أحببتُ العاصيِ الفصل الثالث عشر

أحببتُ العاصيِ الفصل الثالث عشر

الحلقه : 13

تأكد أيها العبد أن لك رب أسمه الكريم تأكد أن بعد العسر سيأتي اليسر بإذن الله و ما بين ليلة وضحاها يبدل الله كل العسر بيسر الظلام بالنور الدموع بفرحة هل تعلم أن في كل لحظة تمر بحياتك رسالة ربانية من ربك تمسك بالصبر تمسك بالحمد تمسك بقول يا رحيم يا رحيم لأنه هو أرحم الرحمين

ضائعة هي تحاول بشتى الطرق أنا تساعده ولكن ما الحِيلة إستمع آدم لها قصت له حكاية فداء كاملةً أخيها سيساعدها بالتأكيد ولكن تلك المُتسطحة لا حول لها ولا قوة بدأت تهمهم وتبكي و تنظر إلي من حولها بضياع أسرع أدم أليها وحقنها بمُهدئ وبعد ثواني معدودة نامت مرة أخرة وعاد آدم يجلس بجانب أخته ينظر بحنان فهي
خائفة وتائهة في أفكار لا يعلمها إلا الله نظرت إلي آدم و
– هنقدر نساعدها يا آدم ونحميها
– أن شاء الله يا عاصي سبيها لله
– فداء يا آدم غاليه عندي اوي
– عاصي أحنا مش في إدينا حاجه إلا أن نوصلها لأعممها وده اللي نقدر عليه
– نظرت له بغضب أول مرة تنظر له بتلك النظرات غضبها الأن بشده و بعصبيه مفرطة تكلمت وهي تنظر له :
– دي المساعدة اللي هتعملها توصلها لأعممها وسعيد غالب مش يقدر عليهم، أنا كنت فكره أنك أنك يا آدم هتعرف تتصرف و هتلقي حل هتعمل المستحيل عشان تساعدها
– نظر لها بعدم فهم هي تنتظر منه المستحيل ماذا يفعل في أمر كهذا هو ليس أبيها ولا أخيها فماذا يفعل الأن يذهب لسعيد غالب وهل الرجل سيسمع له ام يذهب لجده ويأخذ نصيحته يا الله عاصي تبكي لماذا يا عاصي لماذا
– تبكي و دموعها تهبط :
آدم عشان خطري ساعد فداء هي ملهاش غيري بالله عليك يا آدم سعدها
– أخذها بين أحضانه يحتضنها و يهدي من روعها الغالية تبكي :
عوزاني أعمل أيه وأنا أعمله يا عاصي
– خرجت من بين أحضانه و أخذت تنظر له ثم قالت و :
تتجوزها، أتجوز فداء
– نظر لها لا يصدق ما قالت ولكنها ارادت أن تأكد ما قالته فصاحة بها مرتان : أتجوزها!!
– أيون تتجوزها هي دي اللي تحافظ عليك تصونك وتكون ليك زوجة وأخت وأم وتكون ليك حياتك فداء هي اللي بتمنها ليك
– عاصي أنتٍ بتقولي إيه مستحيل اللي بتقوليه ده
– لا مش مستحيل يا آدم فداء هنا و المأذون ساعه ويكون هنا أتجوزها يا آدم عشاني وعشانك وعشانها هي
– أزاي أتجوزها وهي
– إيه مش بتتكلم مش تناسب الدكتور آدم مهي مش شكل بنت الشافعي هي عاديه ودكتور آدم لازم يكون زوجته بدرجة جمال عالية تكون دكتور وأبوها باشا ، آدم أنت شكلهم كلهم متفرقش عنهم أنت لأسف خيبت ظني فيك
صوتها العالي الممتزج بالحسرة والدموع كان يزلزل كيانه ونظرة الحزن في عينيها قبل أن ترحل عنه يا الله ما هذا هل عاصي تفكر فيه بهذه الطريقة نظر إلي المتسطحة أمامه لا حول لها ولا قوة وهتف
– أنتٍ جتيلي منين بس
وخرج يبحث عن أخته التي زلزلت خلايا جسده بكلمات وأحرف قاتلة
……………………..………….
الجميع يقف لا يفهم شيء من تلك الفتاة ولماذا انهارت عاصي هكذا والأن صوتها و صراخها بأخيه وعلامات التعجب عاصي تتحدث هكذا مع آدم كيف هذا حين خرجة من الغرفة كانت تبكي دموعها تهبط نظرت إليهم جميعاً كان عز الدين وماجد يقفون بجوار الغرفة و جدها يجلس الأريكة وحنان وهند و عائشة نظرت لهم جميعاً ثم هتفت بأعلى صوت لها وهي تنظر إلي عز الدين و ماجد و الجد و العم علي كأنها كرهت جميع أبناء آدم في تلك اللحظة و هتفت :
– أيه وقفين كده ليه عوزين تعرفوا الحكاية صح مين دي وإيه اللي عمل فيها كده عشان تقولوا يا حرام ولا عشان تتصنعوا شهامة مش فيكم أنتم كلكم واحد علي فكرة بس والله العظيم فداء ما هتكون ضحية ليكم ولا لشيطان ولاد آدم أبداً
وغادرت مسرعة و لا تعرف وجهتها ولكن كان هُناك من يتبعها والعقول كلها مُشتته من هذه من تلك الفتاة التي كانت تقف وتتكلم بكل تلك القسوة هل هذه هي عاصي التي يعلمها الجميع أم هي أخري لا يعلمها أحد
……………………..…….
خطوات متسرعة هي الأن علي لا تفكر لا تفكر هي ستقوم بالأمر وحدها ستقف بجانب فداء ستنصر تلك الضعيف و الوجهة كانت مزرعة سعيد غالب و وراءها كان هو يقسم أن يكون بجانبها أذا احتاجه دلفت إلي قصر سعيد غالب و هي تهتف بصوت عالي :
– يا جد سعيد ، يا جد سعيد
والجميع جاء من خدم و عمال في القصر و خلفهم كان هو يستند علي عصاه وببرود و أبنه يهبط بسرعة من الدور التاني و :
– عاصي في أيه!؟
وتجاهلت هي أتت إلي هنا لأمر محدد وأنظارها تتجمع علي الوقف خلف الجميع ويقول ببرود :
– أهلاً يا عاصي ، منور الدنيا
– أهلاً يا جد أنا جيه ليك أنهارده مش عشان طلب عوزه أطلبه منك
– عارف يا عاصي أنتٍ جيه ليه بس صدقيني مش هقدر أنفذلك يا بنت الغالي أنا هتجوز البنت دي
الأن هي تكلمه باللين كعهدها و لكن الأن هي لا تعرف سبيل للين هذا نظرت له و
– لاء، مش هتتجوزها يا سعيد يا غالب فداء مش هتكون للمتعة
و الكلمات خرجت من جواد الذي غضب ومسكها بقوه من معصمها ونظر لها و :
– عاصي أنت بتقولي إيه اللي بتتكلمي معه ده أبويا
ومن خلفه كان هو هو من غير عزالدين الذي يأتي ليدعمها ولكن دعمه يكون لها أمام الآخرين وحين توجهه هو يكون دعمه لذات فقط هتف بغضب
– نزل إديك
نظر جواد إلي المتكلم و التفتت عاصي وتفاجأت بوجوده و تقدم إليها أبعدها عنه فنظر له جواد بغضب لماذا يتدخل. وهي تسير خلفه فهتف سعيد غالب ببرود و :
– أنا هتجوز البنت دي يا عاصي بس ممكن ميكنش عشان المُتعة ذي ما انتٍ بتقولي ممكن عشان الحماية
– ونظرت له بعدم فهم ولكن هتفت :
فداء مش محتاجة حماية من حد
– لأسف أنتٍ نفسك محتاجة حماية يا عاصي لأن الخطر أول ما يطول هيطولك أنتٍ
والجميع لا يفهم كلام هذا الرجل ماذا يقصد أي خطر هذا نظرت له وهي تنفض رأسها من تلك الأفكار التي تشتت أمرها :
– فداء مش هتتجوز حد أكبر منها ولا حد هي مش عوزه فداء مش عوزه حماية حد وأنا موجودة
و ظهور أخر شخص انعدم من قلبه الرحمة والمواجهة الأن لا سبيل من الفرار منها أنه مُختار زوج أم فداء و :
– هي هتتجوز يا بشمهندسة و الفرح الخميس الجاي لأن أنا موافق وأنا في مقام أبوها
إلتفت له ونظر إلي عز الدين الذي يقف بجانبها فنظر لها فتقدمة ووقفت أمام ذلك الرجل مباشرتاً و نظرت له و :
– أبوها، أبوها اللي بيضربها و يشوه جسمها أبوها اللي يجوزها لراجل في عمر جدها أنت أحقر من كده يا مُختار و عارف أنا نفسي أعمل حاجه وهعملها
و صوت الصفعة التي تهاوت علي وجهه والشرار الذي يتطاير من عينه والمشهد لا يصدقه عاقل عاصي الحنونة عاصي الخجولة تضرب رجلاً لا ليس رجلاً هو شبيه لرجل و في لحظة كانت خلف ظهره يحميها ومختار يرفع يده ليرد صفعتها ولكن صوته هو المسموع الأن و هو يقول :
– إياك تفكر بس إياك
ثم جذبها وسار بها إلي خارج البيت بل إلي خارج المزرعة ككل وهي تسير خلفه بدون تفكير وحين دلفوا إلي حدود أرض مصطفي مهران أفلتها ليصيح بها غاضباً :
– أنتٍ ازاي تعملي كده وتروحي لبيوت الناس وتعملي اللي عملتيه ممكن أعرف
وتنظر إليه بدون كلمات تستمع وتخاف تخاف بشدة منه ولكن هي ستفعل كل شيء من أجل أنقاذ تلك المظلومة
تنظر له بدون كلام تحاول أن تستقوي أمامه و الارتباك في نبرة صوتها طاغي علي قوتها:
– أنا.. أنا كان لأزم أروح و بعدين يعني أنتَ إيه اللي جابك ورايا
نظر لها بغضب لا بتشتت ممكن هل باستغراب نظرات لا توحي بشعور محدد ولكنه قال متسرعاً :
– وراكٍ إيه أنتٍ اتجننتي ولا إيه أنا كنت بتمشي بعد ما سمعت كلامك المجنون اللي قولتيه وبعدين شوفت سيادتك وأنتٍ دخله المزرعة دي قولت أشوف فيه أيه والحمد لله أنّ كُنت هُناك ولا محدش عارف كان هيحصل إيه
ليتك قولت أنك تتبعني ليتك قولت أنك تخاف علي يا الله لماذا أحببته لماذا هل يأخذ المرء من أسمة هل أحببتُ العاصي آه يا وجع قلبي هنا وقفة تقول له :
– مفيش حاجه هتحصل يا عز الدين أنا مش بحاجتك ولا بحاجة غيرك وشكراً علي اهتمامك رحلت هي كالسراب وهو ينظر إلي آثرها التي يختفي كلما إبتعدت ثم ظفرة بقوة هو الأن يريد أن يرحل من تلك الأرض التي شتت أفكره هو يريد الابتعاد إذا يريد الهروب
……………………..……………..
جلس في غرفة مُشتت الأمر خطير في لحظات مطالب أنه يتزوج من فتاة هو يعرفها من صغرها ولكن بعيدة كل البعد عنه أخته الغالية تطالبه وقد حكمة بحكم قاتل فهل يقبل ويكون زوج لفتاة لا يعرفها و هل هو أصلاً سيكون زوج صالح أم ينقلب الحال ويصبح صورة أخري لزوج أمها زوج أمها سيقل ذلك الرجل بالتأكيد كيف يضربها هكذا وضع يديه علي رأسه يحرك شعرة بتشتت وأغمض عينه وهو يضع وجهه بين كفيه سمع طرقات هو يعرفها جيداً فسمح للطارق بالدخول أنها الصغيرة جاءت إليه نظرت له ثم قالت :
– عاصي رجعت يا آدم
– نظر لها وابتسم : طيب يا حبيبتي روحي أنتٍ نامي
سارت باتجاه الباب لكي تخرج ولكنه عادت له بعد خطوتان تنظر لأخيها الذي أغمض عينه وتقول :
– هو أنا ممكن أقولك حاجه
– نظر لها و هتف أكيد
– جلست بجانبه و قالت : آدم إحنا سمعنا اللي عاصي قالته بجد يا آدم فداء شخصية كويسه يا ريت توافق فاكر لما قولت أنك هتتزوج اللي إحنا نختارها اه إحنا اخترنا فداء صدقني يا آدم فداء والله طيبه جداً و لو بتدور علي الحب الحقيقي اللي تسلم ليه مفاتيح قلبك تبقي فداء يا آدم هي الأنسب وكمان صدقني عاصي لو شيفه أن فداء شخصية مش كويسه عمرها ما كانت تختارها زوجه ليك أنت عشان أنت أغلي أنسان علي قلب عاصي مش تزعلها يا آدم عشان خطري
– نظر لها متعجباً متي كبرت الصغير وأصبحت تنصحه متي أصبحت تتكلم بذلك المنطق أخذ يفكر في كلمها ولم يشعر بها إلا وهي تقبله وتخرج وتترك لفكرة العنان
من أصعب الليالي التي مرت عليهم جميعاً تلك الليلة أصبحت فارقه في كل ما هو آت
……………………..……………
قطرات الندي الصباح في وسط الطبيعة مختلف رائحة الخبز أوراق التوت و صوت الماء ومازال موسم الحصاد و لون الأراضي وهذا الفصل يكون لون الأرض اما بني مائل للسواد أو أخضر بلون الخضرة أو أصفر كلون الذهب اخذت تعمل منذ الصباح علها تنسي كل شيء بالعمل استيقظت مبكراً و ارتدت ملابسها ثم أمنت الخالة حنان علي فداء و ذهبت إلي العمل وكالعادة اخذت تكلم العمال بعمل كل منهم ، وبعد وقت في العمل الجاد جلست لتستريح فوجدت ذلك الصغير الذي يجري باتجاهها ويصيح :
– خالة عاصي خالة عاصي
ابتسمت له و احتضنته و هي سعيدة به فهو يوسف الذي يخرجها دائمًا من حزنها
– حبيبي عامل إيه
– أنا كويس بس زعلان منك
– طيب ليه يا يوسف
– أنتٍ قولتٍ هتجيبي توت ليا و قولتٍ هتعملي ماتس لينا كلنا وهتبقي أنتٍ في فريقي
– ضحكة بشده لتلك اللغة الغريبة و : حاضر هجبلك توت والماتش آخر الأسبوع اتفقنا
– ماسي بس بردك يوسف زعلان إزاي تبيعي مطر للراجل اللي البنات بيقولوا علية موز
– نظرت له بعدم فهم ماذا يقصد : لا مطر مش أتباع ومين الراجل الموز ده
– لا أتباع عشان مطر معه عند الساحة و البنات اللي بيشغولوا بيقولوا علي الراجل موز وحلو اوي و يا رب يبص ليها
فهمة كلمة عز الدين بدا رحلةٌ مع مطر و الأمر قد إكتمل بهؤلاء الفتيات الغبيات نظرت للصبي و هتفت :
– يوسف يله روح أنت أكتب الواجب حالاً وأنا هبقي أجي أقعد معاك
– ماسي
وسارت باتجاه المكان الذي يتوجد بيه عزالدين الساحة المخصصة لترويض الأحصنة وعندما اقتربت منه اتسعت عينيها بشدة كان يقف في المنتصف يمسك بلجام الفرس الحر الذي يجري حوله و هو قام بفتح أزرار قميصه بالكامل الذي أظهرت عضلات صدرة البارزة ويرتدي سروال قصير أيضا ما هذا بحق الله !! ومطر مطر سعيد هتفت بغضب بالصبي كريم ليأتي مهرولاً فاستعمها عز الدين وضحك بشدة علي تلك الغاضبة التي تتشاجر مع الصبي وهو لا ذنب له لا ذنب له في أي شيءٍ
– أنا مش قولتلك مطر يفضل في الإسطبل بتاعه
– يا بشمهندسة كابتن عز هو اللي طلعة أنا .. أنا مليش ذنب
و الآخر يتكلم من بعيد و يتفوه بما يغضبها و :
كريم ملهوش ذنب يا عاصي أنا اللي خرجت مطر و بعدين أنتٍ عارفه إن محدش بيقولي لاء وأنا لازم لازم أقرب من مطر عشان التحدي وأنا بموت في التحدي.
– بالله عليكم لو اقتربت منه الأن وصفعته هل سيصيبها أذا والأكيد نعم فهي الأن وعلي بعد ربما عشرت او سبعة أمتار وتشعر بقلبها الغبي سيخرج الأن من بين ضلوعها فكيف لو اقتربت ما هذا عضلات سداسية هل هذا السمج ينقصه وسامة ولماذا يقف هكذا هل يتفاخر بذاته وتنظر له وهو ملاحظ لها من موقعة ويبتسم ببرود و تهتف في نفسها ( يخربيت حلوتك) و تضرب الأرض برجليها و تذهب بعيدا عنه
……………………..…………
و في منحل العسل كانت تتفقد الخلايا و هي ترتدي قناع وقفاز و ترتدي ملابس صالحة لهذا المكان ، و بعد وقت ليس بقليل شعرت أن هناك حركة ما خلف ظهرها فالتفتت ولكنها ولم يكن هناك أحد فاهتمت بالعمل مرة أخرة و لكنها تجدد لها الشعور فلتفتت مره أخره وهي الوحيدة بالمكان فشعرت بالخوف و :
– بسم الله الرحمن الرحيم استر يا رب هو إلي بشوفه بليل في أفلام الرعب هيطلع عليا ولا إيه يجعل كلمنا خفيف عليهم
و يتكرر الأمر مره واثنان وثلاثة ماذا والدموع تهتطل من عينها من الخوف و تقول :
– يا رب تحميني يا رب هما بيقولوا في الأفلام أشتاتاً أشتوت بسم الله الرحمن الرحيم
و ضحكات من خلفها بصوت عالي تسمرت مكانه و هي تبكي وتقول : أنت مين يا عم و عاوز إيه
و تعالت صوت الضحكات فلتفتت وكان هو البغيض ماجد نظرت له بغضب من خلف قناعها و
– أنت مجنون إيه اللي أنت بتعمله ده
– كان مازال يضحك عليها وهتف ، كنت بشوفك قلبك جامد ولا لاء بس يعني عليكٍ طلع قلبك قلب خساية وبعدين كنت عاوز أدوق العسل
– نظرت له بغيظ شديد هذا كان لزج هبط من السماء :
هو حضرتك جاي المنحل عشان تدوق العسل مش خايف من النحل وأنت لابس كده يعني ومن غير قناع
– لا أنا مبخفش من حاجه أنا ماجد مهران
– طيب يا أستاذ ماجد أتفضل دوق العسل
قامت بفتح أحد الخلايا لينتشر النحل بكثرة في كل مكان و خاصة علي جسد ماجد ووجهه وأخذ هو يصرخ :
– آه، إلحقيني يا بنت الهبله
– واصطنعت البراءة : حضرتك عيب تغلط في ماما و أنت قولت عاوز عسل يبقي تستحمل أرص النحل
و ذهبت من أمام وهو يقاوم حشرات النحل بشدة و هي تضحك علي زلك الازج وتردد بطريق كوميدية :
– سقوط سماوات علي رأس حضرتكم
……………………..……….
منذ الصباح يبحث عنها هنا وهناك وفي كل مكان يريد أن يرها لم يأتي إليه سلطان النوم تلك الليلة فكرة منشغل ولكن توصل إلي قرار يرضي الجميع وخاصه أخواته يبحث عنها وأخيراً وجدها بجانب سقية المياه التي تسقي الأرض تنظر إلي المياه الجارية ما خطبك يا حبيبة بماذا تفكرين وندها : عاصي
نظرت له بنظرة كأنها تلومه مره تغضب عاصي من آدم أول مرة تنام غاضبه منه وللمرة الأولي تنظر له هكذا
أرادت الهرب فلحق بها و أمسكها من يدها يجذبها لأحضانه وهي تبكي يا الله ما هذه الدموع التي أصبحت لا تفارقني وحين هدأت نظر لها وقال :
– أنا موافق بس عندي شرطين والاثنين مهمين
نظرت له ولا تستطيع أن تخفي فرحتها فابتسم هو علي تلك الباكية الضحكة في آن واحد :
– قول وأنا أشوف هوافق ولا لاء
– لاء، لازم توفقي ده اتفاق
– ماشي اشرط مع أن المفروض أنا اللي أشرط بحكم أن هبقي في مقام أبو العروسة
– وضحك بشدة عليها و هتف :
ماشي ، اسمع يا عمي
– عمي في عينك يا آدم أنا بهزر
– طيب إسمعي يختي لازم فداء توفق الأول علي الجواز و تقول قدامٍ كده أقصد تكتب قدامٍ كدة
– ماشي
– تاني حاجة تفهميها أن أنا يعني بصي يعني
– أخلص يا آدم مفيش وقت
– تفهميها أن أنا هعيش معها علي انها خطيبتي يعني هتقعد عنك في الأوضه لحد ما ترتاح ليا وأنا بردك ونقرب من بعض لو ربنا أراد و بعدها نتمم الزواج بس لو مرتحتش او أنا يا عاصي سعتها هطلقها وصدقيني أنا هحاول أقرب بكل الطرق وأنا بعمل كده علشان مظلمهاش معاية و علشان أنا بتقي ربنا فيكم يا حبيبتي واللي مرضهوش عليكم مش أرضه علي حد
نظرت له بفخر بحب بأسف يا الله كم تحبه هتفت وهي تبكي :
– آدم أنا أسفه
و عناقه لها كان جواب و الله حين يرضا عن عبد يعطي له الرضا بمن حوله ربه كم أنت كريم يا ربه
……………………..………….
– بقولك جاي مصر
– وده ليه أن شاء الله
– يا عم هقضي الاجازه عندك بجد وحشني جداً يا عز
– ابتسم مرحباً : ماشي يا عمرو تنور بس خلي بالك مش هترتاح هنا دا أنا بفكر أجيلك
– يا عم اه تغير بقي الواحد عاوز يجدد المود
– ماشي يا عمرو بس افتكر أن قولتلك بلاش
– ضحك بشدة ماشي هفتكر يله يا عم أقفل بقي أنا فلوس أبويا مش كتير
– مادي حقير
وهكذا انتهت المكالمة فعمرو السمري سيأتي إلي أرض الجهاد مرحا يا أصدقاء ويله من حظ يا فتيات أبن السمري ها هو آت
……………………..……..
ً- إيه اللي عمل فيك كده يا ماجد
هتفت سلمي متعجبة من منظر أخيها
– نحلة يا سلمي نحلة إلهي ربنا يخدها
– طيب وأنت إيه اللي وداك عن النحل
– كنت… كنت اه عاوز اكل عسل يا سلمي المهم معندكيش اي كريم مرهم اي حاجه تطفي النار اللي في جسمي دي
– مش عارفه تعاله أشوف بس تصدك شكلك كيوت خالص وأنت محمر كده
و ضحكة وهو يحاول أن يكتم غيظه بأعجوبة و يتوعد لتلك البلهاء الأخر
……………………..

اجتماع مغلق في غرفة عاصي بين عاصي وفداء وآدم وهند والخالة حنان يترقبون النتيجة و لأسف لا يوجد صوت في الأرجاء وفي الداخل كان رفض فداء يحسم الأمر : لا لا لا
وعاصي تتحدث بحنان وحب :
– بتقولي لاء عشان حسه أنك بتظلميه معاكي بس أنا بقولك لاء يا فداء أنتٍ هتكوني لآدم زوجة كما يجب أن يكون وأنا متأكدة من ده فداء حبيبتي مفيش وقت للرفض وبعدين أنتٍ تفضلوا مخطوبين لفترة لحد ما تحسي بالقبول بس صدقيني آدم محتاجك زي ما أنتٍ محتاجه ليه وبعدين تعالي هنا كفاية أنك تبقي معايه وهتنامي علي سريري
ودقائق طال فيها الصمت و عاصي تترقب وخَطَ القلم كلمة : ماما
– مامتك موفقه يا فداء أنا كلمتها
و ابتسامة منها وإعلان و هتاف وصيحات وبعد ما يقرب من ثلاث سعات كانت فداء تجلس بجانب عمها الأكبر و المأذون في المنتصف وبجانبه آدم وأخوته الخالة حنان وعائشة وصوت يقول بارك الله لكما وبارك عليكم وجمع بينكم بالمودة والرحمة و مباركات من الجميع وفرحة تقدم آدم من عاصي و مسح دموعها و :
– إيه حكاية الدموع معاكي خلصت علبة المنديل
وابتسامة منها : مبروك يا حبيبي ألف مبروك
– الله يبارك فيكي يا روحي يا رب عقبالك
و سكوت منها ونظرت قلق منه فهمتها و
– مالك يا آدم
– عاصي جدك مش عارف هيتقبل الموضوع ولا إيه إحنا غلطتنا لما عملنا كده من وراءه
متخفش يا آدم سيب جدك عليا وعمو كامل في الطريق وأنا معرفه كل حاجه وهيقف معانه
بارك آدم لفداء التي كانت في قمة خجلها و بعد انتهاء كل شيءٍ رجع آدم بهم إلي المزرعة و لكن العائلة بعدما كانوا ثلاثة أصبحوا الآن أربع فآدم أصبح له زوجة و لكن حين دلفوا إلي القصر كانت المفاجأة.

error: