أحببتُ العاصيِ الفصل الرابع والعشرون

أحببتُ العاصيِ الفصل الرابع والعشرون

اسم القصه : أحببتُ العاصيِ
بقلمى : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقه : 24

مهما حاولنا النسيان، إلا أنّ الذكريات تبقى محفورةً داخلنا ، حتى وإن كانت مؤلمة يبقى لها رونق خاص بالقلب ، فتلك الذكريات بحلوها ومرها كانت بدايةً للطريق ونهايتها هي تلك اللحظة الّتي نتعايش بها الآن وما سنكون عليه في الغد .

كانت تجلس علي ذلك الفراش الصغير تنظر لذلك الجسد الصغير المُتسطح أمامها وعندما تقترب أكثر تري أن ذلك الجسد لفتاة صغيرة من الممكن أن نقول أنها في العام الثالث من عمرها ذات بشره بيضاء صافية ولكنها ممتزجة بلون وردي يجعلها أكثر جمالاً ، أما عن خصلات شعرها فكانت مزيج بين الأصفر و البني لا تستطيع أن تحدد إلي أي لون ينسب ، وأمامها كانت هي تضع الكمادات علي جبهتها الصغيرة وتنظر إليها بحنان نابع من داخلها فالصغيران أصبحوا أملهم في الحياة و الصغيرة مريضة بالحمي وهي بجانبها مُنذُ الأمس ترفض أن تتركها حتّي يطمأن قلبها وتنخفض حرارتها

من هي ؟ أول ما يتردد في العقول من هي ؟

وكانت الإجابة عندما دلفت إلي الغرفة امرأة أخري ترتدي عباءة منزلية باللون الأزرق و خصلات شعرها الطويل منسدلة علي ظهرها و عينيها مُتسلط علي الطفلة المتسطحة اقتربت وجلست بجانب الفتاة ثُمَّ اقتربت بوجهها وقبلت الفتاة قبلة مطولة ثُمَّ قالت بحروف متقاطعة وبنبرة مطمئنة :

– ال.. حمد لله يا عاصي ح…حرارتها نزلت عشان خ … خاطري روحي ارتاحي شويا طول الليل وأنتي…. سهرانه

ابتسمت إليها وحمدت الله سراً ثُمَّ قالت بنبرة هادئة وهي تنظر إلي الفتاة بحب :

– متخافيش

والإجابة بهدوء إنها العاصي وشيءً ما قد تغير فلو دققنا النظر لقد تغير كل شيء المكان ليس المكان و الزمن ليس بالزمان و الاشخاص أيضاً، فالمكان هو الأرض المقدسة مكة ، الزمن ربّما تقدم الزمن إلي ما يقرب الثلاث سنوات أو أكثر ، وعن الأشخـاص كانت تجلس تتابع الفتاة الصغيرة باهتمام شديد تغيرت حقاً فالجسد فقد من الوزن الكثير و الثياب أصحبت مرتبه إلي حداً كبير و اتضح الآن بياض بشرتها ولكن تلك الخصلات الّتي كانت بطول ظهرها وأطول أصبحت قصيرة جداً تكاد تحضن رأسها، وأمامها كانت تجلس فداء ببرأتها و إشراقتها المعتادة ولكن الّذي زاد عليها هو ذلك الصوت العذب الّذي عاد إليها بعد غياب طويل وعادت إليها ضحكتها المفرحة ، سنوات طول توالت عليهم وهم معاً أفراح وأحزان وكلّ شيء ينتهي ويبقي الإنسان ومن يحبه بصدق بدون مصالح أو مسميات مختلفة، وما هي إلّا لحظة ودلفت فتاة ترتدي منامة منزلية و كانت غاضبة تحمل طفل صغير أخر وتوجهت إلي فداء وأعطته لها وقالت بغضب :

– فداء ابنك ده تخليه معاكِ أنا عاوزه أنام حرام عليكم كده

تلقت فداء الصغير وهي تقبله بحب ثُمَّ قالت بنبرة حانية وبكلمات متقطعه:

– حبيب .. ماما يحب يفضل…عند عمتو هند

نظر الصغير إلي هند وعبس بوجهه ثُمَّ قال :

– هند وحشة

نظرت له ُ هند بحدة و هتفت بغضب مُصطنع :

– حالاً … هند وحشه أقول إيه ما أنت أبن آدم ماشي يا سليم مفيش كرتون تاني

نظر الطفل لها بأسف ثُمَّ قال :

– هند حلوه سليم حب نودي

ضحكة هند بشدّة وهي وأخذت تخبط كفيها ببعضهم بطريقة ساخرة :

– أنتم تبعدوا العيال دول عن آدم شويا دول النسخة المصغرة منه

دلف إلي داخل الغرفة ووقف خلفها ثُمَّ حاوط خسرها من الخلف وقال بمرح :

– وماله آدم يا دكتورة هند مش عجبك

وضعت يدها علي قلبها بخضة وقالت :

– بسم الله الرحمن الرحيم ، أنت جيت أمتي

تركه هو واتجه إلي الصغير الّذي وقف وأخذ يقفز بفرحة فحملة وأخذ يقبله بشوق ثُمَّ أنحنى وقبل الفتاة الصغيرة هي الأخر وقال بسخرية وهو ينظر إلي هند :

– من ساعة أبعدوا العيال عن آدم

نظرت هند إليه وقالت بثبات :

– المفروض العيال بقول نسخة منك بعض النظر أن “عهد ” متقدمة و طلعة نسخة مني في خفة الدم بس بردك وخده منك حجات كتير أولهم البكش يا حبيب أختك

نظر آدم لها وضيق عينيه قال بحزن مصطنع – أنا بكاش يا هند

وبنبرة مؤكدا قالت :

– طبعاً عندك شك

وبنبرة مرحة قال :

– لا

أخذ الجميع يضحك بشدة حين وقعت عين آدم على عاصي الّتي تنظر للصغيرة بقلق فتلك هي عادتها المستحدثة القلق وخاصة على الصغار فوقف أمامها و أمسك كف يدها فنطرت له بعدم فهم فقال بحنان :

– عاوز أتكلم معكِ في موضوع على انفراد

فنظرت له وحركة راسها بموافقه و قامت على الفور و سارت معه إلي غرفة أخري حين نظرت هند إلي فداء وغمزت لها و قالت : – إيه النظام

حركة فداء يديها بحركة تدل على عدم الفهم فقالت هند بنبرة ماكره :

– عليا بردك دا أنتِ أكيد عرفه كلّ حاجه بس يا خبر بفلوس بكره يبقي ببلاش

……………………..……………………..…………………..

لربما هو الزمن الّذي غير كلّ شيء و قلبه رأساً علي عقب فكلّ شيء هذه الحياة يتغير ولكن هو هل الزمن دار وجار لننظر إلي ذلك الرجل الّذي كان يتحكم بكلّ شيء من حوله بقرار بحكم بكلمة هل هذا مصطفي مهران متسطح على ذلك الفراش بلا حوله ولا قوة بلا تسلط و بلا جبروت يا الله مصطفي مهران ترك تلك العصا الّتي كانت يعلو صوت استصدامها بالأرض حين الغضب ويا له من زمن ولي وعهد فني وبقي بقي فقط جسد تسطح يحارب المرض ولكن حين تنظر لتلك الملامح تري رجل يرفض الاستسلام للضعف رجل يحارب من أجل الحياة رجل يفعل كل شيء ليرفع الراية من جديد ، وها هو رفيق دربه وذراعه اليمين الّذي يعلم خبايا وأسرار مصطفي مهران آت وهو يحمل له الأخبار الّتي ستكون لمصطفي مهران سلاحاً يحترب به من جديد
نظر عليّ إلي مصطفي مهران بنظرة تقدير ما و زال ينظر له تلك النظر نظر تجليل فتنحنح معلنا عن وجوده ففتح مصطفي مهران عينه ونظر لرجل الّذي يقف أمامه وكأنه كان ينظر وبنبرة هادئة قال :

– ها يا عليّ إيه الأخبار، عرفت مكانهم

نظر الرجل إلي العجوز يرسل له الطمأنينة بتلك النظرات ثم هتف بثبات :

– الحمد لله يا حاج عرفت العنوان الضبط ، ثُمّ قال وبارتباك ، بس متأخذنيش يعني يا حاج حضرتك هتعمل إيه

نظر مصطفي مهران إلي الرجل بنظرات حانية وقد لمعت عينه ثُمّ قال بهدوء :

– كفاية ثلاثة سنين بعد يا عليّ كفاية آن الآوان عشان يعاودوا

تفاجأه الرجل من كلام العجوز فقال بسرعة ملحوظة :

– أنت ناويت يا….

ابتسم مصطفي مهران علي منظر ذلك الرجل من أمامه فقال بنبرة حزينة :

– لأزم يا علي يعرفوا كلّ حاجه معدش في العمر بقية، لله الأمر من قبل ومن بعد أخرج يا عليّ وأبعتلي ماجد

وما كان منه سوأ الاستسلام فكما قال العجوز لله الأمر من قبل ومن بعد :

– حاضر يا حاج

……………………..…..
الجد يطلبه لأمر عاجل وهو أيضا يريد أن يتكلم معه يريد أن يأخذ منه الدعم كسابق عهد هو ماجد مهران خليفة مصطفي مهران بكل شيء القوي الحاسم لا يهاب أحد ماجد مهران وهذا الاسم قاد على بث الخوف والرهبة لمن حوله ، وصل إلي تلك الأرض الملعونة كما يلقبها أرض المزعة المهجورة ولا يسكنها الآن إلا العم عليّ و الخالة حنان والجد مصطفي والقليل من الخدم والأرض الخضراء الحية أصبحت يابسة ميته أشبه بالخراب أرض الأحلام أرض الذكريات بفرحها وأحزانها نظر إلي ذلك البيت المهجور الذي غادرة سكانه تركين كل شيء خلفهم فقط غادروا ولكنهم هل حقاً غادروا المكان أم قتلوا روحه وحرقوا قلبه وأدموا أرجاء و أوجعوا كل شيء حوله حتى قلبه ، ولكنه تجاهل كل شيء تجاهر القلب الذي يدق بشدة وإلي العقل الذي يسترجع ذاكرته و الهروب هو الحل الوحيد وما كان أمامه سوى أن يسرع ليعلم ماذا يريد الجد ويسرع بالابتعاد عن هذا المكان الذي يُذكره بكل ما كان.

دلف إلي تلك الغرفة بعد أن سمع صوت الجد يسمح له بالدخول يا الله كم هو صعب أن يري مصطفي مهران مسطح على فراشه هكذا ، نظر مصطفي مهران إلي حفيدة الأقرب إلي قلبه يري نفسه عندما يري ماجد فخر عائلة مهران هو ذلك الشاب حقاً ، أم عنه فتقدم باتجاه جده بخطوات مسرعة ثمّ انحني وقبل يد العجوز بحب وهتف بحنان :

– أمرك يا جدي

حفيدة يسرع بتلبية الأمر لكي لا يستطيع أن يعاتبه على عدم مجيئه إليه فهتف مصطفي مهران بمكر :

– بدك الأمر يا ولد ولدي على طول كده، حتى مكلفتش خاطرك وقولت كيفك يا جد

تنحنح بحرج فهو يعلم أنه مقصر بحقه كثير ولكن ليته يعلم ان يجاهد نفسه وكيانه حتي يأتي إلى هذا المكان فقال بهدوء :

– أسف يا جدي بس أنا عارف أنك الحمد لله بخير وكنت عاوز أعرف حضرتك محتاج إيه عشان أعمله أو اجيبه لحضرتك

نظر مصطفي مهران إلى حفيده و أطال النظر ثم قال بنبرة هادئة متزنة :

– تقدر تنفيذ طلبِ يا ماجد ، تقدر تثبت لجدك العجوز نظرته ومتخيبش أمله فيك

لما يتكلم جده هكذا فلقد اعتادا منه على الأمر والطاعة فقط فلما هذه النبرة إذا فالأمر صعب لكنه سيفعل فمصطفي مهران يأمر وعليهم السمع والطاعة والجواب كان بسرعة بنبرة لا تقبل الشك :

– أمرك يا جدي

نظر الجد إلي نقطه بعيد امامه و سحر بفكرة بعيداً ثم قال :

– رجع آدم وأخواته يا ماجد قوله مصطفي مهران بيقولك أرجع وده أمر

ومعالم الصدمة التي رسمت علي صفحة وجهة والصمت الذي عم في المكان كان كفيل لكي ينظر الجد إلي حفيدة ليري حيرته فابتسم لحفيدة وهتف:

– هتبقي قد القول يا ولدي ولا هتخيب ظني

ماذا يفعل هل من الممكن أن يعودوا هل من الممكن أن يفعلها ولكن لماذا يقرب القدر اللقاء الذي يتهرب منه منذ زمن بعيد ومن الواضح ان حان الوقت ولا داعي لانتظار:

– أمرك يا جدي، بس وجودهم ملوش داعي المزرعة هتتباع بعد كام يوم هما ما عليهم إلا أنهم يمضوا بس ليه يجوا

غضب محل الابتسامة و ثورة وهتف بغضب :

– آدم واخواته يكون عندي يا ماجد، حتى لو وفقت علي بيع أرضي، بس هي لسه ملكِ و ملكهم

وملكهم …. ملكهم علم و أنت سيد القرار فألياتي آدم ومعه عاصي و بالتأكّيد ستأني هي الآخر إذا لتأتي وتري بنفسها ماذا صنعت فما وصل إليه ماجد الآن هي السبب فيه هند هي سبب الكسرة و الجرح الذي أنطلق منه ماجد مهران اذاً فلتأتي يا مرحبا ولكن هل قرر جده أن يبوح بذلك السر أم ماذا الأمر خفيا مقتصراً على معرفته هو وليته ولم يعرف

و التفت بعد الوداع لكي يرحل قبل ولكن أوقفه بمكانه مرة آخرة وهو يهتف :

– أخوك يكون عندي هو كمان الكل يا ماجد الكل

إذا مصطفي مهران يريد إشعال النار من جديد يريد أن يضغط علي تلك الجروح يريد أن يجمع الجميع ولا يعلم أنه بهذا الأمر ستزداد جنوناً واشتعالاً وتلتهم كل شيء من جديد

……………………..……………………..

أجلسها على فراشها بتلك الغرفة التي تتشارك بها هي و أخته هند ثمّ نظر لها بحنان و قال :

– حبيبتي إحنا مش اتفقنا أنك مش تتعبي نفسك ليه سهرانه كده

ابتسمت له بحب آدم مازال يعاملها كطفله أو ربما يراها تلك المريضة ولكنها الآن هي بخير حال فقالت :

– آدم أنا كويسة وانت عارف ماكنتش أقدر أنام وعهد تعبانة

نظر لها هو يتفهم الأمر يتفهم ذلك القلق والخوف على الصغيران عاصي تراي أنهما المستقبل تراي الأمل بأعينهما فقال لها وهو يساعدها لكي تتسطح على الفراش :

– عاصي الولاد بخير يا حبيبتي كل مش عاوزك تقلقي عليهم يا حبيبتي يله نامي شويا وأوعدك هخلي بالي على عهد ذي ما أنا مخلي باللي على أمها
غمز له بعينيه فابتسمت هي بحب واغمضت عينيها بتصنع فطبع هو قبله علي رأسها ثم خفف الإضاءة وخرج، أما عنها فتحت عينيها من جديد ثم اتجهت إلي خزانة ملابسها وأخرجت علبه صغيرة ثُمّ تناولت منها شيء ما ووضعت في فمها ثُمّ اخفت العلبه بين الملابس من جديد و عادت إلي أدراجها ولكن أوقفها تلك الصورة التي ظهرت أمامها بمرآة الغرفة من هذه ؟ من تكون؟ ماذا تفعل؟ ولما تفعل هذا؟ و ما الذي أوصلها لتلك الحالة؟ هل تلك الفتاة هي عاصي آه والف آه على فتاة أنهاها العشق وقتلها الحب وأفناها والف يا ويلاه

