أحببتُ العاصيِ الفصل الرابع

أحببتُ العاصيِ الفصل الرابع

الحلقه : 4

وبين الضعف والقوي تضاد يبرذ المعني ويقويه والأثنان منبتهم واحد هو القلب .. فالقلب أما أنْ يتسم بهذا أو بذلك و الفرق هي الروح
سمعت صوت وكأن أحد ما معها بالمكان ف إضطربت بشدة و
عاصي بتوتر : مين هنا…. عم جاد
لم يأتيها الرد فنظرت حولها وأقنعت نفسها بأنه أحد الأحصنة يتحرك ، وأنفاس أخري تتسارع بغضب أنفاس غريبه عن تلك الأرض ولكن تتسلل كل ليله لتراها في جوف الليل حتي يطفئ من أشتعال قلبه المشتاق وهتاف وصراخ للقربان ثم أسرع بالإبتعاد عن الإسطبل بل الإبتعاد عن أرض مصطفي مهران برمتها والدخول إلي حدوده التي أصبحت أمامه ضيّقة رغم أتساعها ، نظرت عاصي لمطر مره أخري و قالت كانت أخر مره أشوفه فيها وأهُ راجع تاني يا مطر و ماجد بدأ يقلل منيٍ تاني وخايفه يا مطر يرجعوا يضحكوا عليا الناس تاني ويقلوا من صورة عاصي قدام الناس زي ما قللوني قدام نفسي ثم تسطحت علي القش و أغمضت عينيها بتعب
كان آدم يتكلم مع حبيبته لكي يطلب منها أنْ تقوم بتحديد معاد لهُ مع أبيها وبعد أنْ إنِتها من حديثهٌ معها قابل العم جاد الذي أخبرها بوجود عاصي بالإسطبل فتعجب جداً ثم صار بإتجاه الإسطبل ودلف إلي الداخل فكانت عاصي مُتسطحه علي القش و تغلق عينيها فذهب باتجاهها كانت قد إسِتسلمت لسلطان النوم وأنفاسها مُنتظمه فنظر آدم لها بحب ثم أنحني وقام بحملها شعرت عاصي به فكانت مازالت في مرحلة اليقظة ففتحت عينيها بثقل فتفاجأت بأخيها يحملها ف
عاصي : آدم
آدم : متخفيش يا حبيبتي نامي
عاصي : نزلني يا آدم ظهرك هيوجعك
آدم بإبتسامة : متخفيش يا روحي أخوكي جامد هتيجي إيه أنتٍ جنب اللي بشيله في الجيم بس كان لازم عم مطر في الليل كده
عاصي : بلاش هزار يا آدم نزلني ، وبعدين مطر في كل وقت
آدم : لا يا ستي مش هنزلك أنا بتمرن بعد العشاء وبعدين قوليلي إنتٍ عديتي الميه أمتي
عاصي بغضب : ميه في عينك و أنا اللي خايفه عليك، طيب شيل بقي وأنت ساكت
آدم بضحكة عاليه : شايل أه يختي وساكت
عاصي بغيظ : طيب روح يا آدم يا أخويا إلهي يرزقك بوحدة ميه ميه وخمسين وتحكم عليك تشيلها ليل نهار
آدم : أعوذ بالله لا يا أختي أنا خلاص ربنا رزقني بحاجه كده شبه هيفاء ورايح أخطبها كمان كام يوم جهزي نفسك
عاصي بحزن خفي : جدك وافق
آدم بفرحه : أيون خلاص هخطب سلوي فرحان جداً أدعيلي
عاصي : ربنا يفرحك يا حبيبيٍ و إسكت بقي عشان أكمل نوم أه وحطني في أوضتي وأبقي أقفل الباب وراك
آدم : أكونش شيال الهانم
عاصي : احم ربنا يخليك يا دوما
آدم بإبتسامة حب : ويخليكي يا روح دوما
وعشقي لك يا أخي يتعد العشق بكثير وعشقي لك يا أخي تفنن الأدباء في وصفه فكيف يصفونه و لقد عرفتٌ حبك في مع أول دقه و تركته في آخر دقه ، و فداك عمري يا حبيبي لتحيي و فداك قلبي يا حبيبي لتسعد وفداك روحي يا حبيبي لتدوم
……………………..
تشرق الشمس بصباح جديد علي أبطالنا، أستيقظ باكراً كعادته حتي يتجنب الحديث مع أمه السيدة إيمان أرتدي حلته ثم أسرع بالخروج من غرفته ثم الخروج من المنزل و سار باتجاه سيارته ولكنه توقف حين استمع إلي صوت شهقات عالية تصدر من الحديقة فذهب إلي مصدر الصوت فوجدها أخته تجلس تحت شجرة كبيرة الحجم وتتبكي بشدة نظر لها بعدم فهم ثم أسرع إليها و جلس أمامها و
ماجد بخوف : سلمي حبيبتي في إيه
نظرت لهُ سلمي بحزن ثم أرتمت بين أحضانه وأخذت تبكي وتبكي بينما هو لا يفهم شيء فرتب علي ظهرها بحنان
ماجد بعطف : سلمي في إيه يا حبيبتي بتعيطي ليه
تسارعت أنفاسها و أخذت تبكي ثم تكلمت من بين دموعها و هي تبتعد عنه
سلمي ببكاء : مفيش حاجه
ماجد بتعجب : لاء في وأنا لازم أعرف بتعيطي ليه
سلمي بغضب : أنت أنت جاي حالاً تسأل في إيه روح روح لشُغلك وحياتك وبابا في شُغله وماما مع صحباتها ولو مش صحباتها تبقي بتفرض رأيها عليا و أخوك… أخوك مسافر عشان يريح دماغه من المشاكل و يبقي علي كِيفه محدش فيكم حاسس بيه ولا كأن أنا هنا ولما حبيت شخص وحبني ماما رفضته وهو حالاً بعد عني روح روح يا ماجد روح شُغلك وسبني وحدي
ماجد بتفاجئ : سلمي أنتٍ بتقولي إيه
سلمي بغضب : روح يا ماجد روح
تبكي وتبكي بشده تشعر بالوحدة تشعر أنها وحيدة يبتعد عنها الجميع حتى حبيبها أستسلم إلي الأمر الواقع دون جهاد و حكم عليها وعليه بالإبتعاد ، بينما نظر إليها ماجد بمشاعر لا يستطيع تفسيرها ثم إحتضنها بشده وهو يقول
ماجد بحزن : سلمي أنا أسف…. والله أسف لو أنا السبب فى وجعك أسف
سلمي وهي تنظر إليه : أنا تعبت يا ماجد ومش عارفه أعمل إيه
ماجد بحب : أحكيلي يا سلمي وأنا أوعدك أن أعمل المستحيل عشان أشوفك فرحانه
نظر إيه سلمي بحب فهز رأسه لها وأخذت هي تقص عليه قصة حبها التي نمت داخل قلبها من صغرها ودعت الله كثيراً وحين إستجاب الله لها وجاء أحمد لخطبتها كانت السيدة إيمان هي العائق فبعد أحمد عنها حفاظاً عليها
نظر ماجد إلي أخته بعاطفة صادقة مع تعجبه لكونه يستمع إلي هذا الأمر لأول مره فنظر في عينيها و
ماجد : سلمي أنا أسف أنْا معرفتش الموضوع إلا متأخر بس أوعدك أنْى هقف جنبك و هعمل كل حاجه في الدنيا عشان أفرحك ، حبسها داخل أحضانه ربما يعوضها عن إبتعاد دام كثيراً لم يدفع ثمنه إلا هي ، يعوضها عن خذلانه لها يعوضها عن ألم ذاقته
……………………....
وصل إلي مكتبه وهو يشعر بالضيق علي حال أخته التي يعشقها هل عشق أمه للمستوي الإجتماعي و تسلطها سيؤدي إلي تعاسة أخته لا هو سيقف أمام الجميع من أجلها طلب من السكيرتيرة أن تستدعي الأستاذ أحمد من قسم المحاسبات وبعد دقائق دلف بعد السماح لهُ بالدخول كان شاباً في منتصف العشرين من عمره كان ذو جسد متناسق وشعر ناعم عينيه باللون البني نظر إلي ماجد ثم تنحنح وقال
أحمد بجديّة : تحت أمرك يا بشمهندس
ماجد بنظرات إحترام : أتفضل يا أحمد وبلاش ألقاب أحنا هنتكلم في حاجه غير الشغل
أحمد باضطراب : خير يا ماجد
ظل ماجد ينظر إلي أحمد للحظات بينما انتظر الثاني أن يتكلم فهتف ماجد
ماجد بجدية : من غير لف ولا دوران يا أحمد عاوز أعرف كل حاجه
أحمد بعدم فهم : موضوع إيه يا ماجد
ماجد بتحكم : يبقي أنت عوزني أنا اللي أتكلم ماشي ….. سلمي يا أحمد
نظر أحمد إلي ماجد بتفاجئ ثم وتنهد بحزن ثم رفع يده ومسح قسمات وجهه بإرهاق
أحمد بتعب : مالها سلمي
ماجد باهتمام : أنا عاوز أعرف كل حاجه منك أنْا سمعتها منها وعاوز أسمع منك
أحمد بتنهيده : الحكاية طنط إيمان حسمتها وانتهت قبل ما تبدأ، أنا حبيت أختك ودعيت ربنا أنها تبقي زوجتي بس لما ماما راحت تفاتح طنط إيمان رفضت الموضوع بشل نهائي و إحنا تقبلنا ده العين ما تعلاش علي الحاجب بردك وأنا بعدت عن سلمي عشان أحافظ عليها وعشانك أنت وعز الدين
ماجد بغضب : ماما ترفض مترفضش دي بتاعتها أما سلمي ليها أب وأخوات وقبل ده كله كبير اللي هو جدها هما اللي يقرروا وأنت غلطت يا صاحبي أنك ما كلمتش بابا أو جدي أو حتى أنا
أحمد بحزن : مش هينفع يا ماجد وطنط عندها حق أنا فين و أنتم فين وأنا
أهم حاجه عندي راحة سلمي وعشان كده بعدت
ماجد باحترام : سلمي راحتها معاك أنت وصدقني أنا متأكد أنْ أنت اللي هتسعدها لو لسه عاوز أختٍى أنا معاك وأنْ شاء الله هتكون ليك
أحمد بفرحه : بجد يا ماجد
ماجد بجديّة : أيون يا أحمد
لم يصدق أحمد كلام ماجد في بداية الأمر ، كان يظن أنْ حبيبته ضاعت من يديه وحمد ربه علي ذلك و رب العالمين عادل دائماً يعطي بغير حساب الشاكرين الحامدين في السراء والضراء وها هو يعطي له فرحة من حيث لا يحتسب
………….
جلس مصطفي مهران مع علي لكي يقص عليه علي كل الأحداث التي دارت في المزرعة في غيابه بينما أخذ مصطفي يتابع بصمت فتوقف علي عن الكلام للحظه قبل أن يتنحنح بإضطراب و
علي بتردد : في حاجه كمان حصلت يا حاج وعرفتها بالصُدفه
مصطفي بإهتمام : قول يا علي
علي بحذر : أنا عرفت أنْ الأستاذ ماجد بعت علي طلبيه جديده بس… بس عاصي موفقتش عليها و كمان بعتت تنهي التعاقد بين الشركة والمصنع عشان الطلبيه كانت غير مُطابقه للشروط
صمت مصطفي قليلاً ثم تنهد بحزن : وماجد مش هيسكت وهتقوم حرب بينهم ويحصل اللي أنا خايف منه يا علي
علي : ربنا ما يجيب شر يا حاج بس عاصي والكل عارفها بتراعي شغلها ولازم يكون مظبوط
مصطفى إبهدوء : وماجد أهم حاجة يثبت نفسه ومش هيسكت
علي برجاء : ربنا يسترها أنْ شاء الله
نظر مصطفي في الفراغ وأخذ يفكر في الصراع الذي يخافه منذ سنين الإشتباك بين أحفاده و أحفاد صديق العمر فيحب أنْ يقوم بعمل شيءٍ يحد من هذا الأمر فصداقتهما كانت أقوي من ترابط الدم يجب أنْ تظل هكذا إلي النهاية
………………..
وتمر الأيام وما أسرع عقارب الساعة والصفقة مهمة للمصنع ويجب السرعة صاح بنبرة عالية بالواقف أمامه هو غاضب من التقصير بالعمل الذي ربما يؤدي إلي خسارة الكثير والكثير، بينما إضطرب الموظف وبشدة فرب عمله منزعج ولكن ما ذنبهُ هو فالتأخير مُتعمد من المزرعة ف
الموظف : يا ماجد باشا إحنا مش مُقصرين للأسف مزرعة المواشي هي اللي مأخره الطلبيه
ماجد بغضب : أنا مليش فيه أتفضل أبعت لهم فاكس تاني أنا عاوز أبدأ بعد يومين في الصفقه
الموظف : حاضر يا باشا
خرج الموظف بخطوات سريعة بينما أخذ ماجد يتمتم بكلمات غير مفهومه ثم أمسك هاتفه وأسرع بطلب عدت أرقام وفي الجانب الأخرأخذ هاتف عاصي يرن فنظرت إليه فوجدت أسم ماجد فإبتسمت بإنتصار و أغلقت المكالمة نظر ماجد إلي الهاتف وانصدم من فعلتها و
ماجد بغضب : بتفصلي في وشي يا كعبول والله لوريكي اصبري عليا لا أنا لإنتٍ يا بتعت البهايم
……………………..………..
جلست فداء بجانب عاصي وأمامهم الأراضي الزراعية الفسيحة والطبيعة الخلابة أخذت فداء تنظر إلي عاصي تشعر أنها مضطربه بعض الشيء فأشارت لها تسالها ما الخطب
فداء :وهي تأشر لها …مالك
عاصي بتنهيده : مش عارفه مخنوقة
فداء وهي تخرك من جيبها ورقه وقلم وأخذت تكتب : مخنوقة من إيه!!
عاصي بحزن : من نفسي يا فداء حسه أنْ أنا علي الرغم من اللي أنا وصلة ليه حسه أنْ ولا حاجه حسه أنْ عمري ما هفرح
فداء بحزن علي حال صديقتها فكتب لها : كل أحسيسك دي سببها قلة لثقتك بنفسك يا عاصي أنتٍ مش قدرة تحبي نفسك عشان كده مش قدرة تحسي بحب حد وحسه بالتعاسة دائماً
قرأت عاصي ما كتبت فداء ثم تنهدت بحزن شديد وهي تنظر أمامها ثم قالت
عاصي بشعور مرير : لاسف كلامك أنا عمري ما حبيت نفسي أنا بكرهني يا فداء والسبب هو كرهني حياتي
نظرت لها فداء بنظرات ممزوجة بحنان وحزن علي صديقتها التي تفتقد الحب وهي التي تعطي للجميع المحبه الصادقة العاصي كفراشة تصارع الرياح العاتية سلمت قلبها منذ زمن لرجلاً علمها الضعف فباتت كسيرة مُهشمه
……………………..………
دلف الوظف مره آخر إلي مكتب ماجد وعلي وجه معالم الذعر والخوف كان يحمل ورقه بيضاء فنظر لهُ ماجد بجديه فهتف الموظف بجديّة
الموظف : الفاكس ده وصل رداً علي إستعجال الطلبيه يا ماجد باشا
أخذ ماجد الورقه و قرأ ما فيها فأتسعت مقلات عينيهُ بغضب و كور قبضت يده بغل ووقف بسرعة
ماجد بغضب : والله لعلمها الأدب …..!!

.

error: