أحببتُ العاصيِ الفصل الثامن عشر

أحببتُ العاصيِ الفصل الثامن عشر

اسم القصه : أحببتُ العاصيِ
بقلمى : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقه : 18

لا تعلم من تلك الفتاة التي دلفت إلي الحجرة دون أن تطرق الباب وتنظر لها هكذا نظرات مُتفحصة نظرت لها فداء وإبتسمت بحياء ولكن الآخري مازالت تنظر لها بنظرات إستنكار وتفحص ثم هتفت بصوت جامد :
– أنتٍ مين وبتعملي هنا إيه
بماذا تجيب من الواضح أن تلك الفتاة الجميلة تعمل هنا وبالتأكيد تعرف هي صديقة آدم في العمل هل تخرج مُفكرتها وتكتب من هي أم تلتزم الصمت و لكن الفتاة قالت تلك المرة بصوت عالي :
– بقولك أنتٍ مين
وتنفست برياحة حين سمعت صوته يأتي من خلف الفتاة الجميلة نعم جميلة حقا فجسدها يشبه عارضات الأزياء التي ترهم في المجلات التي تحضرها هند وشعرها طويل ولكنه ليس كشعر عاصي و عينها كسواد الليل و لكن ليست واسعة مثلها وجدت نفسها تقارن بين الفتاة مجهولت الهويه وبين كل من تعرفة ولكن لما صوت آدم غاضب حاد هكذا تابعت الحديث الدائر بين آدم الذي دلف إلي الغرفة ووقف بجانبها والفتاة التي تنظر له بعدم فهم وقالت :
– مين دي يا آدم !!
نظر إلي فداء بحنان ثم ابتسم لها و :
– دي فداء يا دكتورة سلوي مرآتي
و هنا تذكرتها فداء تلك هي سلوي الفتاة التي جاءت مع آدم إلي المزرعة ولكنها غيرت من لون خصلات شعرها إذن هي الفتاة التي يحبها آدم تابعة الفتاة وملامحها التي اشرقت بإبتسامة ساخرة و :
– أنت أتجوزت….. ومن دي تصدق هي دي اللي تنفعك أصلها شبه إستيل أخواتك
و غضب ملامحة غاضبة و نظراته مشتعلة و هي محرجة فماذا لو علمت أنها بكماء بالتأكيد ستسخر منه ومنها يالله العون وبنبرة متزنة خالية من غضبه الذي ظهر لها هتف :
– دكتورة سلوي حضرتك كُنتٍ عايزه حاجه ، أصلنا نزلين
– لا يا دكتور آدم كُنت جايه أشوفك ثم نظرت إلي فداء وقالت أصلك وحشتني
– اضطرب آدم بشدة وعينيه معلقه بفداء المبتسمة و كأنها تطمئنه فنظر لسلوي و :
– شكرًا يا دكتورة سلوي عن أذنك بقي ثم نظر إلي فداء وإحتضن كفها و سار بها مبتعداً تركاً الأخري تنظر لهم بسخط و غضب شديد
……………………..
نظراته حارقه تكاد تقسم أنها لم تشاهد تلك النظرات في عينيه من قبل و قلبها يعلن الحرب عليها فدقاته تتسرع و الآخر ينظر له بتحدي و مازال متمسكاً بمعصمها وهي تحاول بكل قوتها أن تهرب من قبضته ولكن صوته العالي أفزعها وهو يهتف بجواد :
– سيب إيدها
والأخر لا يسمع ولا يتكلم كأنه غير متواجد ولكن عينه تتكلم بحق الله ستندلع الحرب وهو متبلد من الشعور و هي الصائحة هذه المرة عندما شعرت بالوجع من قبضته التي تزداد علي معصمه وبنبرة متألمة هتفت :
– جواد سيب إيدي ، إيدي بتوجعني سبني
ولكن عز الدين عندم سمع صوتها الموجوع من شدة الالم لكمه في وجهه بشدة وإضطر جواد أن يترك عاصي لأن وقع علي الأرض علي آثار ضربت عز له ف إبتعدت هي عنهما قام جواد واخذ يردد لغز الدين الضربات ولكن كات يتفداها بمهارت خبير ثم يضربه بشدة معركة محسومه من قبل لصالح عز الدين والدماء تسير من وجهه جواد بغزاره وهي تبكي بشدة خائفة هي وبعد لحظات إجتمع الرجال الذين وقفوا ليفصلون بينهم و
………………….
– إلحق يا حاج سعيد جواد بيه وحقيد الحاج مصطفي بيتخنقوا في مزرعة الحاج مصطفى

نظر إلي الرجل الذي يلهث بأنفاس متسرعة ثم قال بصوت مرتفع وهو يسرع بالخروج من بيته:
– هات الرجاله وتعاله ورايا بسرعة
و السرعة مطلوبه في تلك الحالة و الله العليم بالوضع الآن
………………..
الرجال يفصلون بينهم وعز الدين غاضباً بشدة من ذلك المعتوه الذي أمامه ينزف الدماء والآخري تبكي ، و بسرعة البرق أنتشر الخبر و حضر أيضاً الجد مصطفي الذي نظر إليهم بغضب ثم نظر لتلك التى تبكي ففهم أن الأمر يخصها وعمال مزرعة مصطفي مهران يقفون خلفة ينتظرون الإشارة للفتك بسعيد غالب الذي يقف ينظر بجانب إبنة يحتضنه و رجاله من خلفه وينظر إلي عز الدين ومصطفي مهران ثم هتف بحده :
– ينفع اللي حصل ده يا حاج مصطفي ولد ولدك يتعدي علي إبني كده
– أحنا لسه منعرفش اللي حصل يا سعيد ومنعرفش مين اللي أتعدي علي التاني خد ولدك وأعرف منه إيه اللي حصل ونتكلم بعدين
و الحكمة هي أن ينفذ و الأن وتحرك وإبنه وباقي الرجال منسحبين من معركة خاسرة محكوم عليها من بداياتها و نظرات موجهه من مصطفي مهران لأحفاد و رسالة لاحشد المتجمع :
– كل واحد علي شغله يله
والجميع يتفرق ولم يبقي سوا ثلاثتهم هي جدها ينظر إليها وهي تنظر إليه وهو يتهرب منهم ونظرات كانت لما هو أمامه و أم من الجد :
– تعالوا ورايا
و السمع والطاعة هما الحل وكان هو أول من أستجاب و هي خلفه تسير بخضوع
……………….
منذُ الصباح و هو يتابعها يتلزز بنظرات الغضب من عينيها هو أقسم علي أن يجعلها تندم علي فعلتها ، أما عنها لقد تعمدت البعد عن أنظاره ولكن كان هذا كله لا ينجح هو يتابعها منذُ الصباح تود لو تلكمه في وجهه كم بغيض هو من أين هبت عليها تلك النصيبه وأي حظ لديها هذا الذي يرسل لها ذلك السمج فيكون هو خطيبها وزوجها المنتظر و أسفه علي تلك الأحلام التي ذهبت هبأن ، أتجهت إلي المنزل وهو يتبعها ويسير خلفها يقوم بفعل أصوات البلابل والعصافير ربه لا يليق به هذا الصوت يليق به هو يليق به صوت الغربان ،ألتفت له بغضب وهتفت بصوت حاد غاضب :
– أيه رايح فين وبعدين بطل الصوت ده صدعتني
– طيب الحمد لله
– نعم ! إيه هو اللي الحمد لله؟
– أنك صدعتي عشان تخليكي فكراني
ضغطت علي شفتيها السفليه بضيق وأحمرت وجنتها بشدة من شدة غضبها و سارت مسرعة بإتجاه منزلها وهو خلفها يضحك بشدة و التمتمه هي الحل الأن فسلاح بنات حواء هو التمتمه :
– بارد.. ساقع.. سمج.. تقيل..سفيق
…………………..
– أنا عايز أعرف إيه اللي حصل بظبط
هتف بها مصطفي وهو ينظر إلي عز الدين بنظرات جاده فهتف الثاني غاضباً مُحتجاً :
– جدي عاصي خطيبتي حالاً و محدش ليه الحق أنه يبصلها بعينه واللي هيعمل كده يبقي هو الجاني علي نفسه و أي حد لازم يعرف ده
– و مين بصلها يا عز
– والله روح أسال الأستاذ اللي داخل ارضنا و بيتعدي علي حريمنا والمطلوب منه نرحب بيه
وحين الغضب تضرب العصا بالأرض الصلبة لتعلن عن الرفض الرفض التام لكلماته الأرض أرضه والعرض عرضه وهذا الشرف الشرف شرفه والصياح كان منه :
– أعقل الكلام اللي بتقوله يا ولد كامل أنت في أرض مصطفي مهران وكل هنا تحت حمايتي حتى أنت
– يبقي متلومنيش علي اللي عملته
نظر إليه مطولاً ثم إلي الصامته خلفه تستمع ولا تقاطع كعادتها ولا تعارض بشأن يخص جواد أذن فهو المذنب و عليه أن يتعامل فسند علي عصاه ثم سار بها مبتعداً عنهم و الوجه كانت محددا من قبل برأسه ولا أحد يمنعه
………………..
تأملها وهما يجلسان في احد المطاعم المشهورة في المنطقة و التي يعرفها هو جيداً ظل يتاملها وهي تتهرب من مواجهة عينيه تنظر إلي ما حولها إلا هو هل هي حزينه أم تخجل منه أم هي استاءت من فعلت سلوي يالله كيف كان يتعلق بها وهي هكذا لماذا لا يري تلك المساوئ التي يراها الأن هل كان مخدوع هكذا و سبحان من أظهر له الحق قبل فوات الأوان و لكن تلك الفتاة التي أمامه لماذا ساندته أمامها تلك الفتاة التي كل يوم يجد نفسه ينجذب لها بدون فكر أو مجاملة كيف يكسر تلك الحواجز التى بينهم يا الله كم هي بريئة وجميلة مثل الطفلة الصغيرة ولكن لما الحزن في عينيها الجميلتين هتف بحنان :
– فداء
– وأخيراً اللقاء لقاء العينين و إبتسامة منها تكسر الصمت وترسم بسمه علي ثغرة لا يعرف سرها :
– مالك
أخرجت مُفكرتها من حقيبتها و كتبت بسرعة :
– مفيش حاجه
– أنت زعلتي من اللي حصل صدقيني أنا بجد مليش ذنب
– و الإجابه كانت: مفيش حاجه حصلت
ربه هل يوجد ملائكة علي أرض البشر هل يوجد رضا كهذا و ما السبيل للرّاحة سوا وجود أمثال تلك الفتاة بعالمك لتخبرك أن الحياة مازالت بخير وأن الشيطان لم يتجسد في كل أبناء آدم بل يوجد من هم مازالوا علي فطرتهم الأولي كما خلقهم الله .. إبتسم لها وقال :
– هو أنا ممكن اطلب منك طلب
– والسرعة كانت من رأسها التي تحركة بموافقه :
– أكيد
– ممكن لما تحب تقولي حاجه او تكتبي حاجه تكتبي علي كف إيدي
و العين مُتسعه و حمرت الوجه طغت علي وجنتها و أكمل هو :
– عايز أحس بكل حرف عوزه تقوليه عايز أقربلك تسمحيلي

الخجل ثم الخجل ثم الخجل والأن هي بحاجة أن تهرب او تنشق تلك الارض وتبتلعها او من الممكن تكتفي بكوب ماء بارد يطفئ أحمرار وجنتيها
……… ……..
لم تشهد من العذاب مثل ذلك العذب كل ليلة منذُ زواج أبنتها يقوم بضربها وسبها ولا تعلم أين المفر من هذا الظالم نظرت إلي الصغار الذين يجلسون علي أمامها و قالت في نفسها :
– مش عارفه أعمل أيه في العذاب ده ربنا يخلصني أنا وانتم بس الحمد لله قلبي أطمئن علي فداء ربنا يهدي سرك يا بنتي ويبعد عنك كل شر ويا رب قويني علي اللي جاي
– دلف إلي الغرفة وهو يحمل زُجاجه من الخمر بيده ويترنجح هنا وهُناك ثم نظر لتلك الجالسه علي الأرض الصلبه بغل وهتف :
– أنتٍ وبنتك السبب في اللي أنا فيه سعيد طردني من الشغل ومصطفي مش راضي يشغلني وكل ده بسبب بنتك الخرسه بس والله لقتلها وأشرب من دمها
والظالم هو الظالم يتلذذ بالظلمه ويشعر أنه منتصر و من عرف باب الذنوب ولم يعرف باب التوبه إلي الله هو الخاسر
…………………….
هي وهو وشجرة التوت والمكان خالي من حولهم بعد رحيل الجد مصطفي ونظراته لها تبحث بتفصيل وجهها و هي تنظر له دقيقة أثنان ثلاثة و الصمت ولم تتعالي سوا شهقاتها و هو يقترب وهي تبتعد بخطوات مشتته و :
– والله يا عز هو هو اللي كان عامل زي المجنون بس أنا مليش ذنب
وإشارة من يدة تمنعها من الكلام و يقول لها :
– اسكتي يا عاصي مش عايز أسمع كلمة عن الموضوع ده
وإتساع عينيها يديه مجروحه و الخوف في عينيهاتجسد و السرعة بفك ذلك الشال من علي رأسها و :
– عز الدين أنت مجروح
وبدون هتاف وصياح وإنتظار أمسكت كف يديه ولفت الشال عليه وهو يبتسم علي منظرها و
– متخفيش مش هموت من جرح زي ده
-بعد الشر….
و النظرات كفيلة بكتابة انشوده الحب هي تحب وهو لا يقدر علي الفراق مهما طال البعاد و لكن صوت آخر من خدم القصر يخرجهم من تلك اللحظه :
– عز بيه في ضيوف وصلوا وعوزين حضرتك

error: