أحببتُ العاصيِ الفصل الثالث والثلاثون

أحببتُ العاصيِ الفصل الثالث والثلاثون

اسم القصة : أحببتُ العاصيِ
بقلمي : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقة : 33

كانت تسير وهي تفكر وتفكر في امور شتي ولكنه توقفت في مكانها عندما نظرت إلي من يسير أمامها وهو يتلفت حوله ثم دلف إلي تلك الغرفة المهجور فوقت مختبئة تتابع ما يجري بالداخل و سمعت ما يقال
كان جواد يقف أمام مجموعة من الرجال ينظر إليهم وينظرون إليه وبجانبه ذلك المحامي الذي يأتي إلي زوجها مراراً وتكراراً في تلك الفترة لا تعرف لماذا شعرت بانقباض قلبها وهي تستمع إلي كلام أحد الرجال :
– كل تمام يا جواد باشا اللي أمرتنا بيه اتنفذ
ضحك بشدة ثم قال بنيرة ساخرة ممزوجة بالمكر و التشفي :
– تمام كدة سعر المزرعة هينزل أكتر ومحدش هيشتريها وأكيد مش هيبقي قدامه إلا أنا ويبقي يوريني أبن كامل مهران هيعمل إيه
ابتسم المحامي نصف ابتسامة وقال بنبرة واثقه :
– أكيد يا باشا المزرعة ليك
نظر إلي الرجال وقال بنبرة حادة أمراً :
– المرة دي سممتم المواشي المرة الجاية عوزكم تحرقوا المحصول لحد ما ابن مهران يرفع الراية استنوا مني الاوامر
ثم رفع يده في إشارة لانصراف فأسرعت هي واختبأت بين الأشجار حتي اختفوا عن الأنظار ثم نظرت إلي أبنها النائم بريبه واتجهت مرة أخري تستمع إلي كلام زوجها بالمحامي لم تستطيع سماع بدأ الحديث ولكن تلك الجملة استوقفتها وانقبض قلبها بشدة حين سمعت :
– هقتله
اتسعت عينيها بشدة وشعور بداخلها يحثها علي الفرار وأخر يجعل أقدامها متيبسة بتلك الأرض وأكمل :
– لو رجع يبقي رجع لموته ليا معه تار ولازم أخده حربِ مع أخوه حرب برده انما حربِ معه شعل هو فيها نار …. نار و تاري مع عز الدين مهران مش هيطفيها إلي دموع حصرة وبحر دم
عز الدين يقصد عز الدين هل سيعود هو الآخر والنار هي نار العاصي يا الله ما هذا هل سيقتل عز الدين هل سيصل إلي العاصي ربه لطفك بعبادك أرتجف جسدها بشدة ودموع خوف وحسرة وندم فرت من بين جفونها مع شهقات سعت لتكون مكتومه لا تسمع وخطوات عازمه لا تعرف من أين صابها أسرعت تبتعد عن هذا المكان و هي تتمتم :
– يا رب استرها من اللي جاي
وتضارب في افكرها هل تخبر اولاد مهران ام تخبر عاصي أم تنتظر لتري أين ستصل بيهم الأيام ….
……………………………….
دلفت تلك السيارة إلي الفيلا الواسعة كل شيء كما هو وكأن السنوات لم تمر كلما اقتربت السيارة من الفيلا كلما اتضحت معالم من تقف علي ذلك السلم تنظر إلي السيارة وهي تقترب حتي أوقف أخيه أخيراً ، ولم يكن يستقل منها حتي وجد أخته تندفع إليه وتحتضنه بشدة فعانقها بشوق قد طال سلمي كم اشتاق لتلك الفتاة التي قالت بنبرة مشتاقه :
– عز الدين وحشتني… وحشتني يا حبيبي
وحين جاء يبادله عبارات الشوق بأشد منها اشتياق وجد شيء صغير يظهر من خلفها يقول بنبرة حادة يغلب عليها المرح :
– أيوه يا ماما ثم نظر إلي من استقل من السيارة وقال وهو يتخطى والدته و يهتف بمرح :
– ماجد جه يحي العدل ماجد جه
ضحك ماجد بشدة وهو يفتح درعيه ليحمل الصغير ويقبله وهو يضحك علي تلك النبرة تابع عز الدين المشهد وهو يحتضن أخته وينظر إلي ذلك الصغير فقالت أخته بحب وهي تهتف بالصغير و تقول :
– عز الدين تعالوا سلم علي خالو عز
نظر عز الدين لأخته ورفع أحد حاجبيه وقال بدهشه :
– أنت سميتي أبنك عز الدين علي اسمي
ابتسمت وهي تحرك رأسها وتبتسم ولكن سمع صوت الصغير وهو يقترب منهم ويقول غاضباً :
– انت اللي اخدت اسمي بس ماما مش هتقول لحد زيزو إلا انا …. أنا عندي خمس اسماء أنت واحد
تقدم عز الدين من الصغير ثم جلس امامه جلست القرفصاء لينظر له بحنان ويقول :
– طيب ممكن اعرفهم
نظر الصغير لماجد الذي ابتسم له ثم نظر الي عزالدين مره اخري وقال وهو يرفع سبابته محذراً :
– هقولك بس ما تغشش تاني وتاخذ اسم كما
ضحك عز الدين بمرح وهو يقول :
– متخفش
فقال الصغير ببراه :
– عز الدين و عز و زيزو و فرقع لوز، ابو نص لسان، واسم النبي حرصه
ضحك عز الدين وماجد وسلمي بشدة وقال ماجد من بين ضحكاته :
– دول سته يا لمض
– ولمض
حمل عز الدين الصغير وقبله وقال : مين بيقولك كده بقي
– جدو بيقول عز الدين ماما فرق لوز بابا قول نص لسان تيته تقول عز او اسم النبي حرصه ماجد قول زيزو سعات قول علي عز لمض والرجل اللي في جنينه وسعه الكبير ماما تقوله جدو هو كمان بقول انتم علي اسم الغالي يووه حيرترني بقي
اسم الغالي اكيد هذه كلمة… كلمة مصطفي مهران يا الله هل مازال غاليا بحق ام ذهب كل شيء من بين يديه كا ألقابه قبل الصغير مرة أخري ثم انزله وهو ينظر إلي أخيه ويقول :
– بابا وجدي فين
نظر أخيه إلي أخته بنظرات خوف وريبه ثم قال وهو ينظر إلي أخيه :
– هناك
المزرعة يقصد المزرعة طال الزمن وطال وسيذهب إلي هناك لا محال إذا فليفعلها الآن و يذهب إلي هناك و ينهي ذلك الصراع فقال بصرامه :
– عوزه اروح هنا
………………………………………….
وعودة حميدة علي أرض مجيدة يشعر أنه ليست تلك الأرض العمرة أين الروح أين الطمأنينة اين تلك النسمة المعطرة هل…. ذهب كل شيء معها حتي عمار الأرض مسطح علي فراشة مصطفي مهران تملك المرض منه ام هي تلك الأحمال فأين تلك الهيبة واين ذلك الشموخ واين العصا التي تعطي تصدر ذلك الصوت الرنان وكأنها تهتف العصا لمن عصا و امامه يجلس أبيه أه كامل مهران هو الأخر تضاعفت سنوات عمرة في تلك الفترة ….. بداخله شعور الآن لا يفهمه هل هو شعور ندم شعور ألم أم هي حسرة علي كل ما فات هتف بصوت حاني :
– بابا
نظر الاب إلي مصدر ذلك الصوت و لكن لمعت عينيه من المشهد الذي ود يوماً ما ان يره وكان… أولاده يقفون أمامهم الأكبر في المقدمة و خلفه كان بنته تمسك بابنها و بجانبها كان أخيها الأخر لقد اشتاق لذلك المنظر يقسم انه قد طال شوقه له بما يساوي اشتياق لأكبرهم ذلك الذي طالت غربته واشتد الاشتياق لحضرته ذلك الفتي الذي جري عليه وتعلق بأحضانه وكأنه عاد ذلك الصغير والمشهد تجسد أمام الجميع لتبكي العين ألمًا وندمًا وما هي إلا حلاوة روح تصدر علي هيئة تلك الكلمات :
– عز الدين الحمد لله علي سلامتك
– الله يسلمك يا بابا … وحشتني اوي
– وأنت كمان …
طال العناق لربما يقف سدا منيعاً أمام بحر الاشتياق ولكن ذلك الذي ينظر له بنظرات فاض الشوق منها جعله يتخطى كل شيء ليقف أمامه هو الأخر والصمت الجميع ينظر لهم وهم في وادي أخر بعيد وطال الحديث ولكن حديث خاص بينه هو وحفيدة حديث بلغة لا يفهمها سواهم لغة تجعل الجميع يراقب بشدة ليتكلم أخيرا بكلمات لم يفهم محورها إلا هو رساله لا يفهمها سواه هو مصطفي مهران بكلمات ستكون هي الشفرة الخاص بما هو آت ونبرة صوته كانت حادة كما هي :
– طول عمرك يا ولد ولدي نسر شارد عن أرضه ولما حبيت أربطك بيها ويبقي ليك عش هدمته ورحلت غريب من تأني بس المرة غريب في سماء أنت جفيها وتغربت وسافرت ولفيت بحور وطلعت جبل بس هي دي الأرض اللي مسيرك ليها الارض ارضك و الدم هنا دمك ونار الماضي مش رايده تخمد ولازم يا ولدي الحق يرجع وسامح في حقك لو ليك عشان الناس تسامح يا ولدي الراية مش هتبقي الا ليك يا عز لتعديلها وترفعه لتضيعها يا ولدي وتضيع معها كل شيء وفقيهم عمر جدك ،ثم نظر لماجد واشارة له بالتقدم فتقدم منه …. فمسك يد عز و بيده الأخرى يد ماجد ووضعهم معا واكمل انتم ثلاثة نقصكم الغائب اللي بتمني ان ربنا يمد في العمر لحد ما القيه احفروا قبر عدوكم بأيدكم و أنتم معكم الحق و الحق حق ….. بيعتم المزرعة او الشركة هيجي يوم وعدوكم هيظهر كيف قرص الشمس سعتها افتكروا أنكم واحد مش ثلاث و الحمد لله عشت لحد ما الدم اتوحد بيني وبين الغالي ……
نظر عز الدين الي ماجد بعدم فهم وايضا كانت سلمي تنظر لجدها بريبه لم يكن احد منهم يعلم مقصد الجد سوي ولده كامل و لكن اوامر ابوه لا ترد الصبر الصبر وكل شيء سياتي يوماً ما
………………………………………………….
وبعد جدال قد طال أقنع ماجد عز الدين ان المزرعة يجب ان تباع هو لا يفهم بالزراعة و تتوالي الكوارث ولا يستطيع حلها ولا يوجد اخبار عن آدم وعودته وهو لابد أن يتصرف في الامر الان يزايد علي المزرعة لينقذ الشركة غدا سيزايد عليهما معا صوان ضخم بتلك الارض واجتماع كبير من أكبر رجال المنطقة والتجار و يقف علي مسافه قليله العمال والفلاحين ينظرون مصير غير معلوم و كل منهم يداري حسرته ويقف ماجد بجانب ابيه الذي ينظر إلي ذلك الجمع بحسرة و هو ايضا يقف يستنكر كل هذا هو غير راضي عن هذا الامر ولا عن طريقة البيع ولكن كما قال اخيه هم مجبورين لكي يحصلون علي أعلي سعر لها …… وبداء المزاد والكل يزايد عليها والسهر يرتفع ثم يتوقف ثم تلك المفاجأة يرتفع ولكن من بشدة ولكن من شخص غير محسوب سعيد غنيم حضر و بخلفه ولده الذي يبتسم بتلذذ و يرد السعر ويقول :
– عشرة مليون جنيه … دي مزرعة الحاج مصطفي لازم تتباع بقيمتها
نظرات حارقه بين عز الدين واخيه الذي يحترقان الان من ذلك المستفز ولكن ماذا يفعلان فكل شيء خرج من ايديهم وحين جاء اعلان انتهاء المزاد و حسم الجوله لصالح سعيد غالب وجواد جاء المدد من السماء فظهر آدم غنيم ومن خلفه عائلة
هلهله الفلاحين فرحان بعودة آدم واخواته وصاح آدم وقف المزاد لو سمحت البيع باطل لان أنا ليا انا واخواتي اكتر من تلت المزرعة ومش موفقين علي البيع و………..

error: