أحببتُ العاصيِ الفصل الثلاثون
أحببتُ العاصيِ الفصل الثلاثون
اسم القصة : أحببتُ العاصيِ
بقلمي : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقة : 30
نظرت إلي آثر أختها الصغيرة هي تفهمها هند تريد أن تلقي الخطأ على عاتق تريد أن تبرر فعلتها فهند وماجد هما من دفعا الثمن في تلك القصة أختها الصغيرة المتهورة اختارت الفراق و ألقت بكل شيء وراء ظهرها وتريد الآن أن يكون هناك شخص تحمله كل شيء هند وماجد هما حقاً من دفعا الثمن ولكن القرار كان قرار هند في النهاية عندما قررت أن تنهي كل شيء مع ماجد بسبب افعال أخية و تلك و الادعاءات علي جدة تنهدت عاصي علي حال أختها الصغرى و كلمات أختها تخترق مسامعها مرّة اخري :
– لازم نرجع عشان نعرف الحقيقة
حقاً يجب أن يعودون ليتوصلوا إلي الحقيقة ولكن في الرجوع وجع ذلك المكان الذي يحمل كل ما كان يحمل أنفاسه ذكريات طفوله معه ومراهقة وشباب ثم أسعد الأيام تعلم أن كل شيء يتأصل في ذلك المكان وهي تخاف الرجوع فالرجوع يعني الحنين والاشتياق ولكن .. أين العهد أين عهدك يا عاصي أين هو هتفت لنفسها فعهد العاصي لا رجوع فيه، لكن كل تلك الأيام ولم تستطيع النسيان فلماذا لماذا كل شيء خاص به يحفر بداخلها و الجزور تمتد لأعماق ،وكل شيء أصبح باللون الأسود أمام عينيها العويل والبكاء والعزاء لقد رحلت السيدة إيمان رحلت تلك المرأة التي كانت تعاملها بكل حب وود الجميع حزين من أجلها حتي الجد مصطفي مهران كان حزينا جدا لرحيلها و أمام عينيها كان هو حبيب روحها يقف يأخذ العزاء و ينظر إلي من حوله بنظرات ضائعة تشعر به تود لو تذهب إليه و تعانقه بشده لتهون عليه ذلك الحزن تريد ان تستطع اختراق العادات وتذهب إليه لتكون بجانبه و لكن عندما نظرت باتجاه مدخل حديقة المنزل حيث يقام سردك العزاء رأت تلك الفتاة التي تتقدم إليه وتنظر إليها بنظرات غير مفهومه لماذا جاءت إلي هنا بعد ما حدث نظرت لها فوجدتها تعانق سلمي وتقول لها :
– البقاء لله يا سلمي
وردت الأخرى بهمهمات فنتفلت إليها لتقف تنظر إليها وتنظر لها بتلك النظرات المعتادة لتحمل السخرية والاستهزاء و تقول لها :
– البقاء لله يا عاصي ممكن تنادي عز عشان أعزيه
– الدوام لله وحدة، بس عز مع الرجالة
– ممم يا خسارة خلاص أو هبقي أعزيه لما يجلي بقي
قالتها بنبرة ماكرة فعقدت عاصي ما بين حاجبيها و قالت بعدم فهم :
– نعم، مش فهمه يجيلك فين
ابتسمت إليها ابتسامة خفيفة ثم قالت بنبرة خبيثة :
– شقتي مهو أكيد ها يجلي
وسارت مبتعدة و ابتسامها تتسع أكثر فأكثر و عاصي تتابع طيفها وهي تبتعد ولا تفهم شيء مما تقول تلك الفتاة ، ولكن بالتأكيد تهزي نظرت إلي من حولها و أخذت تفكر في كلام تلك الفتاة ولا تعلم شيء بداخلها يحثها على عدم التجاهل وأخر يهتف بضجيج أن تفكر جيدا بكلمات تلك الفتاة ولكن كان عليها التجاهل فالوقت غير مناسب بالتأكيد في التفكير بتلك المواضيع .
أيام تمرّ عليها بذلك البيت وهي وحيدة لا تفعل أي شيء تجلس فقط وهذا يذيد حنقها فزوجها منذ وفاة والدته و قد تغير بشكل ملحوظ طيلة ساعات النهار يظل نائماً وفي الليل يخرج مع أصدقائه وحين تتفوه بكلمة واحدة تطلبه أن يظل معها يهتف بصوت مرتفع وغاضب ويقول :
– أنا أعمل اللي أنا عوزه يا عاصي أنت سبق وعملتِ اللي أنتِ عوزه يبقي أنا كمان برحتي و بعدين أنت شيفه جو البيت عامل ازاي
– يا عز بس أنا بزهق لوحدي وطول اليوم قعدة في البيت لا شغله ولا مشغله
نظر لها بنظرات تحمل شيء غير مفهوم بالنسبة لها عز الدين ينظر له نظرات تحمل ندم لا تعرف لما ينظر لها هكذا ولكنه قال بنبرة هادئة :
– خلاص يا حبيبتي تعالي نخرج أنا وانتِ نسهر في أي مكان أو ممكن نسافر في أي حته
عقدت ما بين حاجبيها بضيق وقالت بتهكم ملحوظ :
– مش عوزه أسافر يا عز ولا أسهر مش بحب الجو ده بص أيه رأيك نروح المزرعة على أقل نبقي بين أهلنا
ولا تعرف ماذا قال لكل ذلك الغضب الذي صاح به وهو يقف أمامها و يمسك ساعدها بغضب عارم:
– أنت ليه كده ليه دايماً عوزاني أنا اللي أبقي في عالمك و أنت عمرك ما جربتي تبقي معايه أنتِ عوزاني على كيفك بس أنا مش هروح المزرعة أنا حياتي كدة يا عاصي هنا في مصر شهور في السنه والباقي برة عشان شغلي لازم تتعودي على كده تهتمي باللي أنا بحبه مش مطلوب أن أنا اللي أهتم بس أنتِ مراتي أفهمي
نظرت إليه بذهول و ثم هتفت وهي تقول بنبرة حزينة :
– أنا يا عز الدين أنا بعمل كده وبعدين أنا بحاول أقربك أنت اللي بعيد عني وعلى طول برة لنايم أنما في المزرعة كنت بتبقي معايه أكتر من كدة و أنا بشغل نفسي وببقي جنب أخواتي كمان
أحمر وجه بشدة ثم هتف بصوت مرتفع يكاد تقسم أن كل من بالمنزل سمعه :
– تقربِ مني هناك في المزرعة ثم ضحك بشدة أنت هنا بتنسي أنك متجوزه أصلاً لأ وانا ببقي ولا حاجه جنب أخواتك و شغلك وبنسبه لخروجي بخرج يا عاصي تعالي بصي لنفسك كده شوفي شكلك أنتِ علي طول قعدة قدامي كأن راجل غريب عباية وحجاب ولما أجي أتكلم معاك لا بتكلمي عن آدم لهند ويوم ما بتحني عليا وتفتكري أن أنا جوزك بتغير العباية ببجامة و تتكلمي عن الخيل الأرض أخر اهتمامك هو أنا مش كدة
وصرخت هي الأخرى بصوت مرتفع لترد عليه وتقول :
– لا مش كدة أنت اللي مش عجبك شكلي ولا لبسي و لا كلامي أنت اللي أي حاجه بعملها مش بتفرق معاك بس أنا كدة ده لبسي وده كلامي و دي طريقتي
– أفهمي أنا كان ممكن أضعف وأخونك في وقت من الأوقات
الصمت الآلام الجرح الدمع الجميع أجتمع عليها الآن نظرت له و فرت من عينيها هربت بعد ذلك الصمت ونظرت له وهو ينظر لها بألم يحبها يعشقها ولكن يشعر بالغربة بجانبها يشعر بآنه بلا أهميه معها عز الدين بجانب أمراته بلا هوية و أكمل وكأنه لم يتفوه بشيء أبداً :
– أنت لازم تتغيري لازم تحسي بيه لازم تعرفِ أنك متجوزة عز الدين مهران لازم تبعدي عن جو المزرعة والأرض لازم كل الناس عندك تبقي بعدي أنا
وبكل الالام والوجع هتفت بقوة :
– أنت أنت كنت هتخوني وجاي حالا تقولي اتغير طيب ليه ليه أنت ما تتغيرش عشاني
– أنت الكلام معكِ بقي مستحيل
نظرت له وهو يبتعد عنها فقد رحل وتركها تنظر إلي طيفه فجلست مكانه علي الأرض الصلب تحتضن جسدها و تبكي علي عمرو ضاع على حبه تبكي على حبيب لا يفهمها تبكي على حالها و هتاف يتردد بنبره ماكرة في أذنيها :
– كنت هخونك
– لما يجيلي هعزيه
وضعت يديها رأسها و أخزت تهتف بكلمات متقاطعة :
– لأ مستحيل
………………………….
و ازداد البعد بينهم أكثر وأكثر هو يعاملها بجفاء واصبح يعمل كل شيء فقط ليزعجها ولكنه قررت أن تتجاهل هي الأخر فما بين العناد والكبرياء سواء أنين روح محطمة كم غافله فزوجه ما هو إلّا طفل يريد كل شيء لذاته لا يقبل بشريك كم غافله هي عن تلك الأفعى التي تحوم حول زوجها تريد أن تكشف عن أنيابها و تستخرج ذلك السم الذي سيصل إليها حتماً لينهي حياتها لما لا تفكر أنها هي الترياق الوحيد ففي قانون الأنساء منذ أبجدية الحياة أنها هي ولا تقبل دخيله و القانون موثق أن الأنثى تستطيع الاستنباط لما هو آت و قانون الأنثى يحتم عليها الجهاد ولكن أنثى كعاصي لا تعرف حق نفسها فكيف ستعرف حق الاسترداد لزوجها ولكن تعلم هي تعلم أن عز الدين في الطريق للفتك بقلبها فرائحة ذلك العطر تندلع من بين خلايا جسده و لو ما يسبغ الشفاه علي ثوبه و والجراح على الجراح تعجل …. تعجل بانتهاء صلاحية القلب.
أرادت أن تكشف الحقيقة بنفسها تريد أن تمحو تلك الشكوك من رأسها عز الدين لا يخون العاصي عز الدين لا يستطيع فعل ذلك وخلف كانت هي تتعقب سيارته وهي جالسه بتلك السيارة التي أوقفتها من الطريق تدعى الله ان يكون شكوكها لا مجال له من الصحة ولكن وقف أمام ذلك المكان الذي يشع منه الأنوار الاغاني العالية وبعض النساء العارية وأشباه العارية دلفت إلي دخل بعدما رأته يدخل إلي ذلك المكان قلبها ينبض بشدة كلما تقدمت خطوة تشعر أنه تبتعد عن الحياة بما يعادل ألف خطوة و البلد الداخل كان المكان أشبه بالملهي الليلي وكان هو يجلس على طوله دائرية الشكل و حوله مجوعة من الفتيات والشباب ولكن الفاجعة أنه هي التي نجلس في أحضانه سلوي حامد الشاذلي تجلس ملتصقه به وتقترب من وجهه تقبله ثم تبتعد وبهذا المشهد كفي انطلقت عائدة إلي منزلها و لكن كانت غافلة عن من يتابعها ، سترحل ستبتعد أكتفت من كل شيء اكتفت من الحب والعشق ومن الجراح هو يريد تلك الحياة وهي لا تريدها لا تريد.
أخذت ملابسها ووضعتها في تلك الحقيبة ثم ذهبت لا تريد أن تره وفي الطريق إلي المزرعة كانت تستعيد كل شيء مرّ عليها لماذا تحققت تلك الأمنية التي كانت مستحيلة ولماذا الآن بعد كل هذا العذاب ينقلب الحب والعشق إلي طعنات غادرة أدت إلي جرح مدموم ، ولكن تلك الرسائل التي وصلت إلي هاتفه واحدة تلي الأخر جعلته تخرج من شرودها و ذكرياتها الآن ونظرت إلي هاتفه والصاعقة كانت صورة لزوجها مع ابنة الشافعي في أوضاع حميمية أغمضت عينيها والدموع تنهمر كأمواج البحر الهائجة و رسائل آخر لبعض المحادثات عبر أحد مواقع التواصل الاجتماع و بداخله شيء يهتف كفي… كفي بالله لم أعد أحتمل أريد أن أرحل أريد الموت ليكون أسهل
كان آدم وزوجته يجلسون يتناولون طعامهم ويشاركهم الطعام هند وماجد يضحكون ويتسامرون لقد أصبحت فداء زوجة آدم أمام الله وامام الناس منذ تلك الليلة التي رحلة فيها عاصي لتقيم مع زوجها بالقاهرة ومنذ ذلك الوقت الأجواء بالمزرعة هادئة وأصبحت علاقة هند وماجد في تقدم مستمر ، كان العشاء لا يخلي من كلمات هند و تعليقها على أفعال ماجد بينما كانت فداء تتابعهم وتبتسم أما عن آدم كان شاردا يفكر في أمرا ما حين رن دق الباب فذهبت الخادمة لتراي من الطارق بينما كانت السيدة حنان تتقدم وهي تحمل بعض أطباق الطعام حين هتفت الخامدة بفرحة :
– البشمهندسة عاصي وصلت
ولم يكون أحد منهم أستفاق من تلك الصدمة لتدلف إلي الداخل وحين نظرت إلي أخيها بعينين تفيض منها العجز تفيض منها الالام وبحر الدمع الهائج و هنا فقط تركت لنفسها العنان لتسقط على تلك الأرض الصلبة ولكن آدمها آبا ذلك فاسرع إليها ليلتقطها بين أحضانه ويحميها إلي غرقتها و الجميع من خلفه يكادوا يموتون قلقاً
شهقات تتبعها شهقات و جروح تتبعها الالام و انتهاك لحرمة قلب عاشق وحراما من حياة رغبتها و حرمان من لذت عوض الحياة …….. حرمان من لذت عوض الحياة .
…………………………………………………
نظر إلي أخية وهو يعقد ما بين حاجبيه بشدة ثم قال ببرود :
– أحنا تكلمنا في الموضوع ده قبل كدة وأنا قولتلك مش ها رجع روح قول لجدك ينساني
يعرف أنه من الصعب إقناعه ولكن يجب أن يعود كما أمر الجد يجب أن يعود ربما بعودته تتفتح طرق العودة ويعود كل شيء :
– جدك تعبان أفهم طلب مني أرجع و أرجع أدم وعاصي وهند عوز يشفكم و انا جاي من هناك على عندك أف احنا وضعنا بقي صعب المزرعة وهتتباع و الشركة في خطر وجدك عوز يحث ان أحنا يد وحد
عاصي…. عاصي ستعود تلك التي رحلت وتركته خلف ظهرها ستعود من جديد كيف حالها ؟ ماذا تفعل؟ هل استطاعت الصمود وهو ليس بجانبها؟ نظر إلي أخية الذي يدقق النظر بمعالم وجهه وقال :
– وهما…. أقصد يعني ها يرجعوا
هي كل ما يهمه بالأمر ولا يهمه كل ما هتف به عزالدين هو عزالدين نفسه وكفي ولكان هذا جيد فهو قد سلك معه الطريق الجيد :
– مش عارف لسه آدم هيرد عليا يعد ما يأخذ رأي أخواته و يقرروا – أنت شفتهم ، يعني أقصد قبلتهم كلهم
– اللي يهمك عاصي مش كده ، أنا شوفتها هي كويسة ويمكن أحسن من الأول بس مش عارف أتجوزت ولا لأ
غضب أخية اصبح كتله من الغضب فنظراته حارقه وعندما أخذ يتابع حديثه وجد أخيه أمامه و يقبض على مقدمة ملابس و يهتف :
– تتجوز أنا كنت أقتها وأشرب من دمها
نظر إلي أخيه و هو لا يفهم المعني الحقيقي لجملته فهتف :
– وأنت مالك مش انت طلقتها
والغضب يتضاعف في مقلاة عينيه و نبرة صوته أصبحت شديدة قاسيه وهتف بالجنون ذاته :
– عاصي لسه مراتي أظن الطلاق الغصب بيكون باطل وأنا طلقتها غصب ولما جدك صمم طلقتها وردتها بعدها ويسألوا المأذون
أتسعت حديقتي الأخر حين افلته عز الدين فاختل توزنه وهوي علي الأريكة خلفه بينما أخذ عز الدين سترته والكاب الخاص به وتلك الحقيبة ورحل دون أن يتفوه بكلمة آخري
……………………………………………..
جلست خلف باب تلك الغرفة تحتضن جسدها و تشهق والدموع تنهمر من عينيها تنوح على فراق كان بيديها فراق كان أصعب عليها من الموت تبكي على قصة بدأت لتنتهي فبعد كل ما فعله لكي يصل لقلبها تركته ورحلت ماجد مهران ذلك الرجل الذي خُطبة له بدون موافقتها ذلك الرجل الذي ترك شغله وبيته و أخذ يبحث عن كل طريقة تقربها منه فماجد مهران أستطاع في مدة قصيرة أن يمتلك قلبها وعقلها تذكرت حين كان يقف أمام باب الجامعة ينتظرها وحين كانت تهتف بغضب :
– اللهم طولك يا روح أنا مش قولتلك متجيش الجامعة زميلي يقولوا أيه
أبتسم بسخرية وقال بنبرة مرحة :
– ها يقولوا خطيب وجاي يأخذ خطبته عادي
– ما تقولش خطيبته
نظر لها ورفع حاجبة ثم هتف ساخراً :
– خلاص أب وجاي يأخذ بنته
وضحك بشدة جعلته تكاد تقتله وتكررت زيارته أكثر من مرّة ثم كانت تتصنع الغضب ولكن بداخلها تكاد تموت فرحان وهي تراه يهتم بكل شيء يخصها و في تلك الليلة عندما هاتفها بعد منتصف الليل غضبت كثيراً منه فكانت في سابع نومة عندما هاتفها فقالت له :
– في إيه حد مات ولا إيه
– لأ يا هند
– أمال في ناس طبيعيين يتصلوا بحد في الوقت ده
– أها انا أصحي كدة وفوقي كدة وأنزلي قدام الباب شوفِي أنا جيبلك ايه
وعندما نزلت إلي الطابق السفلي وفتحت الباب المنزل وجدت شيء ما موضوع وعندما انحنت لتلتقطه اكتشفت أنها حقيبته بها حلوة البسبوسة التي تعشقها ولكن ما اغضبها هو معاد جلبها لها فهما بعد منتصف الليل فصاح الأخر يقول بالهاتف :
– إيه عجبتك
– يما جاب الغراب لامة
ولكن لم يرد فلقد اغلق الهاتف في وجهه وهو يتمتم بغضب فنظرت إلي الهاتف وفتحت ثغرها بتفاجئ وهتفت:
– بتقفل في وشي ماشي يا ابن إيمان أما وريتك
وذكري أخري تشرق علي قلبها عندما كان الصبي الذي يقوم. بمساعدتها مريض عرف ماجد منها أثناء محادثتها الليلية كانت خائف كيف ستتعامل وحدها كيف سيكون الأمر عليها و لكنها في الصباح وجدته أمامها يرتدي ملابس رياضية و يقف ينتظرها أمام العيادة نظرت له وهي تعقد ما بين حاجبيه بضيق و :
– أنت بتعمل هنا إيه
– جاي أسعدك
– أحلف
ابتسم لها بابتسامة محببه بينما نظر هي له بوعيد وأقسمت أن تستغل تلك اللحظات في الفتك بابن آل مهران وفي حظيرة المواشي وقفت هي تملي عليه الأوامر بينما أخذ هو يسب ويلعن تلك الساعة بينما تبتسم وتضحك بشدة علي ما يقول :
– هو حد ضربك على أيدك وقالك تيجي تسعدني
– أيون تصدقي أنا غلطان و أحنا فيها كملي بقي لوحدك
نظرت له و ازدرد ريقها بخوف سيتركها وحدها وأسرعت إليه وتمسكت بكف يده وقالت بارتباك :
– لا لا ما بلاش تمشي وتسبني نظر إليه وإلي كفها يديها التي تحتضن كف يده ثم غمز له بمرح وهتف :
– لو كده بقي أنا مش همشي لو هقضي حياتي كلها هنا
ولكن ذكريات المرح جميعها ابتعد عنها مع ابتعاده ولم يترك لها سوى ذكر الجرح والفراق والتخلي ذكري ضعف النفس والتخلي عن أمانها به ذكري ستظل تذكرها أنها هي من تسببت له ولها بالآلام، عندما رأت أختها تسقط مغشيه عليها أمام عينيها و الذعر الذي بدي على الجميع ولكن حين خرج اخيه من غرفة أخته وهو غاضب .. غاضب جداً لم تري آدم هكذا من قبل عندما نظر إلي الجد مصطفي ثم ماجد و هتف بنبرة حادة :
– أتصل علي أخوك خليه يجي حالاً ، لازم أعرف ايه اللي حصل لأختي سبب لها انهيار عصبي حاد ثم نظر إلي الجد قال بصوت عالي، والله لو كان هو السبب لقتله وأه يبقي تار من اللي عندكم
شهقة وهي تنظر لأخيها لا تفهم ما يقول بينما خيم الصمت على الجميع حين نظر لها آدم وقال له بنبرة أمرة :
– أدخلي جوه مع أختك مش عوزه اشوفك وقفه هنا
يتكلم وينظر لماجد وجده… و بِحث الاثني بداخلها علمت أن هناك أمراً سيكون بنسبه لهم مثل الطوفان فليحميهم الله وما هي إلا ساعات ودقائق معدودة وسمعت هي و فداء تلك الاصوات صوت آدم يصيح :
– عملت فيها إيه يوصلها للحالة اللي هي فيها دي
بينما صوت ماجد يقول له :
– إهداء يا ماجد خلينا نفهم
وعز الدين يصيح بأعلى صوت لديه :
– أنا عاوز أشوفها
وبينما تتعالي الأصوات نظرت هي خلفها على فراش أختها فوجدها قد فتحت عينها وتحاول أن تقوق أسرعت إليها هي وفداء و قالت لها برجاء :
– عاصي أنتِ راحه فين
وكأنها لم تسمعها وكأنها في عالم أخر تستند هنا وهناك تريد أن تصل إلي ذلك الصوت تريد أن تره أمام عينيها تريد أن تسمع ماذا يقول جيدا فأسرعت هند إليها فاستندت عليها و أسرعوا بالخروج وفداء تعاونهم ، كاد آدم أن يفتك بعزالدين حين أسرع عز الدين إلي درج السلم ليصعد ويري عاصي فأسرع آدم وراء و أمسك به ثم جذبه من يقط قميصه وقال بغضب :
– مش هتشوفها قبل ما تقولي عملت إيه وقسما بالله يا عز الدين لقتلك
– بقولك معرفش هي مالها ولا فيها إيه أنا سيبها كويسة وبعدين وسع إيدك عوز أطلع أشوفها
– سيبه يا آدم ماينفعش الطريقة دي