……………………..……………………

ما بين السماء والأرض من نظرة القيل من النقاط فهو عز الدين مهران في السماء غريب وعلى الأرض غريب وبينهما يجد نفسه عز الدين مهران يبقي ينتمي ولا ينتمي عز الدين مهران عالم لا تستطيع فهو شخصاً لا تسطيع فهمه مبهم حتى لنفسه يسير في الحياة بفوضى عارمة تجتاح كيانه و يا أسفاه عز الدين مهران لا يعلم ماذا يريد !!

جلس شاردا على تلك الأريكة التي تتوسط غرفة نومة حين هتف صديقه من الخارج وهو يقول بصوته المرح :
أنت يا عم عاوز القهوة سادة ولا مضبوطة

وتجدد النداء مره واثنين وثلاثة وهو شارد بعالمه فدلف صديقة إلي الغرفة وجلس بجانبه علي الأريكة وهتف بصوت مرتفع :

– عز الدين أنت يا ابني روحت فين

وأخيراً انتبه لمن حوله فنظر إلي صديقة وقال بغضب :

– إيه يا عمرو الجيران ها يطلبوا البوليس بسبب صوتك ده

رفع أحد حاجبيه بدهشة فصوته لم يكن عالياً لهذا الحد وقال:
– مهو لازم اعلي صوتِ عشان جنابك تفوق و ترد عليا

طال الصمت وعز الدين يدقق بصدقة ثم هتف بهدوء :

– تفتكر زمانها بتعمل إيه تفتكر نسيتني

ولا يعرف ماذا يجيب فالنقاش في هذا الموضوع ينقلب كل مرة إلي خناق و ربما تطاول بالأيدي واشتباك فهتف :

– أكيد عايشه حياتها يا عز الدين الحياة مش هتقف عليك

اتسعت حدقتيه وكأنه لا يصدق ما يقوله هو يتعمد أن يتكلم في هذا الماضي ليحصل علي إجابه تريح من شقاء نفسه فهتف :

– أنت بتقول إيه أكيد لأ

عز الدين و استخفافه بعاصي هي مشكلته ولكنه قال وقد فاض به الكيل و تلك الثقة يجب أن يدخلها الشك لكي يعترف بغلطه في حقها :

– وليه لأ أنت خنتها

وقف سريعاً وهو يجذبه من ملابسة غاصبا ثائرا و هتف بنبرة حادة قوية :

– أنا ما خنتش هقولها كام مره

والمقاطعة هي الحل يجب أن يمحي تلك الغمامة والتي تعمي عينيه :

– أنت خنتها الفكرة خيانة وانت تعديت الفكرة والسبب في كل ده سلوي حامد الشافعي …..؟
كم مره سيقولها وهو لم يخونها كم من مره يجب أن يقولها فهتف بقوة :

– أسكت يا عمرو مش عاوز اسمع حاجه

ولكنه رفض هذه المرة وأكمل كلامه سيقول له كل ما يريد لا يوجد مجال للصمت فقال :

– لأ أنت في نظرها خاين أنت جريت وراء سلوي من غير ما تفكر أن بنت الشافعي كانت عاوزه تنتقم من عاصي عشان فكراها هي اللي بعدت آدم عنها وأنت سهلت عليها المهمة دي عز الدين أنت لازم تعترف أنك غلطان ثلاث سنين بتكابر مش كفايه كده بقي

نظر إلي صديقة بغضب عارم ليدفع صديقة بعيدا عنه وهو يهتف بغضب :

– أطلع برة يا عمرو أمشي حالاً مش عاوز أشوف وشك أخرج

ثُمّ أنحني و أخذ أحد التحف من على الطولة و ألقاها بغضب علي أرض الصلبة فتهشمت إلي فتات و لا يعرف ماذا يقول في كل لحظة يتذكر فيها ما مرة عليه هو وهي أياً منهم و المخطئ في حق الأخر بينما نظر عمرو إلي صديقة وقال قبل أم يغادر :

– أعترف بغلطك الأول يا صاحبي بعد كده دور علي أخطاء الناس

جلس بمكتبه يراجع بعض الأوراق باهتمام هو جواد سعيد غالب لم يتغير مازال كما كان رجل الغموض والأسرار وحده جواد من يعلم من هو الجواد وماذا يريد وما هي إلا لحظات ويتعالى صوت هاتفه يسرعه هو بالرد فهو ينتظر تلك المكالمة منذ الصباح وعلي الجانب الأخر كان أحدهم يخبره بالأنباء المفرحة فهتف بنبرة حادة :

– عملت إيه

وعلى الجانب الآخر كان أحد الموظفين يقول بسعادة :

– جواد باشا مبارك يا فندم كسبنا المناقصة

اعتدل في جلسته و نظر إلي الفضاء من حوله و شبح ابتسامة على ثغرة و :

– ماجد مهران كان حاضر

ارتبك الموظف قليلًا ثم قال بخفوت :

– شركة مهران يا باشا انسحبت في آخر وقت

غضب بشدة وقام بأغلاق الهاتف و أخذ يضغط عليه بشدة غاضباً بشدة فلقد ضاع شعور الانتصار من جديد ماجد مهران قام بإلقاء الهاتف على المكتب أمام و يقول بنبرة كالفحيح :

– ماجد مهران آخرتك على أيدي أنت و أخوك

ثُمّ فتح درج مكتبه واخرج منه شيء ما و عند الاقتراب تصدم عاصي بثوب العرس وبجانبها هو ….هو! جواد سعيد غالب اي جنون هذا وهو هل هذا صحيح ؟ وهو يردد عاصي و يبتسم بسعادة ونعم هي عاصي بالتأكد

……………………..……………………..…..

ماجد مهران الجميع ينظر له على أنه ذلك الشخص القوي الذي لا ينحني لاحد لا يوجد بمنهجه ما يسمي بالمشاعر والأحاسيس حياته للعمل والعمل فقط ما يستحق الاهتمام ولا داعي لضياع دقيقه واحدة في غير ذلك ولكن………. ولكن كل شيء منها ولها وهي من رسمت ماجد الجديد تلك الصغيرة الحمقاء التي انحني لها يوماً يسترضيها ويرجوها لكي تبقي …. تبقي بجانبه تبقي من أجلهما ود لو تنظر فقط إليه ود لو تنسي كل شيء من أجلهما ولكنها أبت ورفضت و تركته خلفها ورحلت فتاته الصغيرة رحلت ولم تقف ولو للحظة تنظر إليه، وها هو الآن جاء يحثهم على الرجوع ومن اجل جده ولكن ماجد مهران الآن مختلف عن ماجد مهران السابق وعليهم أن يصغوا إليه سيقوله مره وكلمة ماجد مهران ترد ولاتعاد

كانت تلعب مع الصغيران ترقد خلفهما وتضحك كعادتها ، حين استمعت لجرس المنزل فجري الصغيران باتجاه الباب وهما يصيحان بفرحة :

– بابا جهه بابا جهه

ضحكت هي وذهبت خلفهم واخذت تصيح معهم بفرحة عارمة وهما يضحكان فجري الصغار باتجاه الباب يتسابقان وهي خلفهم تصيح بالتوقف ثم ذهبت بسرعه لتفتح باب المنزل وفي اعتقادها أنه آدم ولكن كان هو ….. هو والزمن يتوقف في تلك اللحظة هنا هي وهو وقد عاد الماضي هي هو و عاد الجراح والبكي

error: