي حد تأني كان شافك

– يبقي العيب فيك بقي أنت واللي جيتوا فجاه من غير أحم ولا دستور

ستتسبب في أصابته بجلطة بالتأكيد و لكنه كان يريد أن يخرجها من حزنها وينسيها رحيل عاصي وتلك هي الطريقة مع امثالها وحين أراد أن يرد عليها ببعض العبارات والكلمات القاسية سمع تلك الصرخة ثم شاهدها وهي تقفز باتجاه وتقول بسعادة اشبه بسعادة الأطفال وتقول :

– شهاب ألحق أتمني أمنية

و وضعت كف يدها الصغير تغطي أنظاره وما هي لحظات وابتعدت ، فنظر هو لها فابتسمت وقالت وهي تغمز له بسعادة :

– ها يا كابتن ماجد اتمنيت إيه

– أنتِ

ولأول مرّة يخفق قلبها بتلك السرعة و لأول مرّة ينظر لها تلك النظرة ولأول مرّة لا تستطيع الرد، و فتحت أهدابها من جديد لتنظر إلي السماء وتشد الصغيرة إلي أحضانها أكثر وتقول :

– أنت

وفي غرفه آخر كان يجلس شاردا لا يعلم ماذا يفعل فالأمر متعلق بأخته هو لا يرفض تلبية نداء مصطفي مهران ولا يرفض العودة هو خائف فقط خائف

من تلك الأرض التي ربما تأخذ منه أغلي ما لديه فهو يتذكر جيداً أنه كان سيفقد أخته يوماً ما، ولكن بعيدًا عن ذلك كله الجد يريده مصطفي مهران ذلك الرجل الذي ضحي وربي وأفني عمره من أجله هو واخواته وعلى الرغم من كل شيء مضى وظهر لهم ولكن هو لا يصدق إلي الآن أن ذلك الرجل هو من قتل أهله وقد أكدت فداء له ذلك الأمر و يتذكر كلمات العم عليّ تلك الكلمات التي ألقاها علي مسامعه يوم الرحيل :

– آدم يا ولدي إياك والظلم والاستعجال في الحكم وحافظ علي اخواتك من الغربة و بلاش الكره يا ولدي

وعندما أراد أن يفهم كان إجابة الرجل أكثر غموض :

– مثيرك هتعرف يا ولدي كل شيءٍ بس كل شيء بأذن الله

لو الأمر بيده كان سيظل هُناك في تلك الأرض ولكن كان عليه الرحيل ببقايا امرأة خذلها زوجها والرحيل طال وعند تلك الخاطرة بدأت الذكريات تعود، استدعاء من عمله بسرعه فهناك حادث والمصاب صديق له طلبه شخصياً وذلك الأمر كان يوم حفل زفاف عاصي ، أسرع إلي هناك و تفاجئ بجواد وهو مسطح علي الفراش أسرع إليه وقال بذهول وهو ينظر إلي بعض الكدمات في وجهه يديه المجبرة و :

– جواد إيه اللي حصل

ولم يعبأ باي شيء سوى السؤال واحد :

– آدم عاصي فين عرفت أن أنا تعبان

نظر له آدم بعدم فهم و قال بنبرة هادئة :

– عاصي مع جوزها يا جواد و مكنش ينفع أقولها حاجه

و ارتفع صوته وهو يقول بغضب :

– أنت جوزتها….. جوزتها للي جده قتل أبوك وجدك

من قتل من هو لا يفهم هل جواد يهذي فنظر له وقال بعد فهم :

– جواد عاصي اتجوزت عز الذين كامل مهران انا مش فاهم إيه مشكلتك

و تعالي صوت الآخر وهو يقول بهذيان و هو يقول :

– أنت جوزت عاصي، للي قتلوا أبوك وأهلك

أسرع آدم ونظر إلي جواد بغضب عارم وهو يقول له :

– أنت مجنون ولا إيه، اظاهر أن الحادثة آثرت عليك ، أنا هبعتلك أبوك يا جواد وهمشي حالاً وهطمئن عليك لما ترتاح

والتفت لكي يرحل ولكن توقف مكانه بعد أن استمع إلي كلام الآخر وقال :

– أنا معايه الدليل اللي يثبت أن مصطفي مهران هو اللي قتل أبوك وجدك

والتف إليه بصدمة ، و الصمت خيم على المكان، وما هي إلا لحظات و حتى تدارج آدم الأمر وهتف :

– قصدك إيه!!

– أقصد اللي أنت فهمته، مصطفي مهران هو اللي قتل اهلك ومعايا الدليل.

وعند هذه الذكر شعر بتلك التي تجلس بجانبه فاسرع إليه ووضع راسه علي رجليها ، كم مهموم فنظرت إليه فداء بحب وهي تمسد علي شعره بحنان و قالت بحب :

– آآ… دم مالك

– تعبان أوي… وخايف أخد قرار

احتضنت كف يده بين يديها ثم قبلته وقالت بحنان :

– إحنا معاك… يا آدم كل شيء هيعدي

هي عونه في هذه الدنيا امانه يشكر الله ليلاً نهاراً عليها يقسم يفديها بحياته وكيانه هو مدين للماضي بها هي فقط وحدها من شعر معها بالسكينة والعشق

……………… ……………………..….

أخذ يقبل الطفل الصغير بشوق ولهفة بينما هي تتابع كل حركة من حركاته بلهفه ونظرت بخوف شديد وحين تقابله النظرات وضع الطفل في فراشة واقترب منه ببطي شديد ثم احتضنها بشدة و أخذ يمسد على تلك الخصلات وهتف بما اعتادت عليه :

– عاصي وحشتيني يا حبيبتي اتاخرت عليكي أنا عارف

و يديه بجانبها و الدموع تفر هاربة من عينيها و هو يحررها لينظر إلي عينيه الباكيه ويقول بخوف :

– أنت بتعيطِ عشان أنا أتاخرت

وفاض بها كل شيء من حولها فقالت بصوت حاد وهي تبتعد عنه :

– أنا عائشة أسمي عائشة عاصي سافرت مش موجوده أنا عائشة

نظر لها و صورتها تتجسد أمامه صوره عاصي و عائشة مره إثنين وحين دقق النظر وجد أمامه عائشه أمسك بخصلات شعرها وأخذ ينهال عليها بالضرب المبرح وهي تعلم جيداً ان الأمر سينتهي ببعض الآلام والكدمات التي تترك تلك الآثار على جسدها و اغتصاب لتلك الروح من جديد

……………………..…..

……………………..……………………..…..

والوجهة الآخري كانت تلك البلد الذي أخذت منه أخيه من زمن بعيد وعليه الآن أن يعيده والأمر صعب فرجعته قبل ثلاث سنوات كانت مفرحه ولكن باتت موجعه ما مرّ عليهم كان شديد تلم النظرة التي كانت في عينه يوم سفره رحيله نظرت انكسار وكسر الرجال ليس قليل ندم شديد و الآن عليه أن يتعقل ويتحكم في كل شيء لكي يكسب العودة من جديد

……………………..……..

صباح يوم جديد جلس آدم و أمامه كانت عاصي و هند وبجانبه فداء كل منهم ينتظر قرار الآخر ولكن قاطعتهم هي وهي تقول بإصرار :

– آدم أنا مش هرجع مصر، وده قراري

نظر إليها يتفهم شعور الخوف بداخلها وبجانبها الأخرى تنتظر أن قرار أخيها الأكبر تود بداخلها لو تهتف مثل عاصي وتقول أريد… أريد الرجوع ولكن ما بيدها فالأمر يرجعلهم وقرار آدم هو الحاسم والنهائي

وفي غرفة أخري تحديدا غرفه عاصي كان الأطفال يلعبون بتلك الخزانة التي يوضع بها الملابس واخذوا يضحكون وما هي إلا دقائق حتي وقعت تلك العلبة الصغيره علي الأرض فأحنت الصغيرة ظهرها و التقطت بين يدها و قامت بفتحها فنظر سالم إلي أخته و قال :

– دي شكولاتة يا عهوده

فأومات الصغيرة ببراءة وهي تبتسم :

– أنا أكلها كلها ليا أنا وحدي

و التقط أحدي الحبيبات وقربتها من فمها و……………… ؟!

error: