أحببتُ العاصيِ الفصل التاسع

أحببتُ العاصيِ الفصل التاسع

اسم القصة : أحببتُ العاصيِ
بقلمي : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقه : 9

أماني وأحلام عندما تتحقق لا نصدقها يتوقف الزمن في تلك اللحظة هل للمستحيل ان يتحقق ربما لا ندري هل تلك هي السعادة هل ستدوم هناك فقط حقيقة معلومة المستقبل لنا مبهم لا يعرفه سوآ الله

الجو مشمس جداً شديد الحرارة والضيق بدأ يتسلل إليهم و الغضب قد رسم علي معالم ماجد أما عز الدين فأخذ ينظر حوله لعله يري في الطريق في الطبيعة في الريف تُخلي الحقول من الفلاحين والمارة في ساعات القيلولة أما سلمي فلقد استسلمت إلي النوم علي مقعدها نظر عز الدين إلي أخية ثم حمل حقيبة كتفه و خرج من السيارة فنظر له ماجد باهتمام و :
– أنت رايح فين يا عز الدين
– هعمل جوله كده لحد ما حد يجي ويمكن أقابل حد أخليه يروح لجدك عشان يبعت عربية مش هنفضل هنا طول اليوم
– ط… طيب مش ممكن تتوه
– ليه يعني هو أنا عيل صغير قدامك ما تخفيش عليا
نظر له ماجد متفهماً ثم رحل عز الدين من أمامه بينما ظفر ماجد بحنق وأخذ يتمتم بكلمات غير مفهومه
……………………..
في الوقت ذاته استدعت عاصي كريم ذلك الصبي الذي يعمل مع أختها وأمرته أن يأخذ عربه حديدية مصنوعة لنقل طعام الماشية ويجرها حمار اي ( عربيه كارّوا) ويذهب بها إلي ماجد باشا لكي يصحبه إلي المزعة ولكنها همست له بشيءٍ ما فابتسم الصبي وذهب لكي ينفذ ما طلبته منه أما هي فذهب لكي تختلي بنفسها وشعرت أنها بحاجه لإحتفال فذهبت إلي شجرة بعيدة عن المزرعة كانت شجرة توت تحب عاصي تلك الشجرة وصنع لها آدم أرجوحة تحتها ولكنها وجدت هناك أحب الناس إلي قلبها كان ذلك الفتي الصغير كان يقف بقَامتُه القصيرة ويمسك في يده عصا طويلة وأخذ يقفز بها لعله يوصل إلي ثمار التوت لكي تقع ويقوم بجمعها والتهامها نظرت له وابتسمت ثم ذهبت إليه ووقفت خلفة و :
– مش أنا قولت كده غلط يا يوسف قبل كده
تفاجأه الصبي بشدة ونظر لها واخد يتكلم بارتباك :
– أبلة عاصي والله أنا…أصل الصراحة
– لا أصل ولا فصل أنا قولت كده غلط قبل كدة
– معلس بقي كان نفسي في التوت ومس بعرف أطلع السجر عسان لسه مس طويل
-ابتسمت لذلك الصبي وطريقة نطقه للكلام ثم تكلمت بجدبة :
– يعني تأكل من علي الأرض وتتعب وتروح للدكتور ينفع
نظر لها ببراءة وصمت لقليل ثم قال :
– لامس عايز خلاص دي عمو الدكتور بيدي عسل مرّ مس هاكل توت خلاص
– شاطر يا يوسف بس كول توت عادي بس مش من علي الأرض روح هات حاجه و أنا أجبلك توت كتير يله أجري
– بجد طيب هروح و هاجي علي طول أستنيني بقي
– طيب يله
نظرت إلي ذلك الصغير وهو يجري ناحية المزرعة بخطوات سريعه فارحة ثم نظرت إلي الشجرة ثم بحركة سريعة صعدت وجلست عليها بجانب العصافير والطيور حركاتها توحي بأنها خبيره بالأمر معتاده علي ممارسته جلست وأخذت تنظر إلي الطبيعية الساحرة فسبحان المسخر و سبحان الخالق لهذا الكون وها هي العاصي بعادتها تفكر في رفيقتها حتي في وقت أرادت فيه الراحه ولكن موضوع فداء الآن أصبح شغلها الشاغل
……………………....
كان يبحث عنها ومعه أخته الصغري البعض يقول كانت هنا والبعض يقول هناك و عندما يذهب إلي هناك يقولون رحلت فأين سيجدها الآن نظرت هند إلي أخيها بضيق وبنفاذ صبر قالت :
– يا بني يا حبيبي عاصي إيه اللي هتلقيها حالاً في متاهة علي بابا دي
– يعني إيه إبرة في كوم قش
-فقالت بمزح : لا عاصي في مزرعة مصطفي مهران
نظر لها بسخط و :
– يا بنت ارحميني شويا دا أنتِ صداع أقسم بالله وخلينا نشوف أختك اللي هتموت نفسها من الشغل دي
نظرت له و قالت بأسف مصطنع :
– كده يا دومي وبتقولها في وشي ما أه عاصي حبيبة القلب وأنا صداع الدماغ
أنها طفلة اعتادت علي ذلك الأسلوب طفلة تغار من عاصي وتغار لأجل عاصي نظر لها بحنان هو يعلم أنها تتصنع ولكنه يحب تصنعها يحب تدليلها يحب طفلته وبشدة :
– خلاص يا نودي ما تزعليش حقك عليا بس بجد أنا قلقان علي عاصي، أنتِ عارفه أنها بتعب نفسها وممكن تكون تعبانة و بلاش تقولٍ كده فعشان كده قلقان
نظرت له بخوف و جدية ثم هتفت باضطراب :
– طيب تعاله نشوف عائشة يمكن شفتها ، أو فداء هما دول اللي عرفين مكانها
وأسرعت هي بالسير أمامه تريد أن تجدها والأن فهي بدأت أن تشعر بالخوف علي أختها وتريد أن تطمئن قلبها
……………………..………….
عين دامعه و معالم ليس لها حول ولا قوة في وفي المقابل نظرات صلبه لا تعرف رحمة ولا استعطاف قلبها ينشق علي ابنتها وجملها ينفطر علي شبابها ستتزوج من رجل أكبر من عمر أبويها آه يا بنتي ما في يدي لأقدمه قرباناً ليرجعوا عن تلك الزيجة نظرت إلي زوجها الجالس يدخن بشراسة فهتفت بنبرة مرتبكة :
– مختار
– عوزه إيه السعادى
– كنت عوزه اقولك يعني ك كنت
– أها مش هنخلص أنهارده وشكلك عوزه تخربي الدماغ اللي عملها ما أنتٍ صداع ، فا بقولك آه لتخلصي لتسكتي مش ناقص أنا
– دمعة عينها وهي تقول بالله عليك يا مختار بلاش فداء تتجوز سعيد غالب ده وليك عليا مش أخليها تقعد هنا هبعتها لأهل أبوها بس بلاش الرجل ده
أشعة الغضب التي تخرج من عينيه كفيله لترهيب أي شخص أسرع نحوها ودفعها فسقطت أمامه ثم أنحني و أمسكها من شعرها وأخذ يصربها علي وجهه بقوة فأخذت تهتف وتصرخ وهو بلا رحمة يضربها بشدة و يهتف بصوت غاضب :
– إياكِ أسمع منك الكلام ده تأني أنتِ فهمه أنا استحملت قرفك وقرفها ولازم أخد حقي وسعيد غالب هو اللي ها يعوضني عن كل ده
كانت تبكي بشدة هي الآن نادمة علي زواجها من ذلك الرجل تزوجه من أجل أبنتها وها هي ابنتها ستضيع من أجل طمع زوجها فلكي الله يا ابنتي لكي الله
……………………..………
تلك الأرض الخضراء والطبيعة الساخرة تبارك الله نظر إلي الأرض الفسيحة من حوله ثم نظر إلي السماء فالشمس محرقة فدقق النظر علي ما حوله فوجد شجرة كبيرة وتحتها أرجوحة و أسرع ليها لكي يقف تحت ظلها ليحتمي من أشعة في الوقت ذاته كانت عاصي جالسة علي الشجرة تأكل ثمار التوت بنهم حين لمحت أحد أعشاش العصافير كان سيسقط من علي الغصن ويوجد بداخله طيور صغيرة فأسرعت بمد يدها إلي هذا العش لكي تعدل من وضعه ولكن دائماً يحدث ما لم نتوقعه أختل توازنها بعد أن قامت بحركة خاطئة وقعت من علي الشجرة ولكن لوقعتها آثر أخري
…………………..
نظر ماجد إلي العربة ثم نظر إلي الصبي الذي يقف أمامه ويبتسم له وكأنه يمازحه ولا يعرف ما بداخلة من غضب أي سخريه لاذعة تلك يسخرون منه فرحة سلمي جداً بهذه العربة فهي ولأول مرة في حياتها تركب مثل هذا الشيء من قبل فأسرعه إلي العربة وبمساعدة الصبي ركبت علي العربة وهتفت بسعادة :
– يله يا ماجد دي جميلة أوي
نظر لها ثم نظر إلي الصبي الذي مازال يبتسم وكيف لا وهو يري رب عمله في هذا الوضع المُشين وهي هي السبب تسخر منه وسيدفعها ثمن هذا غالياً و لم يبقي أمامه إلا هذا الحل أن يركب تلك العربة لانه قرب إن يأخذ ضربة شمسية إذا ظل هنا في هذا المكان
………………..
أخذت عائشة تعمل بجد مع العمال كي تنجز العمل بسرعة حتي لا تغضب عاصي نظرت عائشة علي الطريق فوجدت ماجد هو وأخته يركبان العربة الخاصة بنقل غذاء الماشية فابتسمت بشدة فها هو المغرور يركب عربة عادية ليست كسيارته الفخمة لا بل هي عربة بسيطة تساعد في حمل الأحمال أخرجت هاتفها من جيبها ثم و قامت بتصوير عددت لقطات إلي ماجد وهو يركب بجانب العامل كان منظرة مضحك وبشدة فهو يرتدي حُلَّة رسمية ويسوق كارّوا وتخليه يضع لافتة مكتوب عليها ( النبي بكرة تبقي همر) وضحكة بشدة وهي تتوعد أن تضع تلك الصورة علي صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بماجد بعد ان تعرضها عل عاصي وهند وفداء ليشاهده الحلو بعد أن تبهدله الأيام :
– واخيراً مسكنا عليك حاجة يا ماجد باشا يعيني عليك بجد هتنبهر
……………………

كانت تجلس تتابع حسابات المزرعة تلك الأيام يتكاثر العمل علي الجميع وهي بطبيعة عملها يكثر عليها العمل كثير في عاصي لا تريد أن تعين أحد في قسم الحسابات إلا هي لأنها لا تستأمن أحد خاصة في هذا المكان ، وطبيعة فداء إذا أرادت أن تبعد بعيد عن هذا العالم فقط عليها أن تحسب بعض الحسابات فتنفصل عن العالم ككل وتظل مع عملها وفقط فمن مثل فداء بصفة عامة لهم صفات علي الجميع أن يعلمها درجة تركيزهم في عملهم تكون كبيرة جداً ودائما ينجحون في تنقيذ تلك الأعمال، بينما طلت هند وآدم يبحثان عن أختهم فرأت هند أن تذهب إلي مكتب فداء لكي تسالها هل رأت عاصي فذهبت هي وآدم إلي مكتب فداء وعندما وصلوا إلي هناك أخد هند تطرق الباب عددت مرات ولكن لا مجيب فطرقته مره آخري ولم يجيب أحد فنظر آدم إلي هند بعدم فهم :
– يمكن مش في المكتب يا هند
– لا هنا بدام الإقفال مش محطوطة يبقي جوه بس تلقيها بتشتغل
– رفع آدم حاجبة : بتشتغل ومش سمعه كل ده دا لو ميت كان صحي وبعدين أنتم مش بتقولوا إنها يعني مش بتكلم ممكن مش بتسمع بردك
– يا آدم أنت مش فاهم هي بتبقي مركزة في شغلها جداً وبعدين فداء بتسمع فداء بتسمع بس مش بتكلم
– آه ،طيب هنفضل وقفين كده ولا إيه
استمعت إلي همهمات تأتي من خلف الباب ونظرت إلي الباب واتجهت إليه لتري من المتكلم ثم قامت بفتحة و علي وجهها ابتسامة مشرقة تخطف الأنظار لها كانت أشعة الشمس متسلطة علي مدخل الباب فأغمضت عينها لأنها لا تستطيع أن تري وانعكاس الضوء مسلط عليها هكذا نظر آدم لها ووقف علي رأسه الطير من شدة بساطة تلك الفتاة و عذوبة تلك الابتسامة التي يرها نظرت هند إلي فداء التي فتحت أعينها بصعوبة فابتسمت هند لها و :
– أزيك يا فداء عملة إيه
أخرجة من جيبها مفكرتها و كتبت :
– كويسة يا نودي أنتٍ عمله إيه
– أنا الحمد لله ، مشفتيش عاصي
كتبت فداء : شفتها من شويا كانت عند حوض القمح
– ابتسمت هند لها وهي تقول : ما إحنا مش لقينها هناك
– كتبت فداء : ممكن تكون عن الجد مصطفي
– طيب أروح أشفها، ثم نظرت إلي أخيها الذي ينظر إلي فداء وكأنه أول مرة يرها فنظرت له وهتفت، يله يا آدم نشوف أختك ظل واقفاً ولا يتكلم حين نظرت فداء إلي هند بعدم فهم فنظرت لها هند بإحراج وقالت :
– معلش أصلة لما بيبقي قلقان علي أخته بيتنح يله يا آدم
فالق من شروده فتنحنح ونظر إلي أخته التي مسكت يده تسحبه بعيداً وللبراءة سحر يا سادة ولفداء سحراً أخر لا تستطيع معرفته فقط تحبها وتحب أن تنظر لها فلم يستمع إلي كلام أخته وهو يفكر في تلك الفتاة التي أخذ الله منها صوته وأعطاه لها في الهالة التي تتجمع حولها لتستطيع أن تسحر من أمامها
……………..
بمجرد وصولة لتلك الشجرة استمع إلي صرخة قوية وفتاة تقاوم السقوط إلي أسفل ولكن لم تستطيع فتعلق حاجبها بين الأغصان وسقطت هي وسقط معها تلك السلاسل الطويلة إلي أسفل فألقي هو الحقيبة التي كان يحملها علي الأرض وأسرع ليكي ينقذها قبل السقوط علي الأرض وبالطبع سقطت في أحضانه وشعرها الطويل منسوج كسلاسل حرير يغطي وجهها و استكانة و صمت خيم علي الأرجاء وأنفاسها المتسارعة هي المُستمعة و لحظة فاصلة حين رفعة يدها لتعدل خصلات شعرها لتري من منقذها فلابد أنه آدمها دائما يأتي في تلك الأوقات ليصبح لها درع واقي من الصدمات ولكن عندما فتحت أهدابها وصدمة لا تستطيع تصديقها و لقد توقف الزمان …. ……..!!

error: