أحببتُ العاصيِ الفصل السابع عشر

أحببتُ العاصيِ الفصل السابع عشر

اسم القصه : أحببتُ العاصيِ
بقلمى : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقه : 17

مع إشراق الشمس علي أرض مصطفي مهران وإعلان عن بدأ يوم جديد علي حياة أبطالنا فمنذ اليوم ستكون حياتهم مختلفة بعض الشيء أو من الممكن أن نقول ستتغير كليًا ستنقلب أحداثهم رأساً علي عقب.
منذ أنْ استيقظت ارتدت ملابسها علي عجله من أمرها كانت ملابسها بسيطة كالعادة مكونه من بِنْطَالٌ واسع بلون الأسود و بلوزة طويلة أيضاً من اللون الزيتي و ارتدت حجاباً بلون أسود وربطت أخر ولكنه عليه نقوش كعمامة لتحميها من أشعة الشمس الحارقة كم بسيطة هي رقيقة كورقة شجر بلون عينها ، تريد أن تشغل عقلها وتفكيرها كله في العمل ولكن ما عليها أن تفعل الفكر هو الفكر هي ستتزوج عز الدين ووجهتها كانت هي إسطبل الخيل تريد مطر ستختلي به هو من تشعر معه بالراحة اتجهت إلي البلوك الخاص به واقتربت منه و مسحت علي رأسه بحنان وبدأت تنظف ظهره وتتكلم معه وكأنه يفهمها كانت مندمجة فيما تفعل و لم تشعر بمن دلف إلي الداخل ووقف خلفها ويستمع لما تقول :
– مطر أنا مش فهمه حاجه كل حاجه جئت بسرعة أنا حسة إنْ بحلم والحلم بعيد عني بس .. بس مش عارفة هتعامل أزاي معه أنا خايفة اشوفه
– ليه بعبع!!
والمفاجأة كانت وجوده و الصدمة كانت استماعه لكل ما تقول و الارتباك والرهبة كانت منها والثقة و الابتسامة له ويبقي هو العز :
– ع.. ز الدين، هو…. هو أنت هنا من أمتي
وابتسامة علي ثغرة والغرور في عينيه الوضع مربك يحتاج للهرب الآن ولكن هو في الطريق يقف أمامها لتشعر أن الهواء ينسحب من حولها هل هذا هو العدل وبقانون عز الدين لا سبيل للهرب يا صغيرتي فقال بثبات :
– من شويا…… ها عايز أعرف خايفة من أيه
هل يقترب منها يا رب السماء لطفك هذا أكبر من تحملها والوضع أصبح خطر … خطر جداً فهو يقف أمامها لا يفصلها عنه سِوَى بعض السنتيمترات و الأمر لا يحتمل :
– هخاف من إيه يعني ما أنا بخير أه وبعدين أأنت….. إيه اللي جيبك هنا
تجاهل ارتباكها و قال بمرح :
– جاي أشوفك مش خطيبتي ومن حق أي مواطن يشوف خطبته الدستور قال كده وبعدين متخافيش أنتِ مش لأزم تتعودي علي الوضع ده أصلاً لأن موضوع الخطوبة مش هيطول كتب الكتاب يوم الجمعة يعني يومين وتبقي حرمي المصون المدام ها المدام
وغمزه من عينه كفيلة باحمرار وجنتها و اتساع مقلتها و هروب اضطراري لأن الوضع أصبح مُمِيت
……………………..…..
هل هذه زوجته التي عرفها وعاش معه ماذا بها لم يعتاد عليها هكذا السيدة إيمان سيدة المجتمع المشهورة عندما علمت بزواج أولادها فرحة بشدة هل هذا معقول تقبّلت الأمر وكأنها كانت تنتظره بل و طلبة منه أن تذهب إلي المزرعة لتشرف علي كل شيءٍ بنفسها كل هذا أثار استغرابه فزوجته التي يعرفها كانت ستفعل الأفاعيل لكي تخرب ذلك الزواج لأنها ترغب لأبنائها فتيات من المجتمع الراقي و العجيب أنها تقبلت أبن أختها أيضا فهل هذا كله لموافقة مصطفي مهران أم يوجد شيءٌ ما يجهله ولابد أن يعلم ماذا بها
………………
كانت تجلس بحديقة القصر صامته تتابع العمال في العمل و الاطفال الصغار وتجلس بمفردها والضيق ظاهراً علي ملامحها منذ ذلك اليوم وهي لا تذهب إلي العمل ولا تعلم ما الذي عليها فعله هل تقول تستأذن منه وتذهب إلي عملها أم تبقي هكذا أم تذهب بدون أن تقول لهُ و تكتفي بطلب عاصي بالرجوع إلي العمل وما هي إلا لحظات حتي وجدته أمامها يسير في طريقة إلي سيارته ولكنه عندما رآها غير طريقة وذهب إليها مبتسماً فبادلته الابتسامة و :
– بتعملي إيه لوحدك كده
نظرت له و سحبت مفكرتها وقلمها فهم دائما بصحبتها صوتها المسموع أمامهم وكتب :
– مش بعمل حاجه قعدة
تابع ما كتبت ثم هتف بحنان :
– طيب ما تدخلي تقعدي مع الخالة حنان أحسن ما تبقي لوحدك
هزت رأسها برفض ثم كتبت الخالة مش موجوده نظر لها وإلي ما كتبت ثم جدد النظر لها و:
– يعني أنتِ هتبقي هنا لوحدك
والإشارة كانت بنعم فكرة لثواني ثم ابتسم لها بحب و :
– إيه رأيك تجي معايه المستشفى أنا مش هتأخر نصف ساعه هُناك هديهم تقرير لحاله و أرجع بس لو جيتي معايه نبقي نتغدى برة
ويكاد يقسم أنه لمح في عينيها دمعه تحاول أن تمحيها من أمامه ولا يعلم هل أخطاء في ما قال هو يريد أن يتقرب له بحكم أنه أصبح زوجها ويجب أن يتقرب منها يعرفها ويفهمها ولكنه نظرت له وابتسمت ثم كتبت:
– لا أنا هقعد هنا علي ما الخالة تجي
ظل متحيراً في أمرها وهل هي تخجل من مصاحبته أم أنه لا تتقبله أم … أم نظر لها ودقق النظر بها هل هي تخجل من نفسها هل ممكن أن يكون هذا هو سبب رفضها ف :
– إيه ده يعني بترفضي اول طلب أطلبه منك والله يا ستي أنا اللي هدفع
لا تعرف ماذا تقول دكتور جراح يصطحب زوجته البكماء إلي عمله هل من الممكن أن تصدق هذا وأصدقائه ماذا سيقولون و العاملين معه والناس ولكن هو حسم الأمر وهو يحضن كف يديها بكفه ويدفعها نحو المنزل لتغير ملابسها وترتدي بعض الثياب التي جلبتها لها هند وينتظرها هو بسيارته
……………………..………
ما تلك الطفلة هل هذه ستصبح زوجته الصبي الذي يعمل معها سيصاب بالجنون عن قريب من علي بعد أمتار تعطي له التعليمات و هو يفعل ما تقول وحين يقترب منها فرس أو مُهر صغير تجري وتصرخ صبراً يا الله يتابعها منذ الصباح يريد أن تبقي بمفردها لكي يتحدث معه ببعض النقاط التي يجب أن تتضح من الآن قبل الزواج ولكنها تعمل منذ الصباح وابتسم ساخراً هي تأشر لصبي منذُ الصباح ولكنها تتجه الآن إلي مكتبها حمداً لله علي الرحمة فستترك الصبي يرتاح وترحمه هو من الانتظار ولكن آي حظ له هذا أنها فتاة البصل تتجه إليه يقسم أنه سينتقم من تلك الفتاة ولكن حين ينتهي من تلك الطفلة المدللة فتاة الإشارات
وأقترب من الغرفة التي تجمعهما و لكنه توقف عند فتحت النافذة حين سمع فتاة البصل تقول :
– أشربي بقي قاعدتي تقولي عليه سمج وبارد ولازم ننتقم و أه هيبقي جوزك ويا سلام بقي لو عرف أنك أنتِ اللي شيرتِ الصورة علي الحساب الوهمي تصوري معايه ممكن يعمل إيه كده تصوري ولا بقي لو عرف اللي كنتٍ هتعمليه فيه عشان تربيه علي اللي عمله مع عاصي لو عرف ممكن يقتلك قبل ما يتجوزك .
نظرت لها بغيظ و الغضب في عينيها و تصيح بصوت صارخ أعتاد الجميع علي جنونها منذُ زمن :
– أسكتٍي يا زفت خالص قال أتجوز قال دا أنا كنت بحلم بمهند و أرناف و عمر يبقي أصوم أصوم وأتجوز ماجد أنا هكلم آدم وجدي مش هسكت لو وصل الموضوع هعمل بقي أن أغمي عليا و أنتٍ عرفه بقي الباقي اللي عوزه بيتعمل
قال ماجد قال
– ضحكة عائشة بشدة ثم هتفت :
يا بنت الإيه بس لو منفعش الموضوع بالله عليكِ يا هند لو هتدبسي يبقي سيشن بتاعك علي العربية الكارّو ونكتب عليها بكرة تبقي مرسيدس وأنتٍ وهو والحمار واو
وفي تلك الحالات الجري نصف الجدعنا و هنا في تلك الحالة الجدعنا كلها فهند ستقتلها من قوة غضبها و جرت الأخرة وخرجت من الغرفة وهي تضحك بشدة و الآخر مازال واقفًا بالخارج يشعر بالأرض تدور من حوله طفلة تلك هي الطفلة من هي الطفلة يا أبَله هذه الفتاة تستحق لقب رئيسة عصابه وبجداره فنظر لها من النافذة بينما كانت هي تجلس بداخل وتنظر للحاسوب وتبتسم فهتف هو بتوعد :
– صبرك عليا، أما وريتك أيام سوده
……………………..
لا يعرف ما هي وجهته سيذهب إليها يريد أن يتكلم معها يريد أن يراها أسرع إلي بابا المنزل ولكن صوت أبيه أوقفه و :
– جواد أنت رايح فين
نظر له ثم أكمل طريقة وهو يقول له بعدم اهتمام :
– مشور
وابتعد و عن نظرة بسرعة ولكن سعيد غالب هتف بأحد رجاله الذي جاء علي الفور :
– وراه يا صالح شوفه رايح فين
ورحل الرجل أيضاً وسعيد غالب يتابعه بأنظاره ثم يهتف
– هتكون ليك يبني هتكون ليك حتي لو بعد مية سنه مصطفي مهران بيستعجل موته
……………………...
يجلس مع أمه سعيد جداً منذُ أن أخبره العم كامل بالخبر الجد والخالة وافقا علي الزواج من الحبيبة الغالية ظن أنها قد ضاعت من بين يديه ظل يحافظ عليها حتي حافظ عليها من نفسه ابتعد عنها و اشتاق اشتا ولكن الله رءُوف بالعباد وعليم حفظها وتحمل الأحزان فسيكون الجزاء من جنس العمل بعد الأحزان فرح وبعد الفراق لقاء والحلال الحلال هو الحل لكل مشتاق و هو فائز فيقول الله تعال (( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )) و الفوز كان الحلال وما أحله
……………………..……….
دلف إلي غرفتها التي تعمل بها كانت تجلس علي الحاسوب الخاص بها لا تشعر بمن حولها فتنحنح هو فنظرت لها و ثم غضبت معالم وجهه علي الفور ثم وقفت وخبطت علي مكتبها بكفيها و بنبرة حادة قالت :
– نعم
نظر لها وابتسم بتصنع و دلف إلي الداخل فرفعة أحد حاجبيها و :
– هو أنا قولتلك ادخل
جلس أمامها علي أحد الكراسي الموضوعة أمام مكتبه و قال ببرود :
– مش لازم تقولي يا حبيبتي المهم يله
– حبيبتك ويله …… هتف باستغراب و رفعة يديها و قامت بعمل حركة أمام رأسها و هتفت باستهزاء :
– أنت مجنون ولا إيه
– مجنون، كده يا نودي تقولي علي خطيبك مجنون بس أنا هستحملك لحد ما تكبري أصل جدي قال أنت يبني هتتعامل مع طفلة لازم تستحمل
والغيظ الشديد تريد قتلة الأن طفلة هي طفلة ما تلك المهزلة أحمرت وجنتها بغضب شديد و :
– طفلة مين دي اللي طفلة ولما أنا طفلة بيبلوني بيك ليه عشان يكنش هنلعب في الشارع في الطين مع بعض طفلة بقي.
ضحك بشدة منظرها غضبها هتافها بصوت يشبه الصراخ و :
– والله روحي اسأليهم بيقولوا عنك كده ليه أنا مالي
سارت باتجاه باب الغرفة بغضب ثم وقفت وقالت له :
– طيب أتفضل بقي من هنا حالاً
– لا مش هتفضل برحتي أنا حابب هنا يا طفلتي
خبطت الأرض بقدميها ثم هتفت بغضب و غيط :
– خليك أشبع بالوضة لوحدك أصل الجو هنا سقع يا….. يا بابا
– الله يكرم اصلك يا بنتي
وخرجت غاضبة وهو يضحك بشدة وصوت ضحكاته تصل إليه و يزيد من غضبها و تمردها
……………………..

اصطحبها بعد رفض منها و تصميم منه أصحبها إلي غرفته كانت تسير بجانبه وتدعي الله أن لا يتكلم معها أحد و هو يشعر بالفرحة لأنها معه ولا يعلم ما سر هذا الشعور دلفت إلي غرفته فأعجبت بها كانت رقيقه ومنظمة فجلست علي كرسياً أمام المكتب حين حمل معصفة الأبيض و قام بارتدائه بسرعة كانت تنظر له بافتخار شديد وفتظر لها وابتسم ثم أستأذن منها وحمل بعض التقارير و خرج من الغرفة وهو يقول :
– هطلبلك عصير خمس دقايق وجاي
ولكن بعد خروج من الغرفة بقليل دلف أحدهم ونظر إلي فداء وأخذ يتفحصها وهي تنظر له بعدم فمهم و
…………………
كانت تسير باتجاه مزرعة الفواكه لتري كيف يسير العمل هناك عندما قابلة جواد في طريقها نظرت له وحيته كما تفعل ولكن ما به متغير بعض الشيء ينظر لها ولا يتكلم كأنه مريض تعجبت من نظراته وصمته فظنت أنه غاضب مما جري مآخرا في بيتهم ف:
– جواد أنت زعلان مني عشان اللي عملته عن………
– أنتٍ هتتجوزيه يا عاصي !!؟
لم تستوعب السؤال ونظرت له بعدم فهم هل غاضب منها أم حزين أم ما به ولكنه صوته العالي أخرجها من صمتها و و لأول مرة يتجرأ يمسها من معصمهم هي خائفة المكان خالي من الناس وهو وهي بمفردهم و جواد غريب عن طابعه الهادئ و:
– ردي عليا هتتجوزيه متسكتيش كده
– جواد في إيه، سيب إيدي
– هتتجوزيه ليه يا عاصي ردي
و الدعم جاء من العدم علي حصانه لينجدها منه لعله لطف الله بها ولكن الامر أصبح الأن صعب للغاية ومن ينظر لوجه عزالدين يقول أنه سيقتل أحدهم الأن والآخر يبادله النظرات وربك العليم

error: