أحببتُ العاصيِ الفصل الخامس والثلاثون

أحببتُ العاصيِ الفصل الخامس والثلاثون

  1. أحببتُ العاصيِ  الحلقة والخامسة الثلاثون

اسم القصة : أحببتُ العاصيِ
بقلمي : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقة : 35

حَمل الصغير بين يديه واتجها به إلي تلك الغرفة ثم أخرج مجموعه من المفاتيح من جيبه وقام بفتح باب الغرفةفتلاشي الظلام من تلك الغرفة و عم الضوء داخل ذلك المكان وبالداخل كانت هي متكوره علي نفسها تجلس علي الارض الصلبة ولكنها عندما رأته يقف أمامها ويحمل الصغير انتفضت من جلسته و هتفت برجاء : – جواد الولد ملوش ذنب هاته أأكله
نظر لها ثم أعطاها الطفل بصمت و أشاره لها ان تطعمه فأخذته وبدأت في إطعامه وهو يتابعه ثم هتف بصوت مرتفع :
– كنت وقفه بتصنتي علي أبويا وصلت معاك لهنا
ظلت تنظر إلي ابنها يصمت ثم هتفت :
– هما كان صوتهم عالي انا ما اتصنتش علي حد
ضحك بسخرية ثم قال بنبرة حادة :
– أمال كنت بتقولي لامك ايه لما انا دخلت عليكم
– والله انت أدري أنت اللي سمعت ثم نظرت له وهتفت، انت ليه مش عاوز تطلقني لما انت بتخططت لعاصي
احمرت عينيه بالغضب ثم اتجها إلي المكان الذي تجلس فيه ولم يعبئ بالطفل الذي بين يديها وهو يسمك خصلات شعرها بقوه ويهتف :
– أسم العاصي ميجيش علي لسانك و انت هنا خدامه لحد ما تيجي ستك اللي هتبقي ليها خدامة ذي ما كنت ليا
بكاء الطفل مع انفاسه المشتعلة من الغضب دفعتها لان تقول ما تمنت ان تقوله منذ زمن:
– انت مجنون عاصي مش هتبقي ليك عاصي طول عمرها بتحب عز حتي حالا مش مراته بس هي قلبه ليك انت ملكش مسمي ولا مكان في حياتها انت فاهم انت يا جواد بتحلم بالمستحيل
و كلمها دفعه لاحد نوباته عاصي…. عاصي هي من تمناها عاصي زوجته عاصي له ستكون له زوجه ستكون له صديقه ستكون أم لأولاده ومن بين كلماته شعاع غضب يضرب ما بين يديه بقوه أضعفتها فرأسها كان هو الضحية و لم ينجوا الطفل من جنونه حين اصيبه بركله من قدمة في احد زراعيه و لم يفق من تلك النوبة إلا عندما دفعه ابيه ليحمل الصغير الباكي وعائشة تصيح غير عابئة بما اصيبه فهي تصرخ من أجل أبنها :
– أبني الحقوه بالله عليكم ابني
………………………………………………
نظر كامل إلي أولاده ثم نظر إلي ذلك الباب الذي فتح منذ لحظات و دلف إلي الداخل آدم واخوته ومعهم زوجته وأطفاله دلف الجميع وبإشارة من كامل جلس الجميع في حين نظرت سلمي لفداء وقالت :
– تعالي يا فداء بالولاد معايه نقعد برة ونسبهم هما يشتغلوا
نظرت فداء في بدء الامر إلي آدم الذي حرك راسه بموافقة، ولكن ذلك الصوت الصغير الذي صدر عن الطفل الذي كان يجلس بأحضان ماجد وهو الصغير عز الدين حين هتف :
– يا سلام هروح العب مع البنت الحلوة دي وسع يا ماجد
ابتسم ماجد وعز الدين واستطاع كامل ان يكتم ضحكته بصعوبة بينما نظرت هند إلي ذلك الصغير ورفعة أحد حاجبيها وهي تتمتم :
– ماجد…..
لم تعطي عاصي وآدم اي انفعال علي الامر إلا عندما سمعت سلمي تصيح بالصغير : – عز الدين عيب كدة
نظرت عاصي علي الطفل بسرعه ثم هتفت بصوت منخفض عز الدين و بصوره لا اراديه نظرت هذه المرة له هو عز الدين و التقت الانظار وطال الحديث بينهم وهتاف وعناق واشواق و تردد ثم تجاهل منها وما هي الا لحظات وعاد الامر كما بدا الجميع جالس يستمع الي ما يقوله كامل في حين هتف هو :
– احنا عوزين نتفق ونشوف هنعمل ايه في موضوع المزرعة والشركة عشان نعرف هنعمل ايه فيما بعد الحل اللي قدمنا نبيع حاجه منهم لا المزرعة لا الشركة عشان نعرف نقف تاني علي رجلينا
– يبقي الشركة
هتفت بها هند بسرعة فنظر الجميع اليها ، ولكن بادر بالكلام هو ماجد مهران بغضبه وثوراته الان وقال
– وليه مش المزرعة ….. المزرعة ممكن نعوضها اما الشركة لأ و علي ما اظن الشركة دي تعبي انا وجهدي محدش فيكم تعب فيها ليه عوزين حالا تضحوا بيها اول حاجه
– والله انتم اللي قولتم حاجه من الاثنين وبعدين انت كنت هتبيع المزرعة من غير ما نوافق زعلان ليه حالا
– والله الشركة هي اللي هتبقي شيء كويس بنسبه لينا و لمظهرنا العام ونقدر نشتغل فيها كلنا
هتف بها عز الدين وهو يدعم اخيه في الامر في حين نظرت عاصي لهم بغضب وقالت هي الأخرى :
– والله احنا ملناش دعوة بمظهر حضرتك احنا بنتكلم في شغلنا واللي افيد لينا كلنا وبعدين المزرعة هي اساس الشركة كون حضرتكم مش فاهمين حاجه زي دي يبقي ملناش فيه و كفاية ان احنا نتمسك بحقنا
رفع حاجه بغضب و هتف بها بصوت غاضب :
– انتم اللي هو مين يعني وبعدين تعالي هنا لما تتكلمي معايا توطي صوتك ماذا والا هتشوفي مني اللي عمرك ما شفتيه
– زي يا عز الدين وريني كدة
كان ذلك ما قاله آدم بصوت غاضب وهو يتقدم من عز الدين ويقف أمامه و اشتعلت شرارة الغضب فهتف كامل بحسم :
– حلو اوي ده محدش عمل حساب اني واقف لا وهتخقوا قدامي
– يا بابا……….. عمي هو
– اسكتم خالص وافهموا المصلحة حالا وحدة فكروا ان الموضوع ده هيقف عليه صير اولدكم ادمكم يومين علي ما ارجع من القاهرة واعرف رايكم اتفضلوا يله
نظر الجميع إلي بعضهم بنظرات قاسية ثم رحل كل منهم وهو متشبث بقراره
………………… ………..
ضحك سعيد غالب بسعادة وهو يتلقى تلك الانباء التي وصلت إليه ثم نظر إلي ابنه وهتف بنبرة ماكرة :
– احنا لازم نستغل الفرصة دي و نخلي الخلاف بينهم يذيد اكتر
– وده ازاي يا حاج
نظر أمامه في الفضاء وهو يبتسم بمكر شديد ثم هتف قائل:
هقولك ازاي…….
………………………………….
كان يسير بخطوات متمهلة لعله يسعد بلقيها نظر إلي ذلك المنزل التي تختفي هي بين جدرانه ود لو يستطيع ان يصل اليها يريد ان يغتنم من الوقت ما يتيح له الفرصة ليصل اليها ويتحدث معها ومن بعيد شاهد الاطفال يلعبون و بجانبهم جلست هند تتابعهم وحين تقدم منهم رن هاتف هند فحملته و رحلت نظر عز الدين الي الطفلين ثم جلس بجانبه وهو ينظر لتلك الفتاة التي تنظر اليه وتضحك فنحني وقبل الصبي ثم تلك الساحرة الصغيرة وهتف :
– ازيكم أنا عموا عز انتم اسمكم ايه
رفع سالم رأسه اليه ثم قال بنبرة محببه
– انا سالم دي ليها دول واشار الي ثلاثة بيده عاصي قولوا ليها عهد انا قول عهوده بقي
نظر عز الدين لصغير ثم الي الصغيرة وابتسم بحب وقال :
– اسمك عاصي .
– ايون .
قالتها الطفلة ببراءة وهي تبتسم لعز بحب فقال لها :
– اسمك حلو اوي يا حبيبتي ثم قال بخفوت علي اسم الغالية
– انت اسمك ايه
– اسمي عز الدين
نظرت له الطفلة بغضب ثم قالت :
– أنت اكذب علي عاصي عزالدين اسم ولد تاني صغنن
ضحك عز الدين بشدة وهو يحمل الطفلة في و يقوم برفعها في الهواء ثم التقاطها :
– ايون انا خاله هو علي اسمي
جري سالم وهو يهتف بفرحه :
– وانا كمان يا عمو اعمل سالم زي عهوده
اخذ عز الدين يلعب مع الصغار حتي سمع من خلفه ذلك الهتاف بصوتها الغاضب وهي تهتف بأسماء الصغار ثم تنظر له و
– عاصي سالم تعالوا هنا
نظر عز الدين لها وركد الصغار باتجاهها فجلست بمستواهم وهتفت بغضب
– أنتم ازاي تكلموا حد غريب ومتعرفهوش…… أتفضلوا ادخلوا جو مفيش لعب
نظر سالم إلي الصغيرة التي بكت برعب ثم امسك يدها ودلف إلي البيت وهم يبكون بحزن لان عمتهم غضبت منهم بينما نظر هو لها بنظرات قاسية ثم هتف
– الوقت بقيت غريب مش كدة بقيت غريب عنك يا عاصي حالا
نظرت له بفتور ثم استدارت لكي ترحل وهي تتجاهل كلماته فغصب من فعلتها ولحق بها بسرعه كانت بين يديه وعلي مقربه منها تكاد تكون في أحضانه وهتف بصوت مرتفع :
– لما اكلمك توقفي تردي عليا لامتي…… لامتي هتفضلي تتعاملي معايا كده مش مكفيك طول السنين دي و أنا صابر عليك لسه عوذه تبعدي كفاية يا عاصي أنا.. أنا مش قادر ابعد عنك اكتر من كده وحشتني يا عاصي
كانت تعطي له ظهرها وهو يحتجزها بين يديه وأنفاسه قريبه جدا منها وعطرة الطاغي فأغمضت عينيها هي الآن في أضعف حالتها وتقسم أنها لا تستطيع فعل شيء حتي الفرار ولكن وجدت من يجذبها من بين يديه وتقسم انها الان في طريقها لفقدان الوعي تمامًا ولكن صوت آدم الجهوري الذي اخرجها من شرودها ومن تلك الحالة وهو يصيح بعز الدين ويلكمه عددت لكمات والاخر يردة إليه في
– حرمت بيتي خط احمر يا ابن مهران وانت معدش ليك حاجه هنا
– مش انت يا آدم اللي هتقول اللي ليا فين
– عز آدم ابعدوا عن بعض
كان ذلك صوت ماجد الذي أخد يفصل بينهم ولكن اشتد بينهم الشجار وتدخل بعض الفلاحين حين هتف آدم بصوت غاضب
– لو شوفت يا عز بتقرب ليها هقتلك اللي بينا الشغل حالا وبس انت سامع
– هقرب يا آدم عشان اللي بينا اكبر من الشغل وبس اللي بينا عاصي سمعني يا آدم اللي بينا عاصي
قالها وهو يبتعد في حين نظرت عاصي لآدم وأخذت تردد كلمات عز بهيستريا اللي بينا عاصي من منهم يقصد عاصي هي ام الصغيرة هل عز الدين يعلم يعلم
……………………………………………
– بتقول ايه يا علي الولد حصله ايه
– بقول دراعه انكسر ده اللي عرفته من فلاح هناك
جلست حنان وهي تضرب علي صدرها بحزن وتهتف
– يلهوي… يلهوي حصل ازاي يا علي وبنتك فين ولا ايه حصلها
نظر الرجل الي زوجته بغضب ثم هتف بصوت مرتفع :
– مش عارف اتاحتي كده سترتيها يا حنان اديني قاعد اه زي الولاية ومش عارف بينتي ولا ولادها صابهم ايه عند الناس اللي ميعرفوش ربنا دول
– بس انا هعرف اتصرف
همت حنان بلبس حجابها ثم اتجهت الي القصر وهي تتمتم بحسره
– الحل عن عاصي….. عاصي اللي هتعرف تتصرف معه
………………………………….
استمعت عاصي لكل ما تقوله الخالة حنان لم تصدق ما قالت في بادئ الامر جواد يعذب امراته كيف هذا فهو انسان خلوق بعيد كل البعد عن والدة وبالطبع هذا رأي العاصي فحنان لم تقص عليها إلا ما يخص ابنتها مع تركها لبعض التفاصيل المخزية ولكن رد فعل عاصي كان المتوقع حين قالت
– متخفيش يا خاله احنا هنروح حالا نشوف الولد و نقابل عائشة و هناخد هند معانه وأنا هكلم جواد عشان يوافق ان عائشة تيجي تقعد معانه يومين
– ربنا يخليك لينا يا بنتي
– خاله بلاش الكلام ده عائشة اختي زي هند
………………………………….
مكالمه هاتفيه غير معروف مصدرها وصوت يكاد يكون معلوم يهاتف احدهم و يقول
– نفذ اللي اتفقنا عليه بس إياك تتاذي
– متخفش عليها
…………………………………..
نظرت عاصي الي عائشة الذابلة امامها ورده بهتت الوانه لم تعد عائشة التي اعتادت عاصي عليها اصبحت صامته لا تتكلم حتي مع والدتها التي خملت الطفل واخذت تبكي من اجله بينما نظرت عاصي إلي جواد وقالت بترجي
– لو سمحت يا جواد عوزه عائشة تيجي تقضي معانه يومين فب المزرعة
رفعت عائشة انظارها الي عاصي ثم الي زوجها الذي نظر اليها بتحذير من يعلم ما تعرضت له سواها تهديد ووعيد بقتل احب الاشخاص لها اذا قصت ما سمعت علي احد وتتمني الان ان يوافق ان تذهب مع اهلها تناجي الله سرا ان يوافق، في حين تنحنح جواد وقال بنبرة هادئة :
– مفيش مانع يا عاصي بس معلش سبيها يوم ولا اتنين وانا هجبهالك لحد عندك انا ملاحظ انها عوزه تغير جو بردك
نظرت عاصي الي عائشة ثم إلي جواد مرة اخري و لكن قطع كلمهم صوت الغفير الذي دلف بسرعه وقال
– الحق يا جواد بيه في حريقه في مزرعة الحاج مصطفي الله يرحمه……. !!

error: