أحببتُ العاصيِ الفصل السابع والعشرون
أحببتُ العاصيِ الفصل السابع والعشرون
بقلمي : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقه : 27
جميعنا عشاق ولكن للعشق الوان !
فمنا من يعشق بقلبه وعقله واذنه ولسانه
ومنا من يعشق ليرضى رغبه بداخله
ومنا من يعشق من اجل الانتقام
ومنا من يعشق ليطفئ نار مشتعلة بقلبه
ومنا من يعشق بعينه فقط
ومنا من عشقه سبب عيشته
ومنا من يموت بحسرته
ومنا من عشق ولم يجد من يعشقه بجانبه
ومنا من كره معشوقه لأنه خانه واهان كرامته
ومنا من أبكاه المعشوق دماء من الحسرة على ايام اضاعها مع من لا يسوى
شيء ما حولنا يسير عكس إرادتها هي لا تريد العودة إلي هنا لا تريد الاقتراب من تلك الأرض مره أخري تخاف تلك المرة أن تفقد شيء كما فقدت قلبها من قبل وهي لا تتحمل الفقدان تقسم أنها لا تتحمل.
– يا آدم ما فيش سبب واحد يخلينا نرجع
قالتها بنبرة حاسمة بصوت واثق من القرار، ولكنه نظر لها و قال هو الآخر في محاوله لتغير رأيها
– عاصي، البلد دي مش بلدنا ومهما بعدنا هنرجع تاني ياريت تواجهي ضعفك وخوفك ده وكفيانا غربه لحد كدة
نظرت هند لأختها التي صُدمت من كلمات أخيها ثم قالت بنبرة حادة :
– آدم أنا مش ضعيفة
ثم طال الصمت للحظات وقالت مرة أخري أنت عاوزنا نرجع صح وابقي جنبهم هنا وممكن يعرفوا كل حاجه ساعتها هعمل إيه وأنت عارف إيه اللي هيحصل بعدها أنا مش هرجع
لا يعرف ماذا يقول هو يشعر بها جيدا تتهرب من المواجهة تريد أن تظل هكذا بعيده عن الجميع فلقد أصبحت بعيده عنهم جميعاً وكأنها وحدها في تلك الحياة ويخاف عليها من تلك الحال والصغيرة أمامه تنظر إليهم تريد أن تعرف قرارهم كثير من الأحيان يشعر أن يظلم هند في كثير من الأشياء فأعطي لعاصي القرار وسلب من هند الاختيار فنظر لهند وقال بحب :
– وأنتي رأيك إيه !
نظرت له بتفاجئ ورأيها هل هذا صحيح فلما الآن يريد أن يستمع لها وهل رأيها سيسمع واذا فهو لا يجدد في الأمر شيء فقالت بخفوت :
– إلي أنت تشوفه أنا معاكم فيه
– وأنا شايفه أن ملناش ……..
قطع حديثها مجيئ الصغيرة تبكي وهي ترتمي في أحضان آدم وتقول بشهقات متقطعة :
– بابا مليش دعوة عاوزه شكولاتة تعتي سالم أخدها مني
نظر آدم إلي الصغيرة بعدم فهم ولكن أخذ يقبلها بحب و قال :
– حبيبة بابا بلاش عياط ، سالم مش معه حاجه ثم نظر إلي فداء وقال لها بعتاب، أنا قولت بلاش حد يجبلهم شكولاته
نظر فداء له وعقدت ما بين حاجبيها ثم قالت :
– م… محدش… جاب.. حاجة
– هو أخد علبه من دولاب عاصي يا بابا ومش راضي يديني
أتسعت عين عاصي بصدمة وما أن أفاقت من صدمتها حتى أسرعت إلي الغرفة ومن خلفها الجميع بينما كان الصغير يجلس علي الأرض ويفترش تلك الحبيبات أمامه وبينما أخذ احداهم و قربها من فَمه الصغير وفي تلك اللحظة دلفت عاصي إلي الداخل وما أن رأتها حتى اتجهت إلي الصغير وحملته بسرعه وهي تقول بخوف :
– سالم حبيبي أخدت حاجه من الحبوب دي
دلف الجميع إلي الداخل بسرعه فنظر آدم إلي الصغير بينما نظرا فداء هي الأخرى بريبه و احتضنت هند الصغير والكل يترقب كلمات الصغير الذي قال بخوف :
– شكولاتة تعتك وقعت في الأرض
– أنت أكلت منها حاجه
– لأ مش كلت هي وقعت
احتضنته بعاطفة صادقة وأمطرت وجهه بالقبلات بينما تقدمت فداء وأخذته من بين يديها و تراقب وجهه بحنان واحتضنته بشدة وخوف وآدم بتابع بصمت و بعد لحظات وبأمر من آدم أن يخرج الجميع من الغرفة ويتركه هو وعاصي فقط ، وبعد وقت قصير كان ينحني يجلب تلك الزجاجة الصغير ليعرف أنه أحدي العقاقير المنومة فنظر لها مرّة أخري بغضب غضب منها ولها غضب من تلك الضعيفة التي أمامه أين أخته أين هي لما محى الضعف القوة ولماذا يجسد الضعف بأقرب الناس إليه وما هي إلا دقائق وهتف بقوه أفزعتها :
– منوم تأني عاوزه تدمري نفسك إيه مش همك نفسك ولا أنا ولا أختك أنا مش قولتلك الحجات دي هتدمرك أكتر أنت ليه بتعمل في نفسك كدة
نظرت له بخوف لا تستطيع الرد أو الحديث هي تعلم أنها تسير في طريق الخطأ ولكن ماذا تفعل وهي تشعر به قلبها الهزيل ما زال يقف هناك عند تلك النقطة ما زال ينزف بشدة فماذا تفعل تلجئ لكل هذا لترحل من هدا العالم ربما لبضع دقائق لعلها ساعات لا يفرق معها سوى الرحيل عن ذلك العالم الذي يتجسد فيه الرحيل فقط الرحيل فقالت بخفوت :
– آدم أنا مش بقدر أنام إلا بالمنوم صدقني مش بقدر
نظر لها و طالت نظراته و حين هتف بتلك العبارات كانت فجعه بنسبه لقلبها و بصوت غاصب قال :
– عارفه يا عاصي أنا غلطت غلط كبير في حقك، نظرت له وعقدت ما بين حاجبها، فأكمل يوم ما وفقت أن أحنا نسيب أرضنا ونبعد عشان أمنعك من المواجهة أمنعك أنك تعيش التجربة بكل وجعها عشان تفوقي بعدها بس لا أنا بعدت بيكي ولأسف كان غلط أنت لسه عايشه بس عايشه بذكريات عز اللي هتنهيكي في يوم من الأيام وعشان كده لازم نرجع و تواجهي وأول واحد تواجهي عز نفسه إحنا هنرجع و في أقرب وقت
نظرت له برجاء ولكن نظراته كانت حاسمة ثم أسرع بالخروج و تركها انهارت جالسه علي الأرض وبدأت الدموع تتساقط من عينيها وهي تقول بوجع :
– أواجهه عاوزيني أواجه
القاتل ما ينفعش يواجه القتيل
ثم أخذت تبكي وتقول بصوت موجع بلا حياة :
– وهو قتلني
…. وفي تلك الزاوية كانت تجلس متكوره محتضنه ركبتيها لصدرها وتضع رأسها عليها
ويصدر عنها أنين ضعيف ثم شهقة متقطعة وما هي إلّا لحظات ورفعت رأسها لتستند علي الحائط الصلب خلفها وعينها المتورمتان من آثر البكاء وتلك الكدمة الزرقاء بجانب شفتيها لا تستطيع الحركة وتدعي الله سراً أن لا يستيقظ الصغير فهي لا تقوي علي حمله أو إطعامه ، تنظر إلي كل شيء حولها والدموع تتساقط من عينيها الجميلتين، أين لها كل هذا فهي مدللة أبيها وأمها هي لقد عاشت طفولة مبهجه الجميع يحبها ويدللها فهي جاءت إلي والديها لتقر اعينهم بعد عذاب و عندما ولدت و شعرت إنها وحيده بدون أخوه رزقها الله بفتاة صغيرة تشاركها في حليب أمها لتكون لها بعد، ذلك كنصف لروحها هند أختها وصديقتها و عاصي الأخت الكبرى التي تراعهم دائمًا و آدم الأخ وسند و الدرع الواقي كم كانت حياتها مُبهجه مُفرحة كالزهرة تتفتح أوراقها منذ ذلك اليوم بدت تعشر بشيء غريب تخلل إلي قلبها يوم زفاف عاصي يا الله علي تلك الذكري حين تتجسد امامها تشعر أنها تريد أن تعود وتظل حبيسة بين جدران الماضي تظل حبيسة داخل تلك الذكريات المفرحة فقط المفرحة …. ( دلفت إلي مطبخ القصر ومن خلفها ذلك الغريب وأخذت تبحث عن أمها لتساعدنا في وضع الطعام له ولكنه كانت مشغوله على الأرجح أسرعت وجمعت بعض الطعام ووضعته على أحدي الصواني وو ضعته أمام عمرو الذي كان يجلس ينتظر علي أحد الكراسي وامامه تلك الطاولة الموضوعة بجانب حائط المطبخ وحين رأي عائشة تسير باتجاهه وهي تحمل تلك الصانيه الكبيرة أسرع إليها ليأخذها من بين يديها ويضعها علي تلك الطاولة ثم بداء يأكل بنهم شديد بينما أخذت هي تنظر له وهي تقرب بين حاجبيها بذهول وما هي إلّا لحظات و انتهاء من الطعام بل نهى عليه تمام و رفع كوب الماء الموضوع أمامه يتجرع منه ثم نظر إلي تلك التي تنظر له باستغراب فابتسم وقال :
– إيه يا بنتيِ بتبصي كده ليه عُمرك ما شوفتي وأحد بياكل
تنحنحت بأحراج ثم رفعت يديها لكي تعدل من وضعية حجابها وهتفت :
– إحم….. لا…. بس يعني حضرتك ما أكلتش من أمتي
نظر لها ثم قال بجديه وهو ينظر إلي ساعة يده :
– من يجي يا ستي ساعتين وخمسه دقائق وسبع ثواني
نظرت له ببلاهة وهي تفتح ثغرها علي وسعه فكان منظرها مضحك بشده وعندما نظر لها أنفجر ضحكاً على منظرها وما هي إلّا لحظات و تكلم من بين ضحكاته :
– هحكيلك يا ستي أنا من ساعة ما سافرت وأنا مقضيها أكل مطارات وجاي بقي أجازه فبعوض بقي
غريب جدًا هذا الكائن يتكلم بعفويه مطلقه وكأنه صاحب مكان ، ابتسمت بخفوت وانحنت لكي تحمل تلك الصانيه الفارغة حين اوقفها عمرو وهو يقول بمرح :
– أنسة عائشة
وقفت قليلًا ونظرت له مبتسمة، فقال هو بابتسامة محببه :
– شكرًا ، على تعبك
– لا شكر على واجب أنت هنا ضيفنا
اتسعت ابتسامته وهو ينظر لها بنظرات متفحصه :
– حيث كده بقي أعمليلي شاي
أتسعت حدقتيها وهي تنظر له بعدم فهم و :
– نعم
– أعمليلي شاي وزودي السكر يا سكر
سارت مبتعدة ما ان رأت تلك الغمزة التي صاحبة عباراته ما هذا الشخص من أين جاء إليها لا تدري أما هو فجلس مره أخري و وضع قدمة علي الآخر وقال :
– لا الواحد لازم يتجوز وحيث أن بقي أقرب طريق للراجل معدته البنت دي دخلت معدتي خلاص )
وعادت من تلك الذكريات على صوت بكاء الصغير فنظرت إلي فراشه البعيد عنها وقلبها ينبض بشدة ووجع طفلها يبكي وهي من كثر الكدمات في جسدها لا تقوي ، أخذت تجاهد وتضغط علي نفسها ودموعها تتساقط بوجع وكلما تعالت صرخات الصغير ضغطت علي تلك الجروح أكثر وأكثر ربه كم هذا موجع كم هذا يدمي القلب أخذت تتقدم وهي تتمسك بكل شيء أمامها حتى وصلت أخيراً بعد جهد إلي ذلك الفراش وبسرعه انحنت لكي تلتقط الطفل فخرج منها أنين ضعيف فضغطت علي شفتيها السفلي وجلست بجانب الفراش علي الأرض مجدداً فهي لا تقوي علي التحرك وأخذت تهدئ الطفل بحب وحنان وهي تقبل وجهه :
– ما تخفش أنا جنت وهتحمل أي شيء عشانك ثم قبلته مره أخري وأكملت، بدعي ربنا أنه يديني القوة عشان أنا جنبك يا نبض قلبي
بينما أخذ الصغير ينظر لها وكأنه يفهم ما تقول وأخذت هي تطعمه وتتذكر كل تلك الذكري التي جلبتها إلي ذلك المكان وجلبت معها أغلي الناس ولكنها سلبت الروح وقتلتها
( دقات قلبها تتزايد في حضرته عندما رحل عز الدين بعاصي لكي لقضاء شهر العسل آثر عليه أن يبقي بالمزرعة و ببقائه هذا كان لها الفرحة من العدم تقرب منها بشدة وهي أيضاً كان يساعدها في العمل ودائماً تصطحبه إلي أراضي المزرعة كم كان شغوف هو بكل شيء وفي ذلك اليوم كان ستائر الليل ستغطي السماء بسوادها الداكن فكانت ليه يغيب بها القمر قاحله بدت بأروع الألحان وانتهت بأبشع الأفعال وقف عمرو أمامها يقول بحب :
– عائشة في حاجه عاوز أخد رأيك فيها
نظرت له بعدم فهم وقالت بمرح اعتادت عليه معه :
– وبتستاذن أنا مش وخده علي كده أبداً
ضحك بمرح ثم قال بجديه :
– لاء الهزار هزار والجد جد….. بصي يا عائشة أنا… أنا عوز أتقدملك
– نعم
قالتها متفاجئة وكأنها لا تعي كلم
فاكمل هو :
– أنا مش هكدب وهقولك حب لا بس أنا معجب بيكي جداً و أنا عوز أستقر وشيفك زوجة مناسبه ليا إيه رأيك
أحمرت وجنتها خجلاً و نظرت إليه بخفوت فابتسم هو بحب وقال بعد دقائق ليمحي ذلك الحرج :
– السكوت علامة الرضا زي ما بيقولوا ومن الواضح أنك موافقه عليا صح
ولم تعطيه جواب وهي تجري باتجاه المزرعة وهو يقف يتابع ظلها ويبتسم بخفوت وكم كانت أسعد لحظات حياته ولكن السعادة ربما لا تبقي طويلاً فذلك الذئب الذي أظهر عن أنيابه كان يتابعها حين جرت فاسرع خلفها وبسرعة نمر ينقض على فريسته أمسك بها كاتماً شهقاتها و ذهب بها بين الأشجار العالية ليتقرب منها بخطر وهي لا تفهم شيء وتشهق بخوف ودموع تتساقط رعباً وفي ذلك المكان الخاوي حررها فالتفتت لتري من هذا الذي تجرأ ولكن أتسعت حدقتها وهي تري جواد من خلفه وبعض الكدمات علي نظرت له بعد فهم وقد اطمأنت بعض الشيء فهي تعرف جواد جيدا وقالت بغضب :
– أنت أتجننت يا جواد ازاي تعمل كدة
وكأنه لم يسمع ما قالت والصور في مخيلته تخطلت بين عاصي وفتاة آخري تلازمها دائمًا وآخر تعانقها فنظر إلي من أمامه وقال بهذيان :
– عاصي أنت أتجوزتي عز ولا لسه مستنيه حبيبك جواد
نظرت له عائشة بعدم فهم و أتسعت عينها وهي تقول :
– عاصي مين أنا عائشة أنت مجنون ولا شارب ولا إيه يا عم
وجاءت لكي ترحل فأمسكها بقوه من حجابها وقال :
– عاصي استني ماتسبنيش أنا بكلمك
آنت بضعف من قوة قبضته وقالت بغضب :
– إيه الجنان ده أنا عائشة أنت مجنون ولا إيه وبعدين عاصي سافرت مع عز الدين جوزها بطل هبل بقي بدل ما أصوت وألم عليك الناس )
و عادت مجدداً إلي الواقع وهي تبكي بقوه و تشهق و أخذت تقول وهي تكلم الرضيع بين يديها
– دبحني هو دبحني ما قدرتش أحمي نفسي صدقني نفسي تكبر عشان تبقي سندي وظهر وتأخذ ليا حقي
ولا تقوي علي فعل أي شيء فتشعر ان عظامها تهشمت بداخلها كما قلبها فتسطحت علي الأرض ثم سطحت الصغير علي صَدرها بحنان وهي تحتضنه و لا تعرف لماذا تسترجع ذاكرتها تلك الأحداث
( ظلت تقاوم إلي أن غابت عن الوعي تماماً وحين استيقظت وأخذت تنظر حولها لا تفهم لماذا هي هُنا ولكن ما هي لحظات وقد تذكرت كل شيء وبمجرد أن حاولت أن تقوم وهي تنظر إلي هيئتها صرخة صرخة مُداوية لقد علمت ما حل بها فأخذت تلملم ما تبقي لها من ثياب وهي تهذي وتقول :
– هو.. هو أنا لا لا هو ليه….. مش عملت….حاجه
ولا تدري كيف تحملت على نفسها وأخذت تتفقد الطرقات حتى وصلت إلي بيتها ويا أسفه على تلك النظرة التي مازالت تتذكرها حين فتحت الغالية حنان الباب آهً يا أمي علي تلك الكسرة والظهر الذي تم كسر والمرار العار الغير مقصود ولا تعرف ما الذي جري بعد ذلك حين استيقظت كان متسطحة علي فراشها نظرت إلي ثيابها فكانت بُدلت بآخر ففرحت واستغفرت ربها كابوس هو كابوس ولكن تلك الكدمات المتفرقة اشارت لها أن تنظر لأنه وأقع مسلم به شهقت وأخذت تبكي تصرخ حين دلفت أمها مسرعة ونظرت إليها فانكمشت الأخرى علي نفسها وقالت ببكاء وخوف عميق :
– هو… والله هو مش أنا مش أنا
تساقطه الدمع من عين أمها الحبيبة وهي تنظر إلي زهرة بيتها التي قُطفت و لكن تصاعد الغضب أمام عينيها الباكيه فمسحت عينيها بقوه واتجهت إلي ابنتها وقالت لها بغضب حاد :
– أنطقي قولي مين عمل فيكي كده أنطقي ثم هتفت بنبرة مهزوزة قاتله وكان…. كان برضاكِ وإياكيِ تكدبيِ….. إنطقي
اتسعت عين الفتاة وأخذت ترتجف ولكن مع تلك الصيحة التي هتفت بها حنان جعلتها تسرد كل شيء مرّ عليها
وحين انتهت الفتاة الباكية بانهيار نظرت الأم لها وقالت بقوة :
– إياكيِ أبوكِي يحس بحاجه أنتِ فاهم و مفيش طلوع من عتبه البيت
اومت الفتاة برأسها وهي تنظر لأمها بخوف بينما التفت حنان إلي باب وهي تقول بغضب عارم :
– أبن سعيد غالب …… و الدم واحد
ولا تعلم ما الذي حدث بعد ذلك فتفاجأت بابيها وهو يخبرها بعد يوماً أن جواد أبن سعيد غالب تقدم إليه والصديق عز الدين ذلك عمرو السمري بكت وبكت وأخذت تنوح وتنوح و القرار ليس منها بل من أمها التي أمرتها أن توافق علي جواد بدون كلمة وهي تقول بكلمات مجرحه مميته خاليه من العاطفة :
– الموافقة للعار يا بنت بطني وأبوكِي مش حمل عارك
ما ذنبها ماذا فعلت لا تعرف هي حقاً لا ينقلب الحال علي الحال وبين يوماً وليلة خطبة لأبعد الرجال لقلبها وعقلها خطبة لمنتهك روحها وجسدها والحكم كان قاطعاً و يا ويله على الآخر الذي ظنها تسعي وراء المال ولكن ماذا تفعل لا تستطيع التبرير وبالأخير استطاعت الأم أن تقنع الجميع الكل متحير في الأمر ولكن مع أوامر الجد مطفي وسعي سعيد غالب و ترحيب حنان بالأمر سكت الجميع مرغوبين أنفسهم على الاقتناع وربما هي أيام معدودة اصطبحت زوجته والمضحك المبكي في أمر أنه مازال يظنها عاصي و يستحل تشويه جسدها وعندما عادت إلي الواقع ضحكة ساخرة والسؤال يتردد بعقلها :
– لو كانت عاصي بمكانها هل كان جواد سيعاملها هكذا !!
تريد أن تبتعد تريد أن تتحرر ولكن هي مكبله راضخة من أجله هو فقط من يبقيها هنا طفلها لا تستطيع أن تفارقه و إبليس الكبير الذي يجلس بالأسفل يخطط للعالم من حوله يهددها بالطفل ، فرضية مجدداً من أجله و بقيت حياتها كما يقولون يبقي الوضع علي ما هو عليه وعلي المتضرر اللجوء إلى خالق العبيد
صوت الطلقات النارية تفزعه كل ليلة ذلك الحلم الذي لا يتذكر منه أي شيءٍ سوى صوت طلقات النار التي تكون على مقربه منه ولا يعلم من أطلقها حلم غريب هل الانسان يستطيع أن يحلم بصوت غادر فقط و بين اليقظة والحلم أستمع إلي ذلك الجرس أحدهم قادم بالتأكيد ذلك المجنون عمرو ولكن لماذا يدق الجرس هو معه مفتاح و بتكاسل تجددت الطرقات فقام بتكاسل لا يرتدي إلا سروال من القماش ولم يعبئ بأي شيء سوي أن يقوم وينتقم من هذا السمج الذي، يطرق هكذا وسار خطوات متكاسلة ثم فتح الباب وهو مغمض العينين ثم ترك الباب مفتوح واتجه عائداً لغرفته وهو يتمتم بتلك الشتائم البذيئة وهو يقول :
– أدخل يا زفت ومش عاوز أسمع صوت عشان أنا عاوز أنام
– وأنا جاي تعبان من السفر وعوز أنام
وقف مكان بصدمة هل هذا هو صوته أم هو الذي يتوهم والتفت لكي يتأكد وانه أخيه أمام عينه ينظر له تقدم منه فعانقه ماجد بود وبعد كلمات الترحيب ما هي لحظات وكان عز يجلس أمام أخيه و سؤالاً واحداً يتردد بعقله لماذا جاء أخيه الآن !؟ وماذا هنا وما وراء تلك الزيارة!؟ ولكن الأخر كان متعب بشدة فطلب الراحة أولاً ثم الحديث بعد ذلك بينما جلس عز الدين يفكر ثم قال :
– يا تري إيه اللي جيبك في الوقت ده ً يا ماجد وإيه السر إنك تيجي من غير ما تقولي حتى
…وفي تلك الاثناء كان مسطح علي فراشة في تلك الغرفة التي تحجبه عن كل شيء ها هو مصطفي مهران في كهفه البعيد لا حول له ولا قوة المال الآن لا يفيد صاحبه فهل أفاده الآن وهل استطاع المال فيما قبل أن يدفع الموت عن سالم غنيم كل شيء فآن ، وأمنيه وحيده فقط يريد أن يحققها قبل الرحيل يريد أن يجمعهم مرّة أخري يريد أن يرحل وهم يد واحد لكي يقابل صديقة هُناك برأس شامخة ويرقد بسلام ولكن يجب عليه قبل الرحيل أن يعترف بذلك السر ليقابل الله تعالى وهو راضي يدعى الله ان يقبل توبته و كل شيء سيتلخص في ذلك ( السر) …………..!