أحببته في جامعتي

نوفيلا احببته في جامعتي

الفصل التاسع


قاموا بإجراء مراسم العرس

ظلت جميله تتقدم الي الامام و بجانبها والدها

و كان العريس واقفا في الامام التفت العريس الي جميله، تحولت ملامح جميله السعيده الي المنذهله و المفاجئه، كيف، كيف رضي ناصر ان يزوج ابنته الي ذلك المعتوه، الي ذلك الذي قام بابتزازهم، انه علي، كيف.

جرفت دمعه من عين جميله، لا تستطيع ان تصدق كيف والدها قبل بذلك، ولكن استعادت نفسها من شرودها و حدثت نفسها قائله:

  • خلاص يا هاني، انا مش هبقي ملكگ، انت السبب، لو كنت رديت عليا، و قولتلي انت فين مكنش حصل كده

و قد افاقها من شرودها صوت علي

  • مالك يا جميله بتفكري في ايه

_وانت مالك

اجابته بنبرة غاضبه

قام ناصر بتهدئه الوضع و ثم همس في اذن جميله

  • جميله، انا عرفت ان هاني هرب، مش عايز يتزوجك، و كمان عرفت من مصادري ان علي بيحبك

اجابته جميله بنفس الهمس

  • وانا مش بحبه، انا بحب هاني يا بابا

  • وانا بقولك ان هاني هرب

  • يمكن يا بابا حصله ظرف طارئ

  • لأ، انا عرفت انه سافر البلد مع جليله

انذهلت جميله من تلك الجمله، و لكنها اوقفت والدها في اكمال حديثه قائله

  • خلاص يا بابا، هتجوز علي، يمكن ربنا اختارني ليه

 

 

 

 

  • مش انا قولتلك يا هاني هتحصل مصيبه

_ما انا مكنتش عارف انه هيحصل كده

  • اكيد دلوقتي اتفضحت جميله بسببنا، انت السبب، انا قولتلك متخطبهاش

_جليله احنا قولنا ايه

 

 

*********بعد مرور ساعه علي الفرح *****

 

بعدما قاموا بالرقص، جاء المأذون و قام بوضع منديل علي يدي علي و ناصر ثم قال المأذون بقول مراسم الزواج و كتب الكتاب

 

انتهي المأذون من القول ،ثم اضاف

_ممكن يا انسه توقعي هنا

قامت جميله بالتوقيع ،ثم اعاد حديثه مرة اخري و لكنه كان موجهه الي علي قائلا

_وقع هنا انت كمان

و قام علي بالمثل ،و انتفض الشيخ من مقعده ثم اضاف

_مبروك ليكم

ثم ذهب

و عادت صوت الافراح مرة اخري و دوي صوت الزغاريط ارجاء القاعه ،و كان الجميع سعيدا حتي علي كان ممتلئ بالبهجه و السرور ،انما التي جالسه علي كرسي العروس حزينه و متقطعه، فقدت قلبها، هجرها، هل ذلك ثمن حبها له، لا.

 

 

************بعد مرور ساعتين من الاحتفال ******

 

دخل كلا من العروسين البيت

اخذ يجول بصري جميله الي كل ركن و اخذت تتعجب من كل شئ، ظلت تتمشي بالبيت حتي اقتربت من غرفه عجيبه، لا تشبه الغرف الاخري، أمسكت بمقبض الباب و جائت تتدخل و لكن فضولها منعها، قررت ستراها فيما بعد

انما علي العاشق، ظل يتأمل وجه جميله، و برائتها، اصبح الان هو زوجها، يكاد لا يصدق شئ

ثم قاطع شروده صوتها الناعم قائله

_انت هتنام في الاوضه دي و انا هنام في الاوضه دي

أومأ علي رأسه، لأنه يعلم انه لن يكون سهلا مع جميله ان تقبل به

 

دخل كلا الزوجين الغرفتين

قام علي بإبدال ملابس الفرح بملابس البيت و ثم نام علي السرير. و اخذ يسرح بجمال جميله و رقتها و كان سعيد، و في نفس الوقت قلبه مكسور لما ؟، هل بسبب كرهه جميله له؟ ، ام بسبب كسره لفرحة جميله بأن تتزوج هاني؟ .

لا يعلم و لكن بداخله توجد نقطه امل، و سوف يجد حل لذلك الاختيار الصعب!

 

 

قامت جميله بإبدال ملابسها الي ملابس البيت التي موجوده بالدولاب

و أخذت تتذكر اليوم من اوله و هي تنتحب

ظلت تتنهد كثيرا للتتذكر عالمها القديم الذي تركته مؤخرا

 

 

  • ايه يا بابا مالك في ايه

_مفيش يا بنتي، العريس جيه

  • بجد، جيه هاني يا بابا

_…….

  • بابا هو العريس جيه

مثل ناصر بأنه وقع علي الارض قامت جميلة سرعه اليه قائله

  • مالك يا بابا، عندك حاجه

_لأ يا بنتي ،بس المعازيم شغاله بتسأل عليكي

  • لأ انا مش هتحرك من هنا الا لما تقوم معايا

_ماشي يا بنتي

 

 

و أخذت تتنهد مرة اخري تتذكر كيف زوجها اباها بذلك عديم القلب و الاحساس

 

  • اتفضلي يا بنتي عريسك

ثم ادار وجهه علي و نظر لها بإبتسامه و ثم أخذها و جلسوا بالكوشه

ظلت يدا جميله ترتجف، نعم، انها لأول مرة تكن خائفه، انها لن تتقبل ان يكون عريسها علي، لا هذا مستحيل، الجميع يكذبون عليها، علي ليس زوجها انما هاني هو زوجها

 

ظل ينظر علي ليدي جميله الراجفه، تقطع فؤاده بسبب خوف جميله منه

ثم و بدون اي تفكير وضع يديه علي يد جميله الراجفه

رفعت يديها بسرعه البرق جميله و نظرت اليه نظرة تحذير

 

 

 

بينما تتذكر جميله عالمها الاليم و غطت بالنوم، أخذ علي شارد فيما حدث في الفرح ظل يتذكر كلام ناصر له

 

  • استاذ علي، انا عمري في حياتي عملت كده، بس اضطريت اعمل كده عشان مفضحش بنتي، اختارتك انت عشان حاجتين، الحاجه الاولي و الاهم هي عشان بنتي متتفضحش، الحاجه التانيه هو الدين اللي علي بنتي صفيه كده سددته، الفلوس اللي اخدتها صفيه منك اعتبروا مهر جميله

وقف علي مبهورا مما فعله ناصر و لكنه قال

  • وانا موافق حمايا، مبروك ليا

تنهد ناصر بحزن ثم قال

  • حط جميله بين عينيك يا علي، انا مش بقايلها

اجاب علي في نفسه

  • دي في قلبي ….و لكن هم علي بالقول له

  • حاضر يا حمايا

 

بعدما تذكر ذلك علي أحس بالفرح قليلا ثم غطا بالنوم

 

 

 

يستيقظ العروسين علي خبر تعيس و هو

وفاه ناصر

عندما علمت جميله بوفاه والدها أخذت تنتحب كثيرا، ظلت تبكي، لا تستطيع منع سيل جفونها، كيف تمنعها ذلك والدها، ظلت تبكي لدرجه أغمي عليها

قام علي بأخذ جميله الي المشفي

مرت ساعات احتي استفاقت جميله، ثم هبت من السرير متسائله

  • انا فين، هو انا في حلم

ثم تذكرت اباها ثم اضافت

  • هو فين بابا عايزة اشوف

ربطت علي ظهرها صفيه قائله

  • بابا فوق يا جميله، بابا فوق

عادت جميله للبكاء مرة اخري، ظلت تنتحب كثيرا ظلت تردد

  • بابا، لا انت اكيد مامتش، لا انت اكيد مش هتسبني زي ماما، لا يا بابا انت بتكدب عليا، اه صح انت بتكدب عليا. زي ما كدبت في جوازي دلوقتي بتكدب انك موت، لا انا مش مصدقه

 

جاء اتصال في ذلك الوقت الي علي

  • الو

  • استاذ المدافن اتحجزت و نقلنا المتوفي للمستشفي عشان تغسله

  • تمام مهمتك خلصت ابقي خد الفلوس من مصطفي

 

رجع علي الي غرفه جميله بالمشفي ،صمت قليلا، ثم قال

  • يلا يا جميله هندفن والدك و انتي يا صفيه سانديها

ساندت صفيه جميله و قامت جميله بإرتداء ملابس سوداء

 

ذهبوا الي مسجد بجانب المستشفي الذي غسل بها والدها و قاموا بإداء صلاه المتوفي مع صلاه الظهر

ظلت جميله تبكي اثناء الصلاه

 

بعد انتهاء الصلاه قام علي و مصطفي و علاء و بعض اصدقاء ناصر بحمل الكفن و ظلوا يرددوا

  • اشهد ان لا اله الا الله، سيدنا محمد رسول الله

 

بعد مرور ساعات من اجراء مراسم الموتي ذهبت جميله مع صفيه و علي الي مسجد لإقامه العزاء

جلست جميله و صفيه معا في مكان مخصص للنساء و جلس علي و مصطفي في مكان مخصص للرجال

 

ظلت جميله تنتحب و تتذكر طفولتها مع والديها

 

  • ماما. انا عايزة اللعبه دي

_لا يا حبيبتي بابا هيجيب لعبه غيرها خلاص

ثم قامت بغمز ناصر قائله

  • مش صح يا ناصر

_ايوة صح انا قولت اني هجيب لعبه

قامت جميلة بإحتضانهما و قالت بصوت طفولي

  • بحبكم يا احلي عيله

ثم قامت بإحتضان اختها التي كانت تبلغ اربعه اعوام فقط

 

 

عادت جميله اليها تلك الذكريات، كم تتمني ان ترجع مرة اخري فقط لتقوم بإحتضان والديها، مرة فقط لتحضتنهم

 

بينما صفيه التي لم تعش ذكريات كافيه مع والديها لم تنل ذكريات رائعه مثلما حصلت عليها جميله

ماتت والدتها و هي بسن الخامسه ،و ها الان مات والدها و هي بسن الثامنه عشر، انها طفله حتي الان، لم تكن لديها طفوله، بل عاشت ايامها باللون الاسود، ام ماتت، ثم فلان ثم فلان ثم فلان و ها الان والدها، لم تتهنئ بيوم واحد فقط تعيش سعيده

 

ذهبت صفيه مع جميله الي بيت علي و كانا مرهقتين بسبب الدموت الذي انزفوا من اجفانهم

غطا كلا من صفيه و جميله في النوم، ولكن غطت صفيه النوم في غرفه جميله، بينما ذهبت جميله بالنوم في غرفه علي بدون ان تلاحظ ان تلك غرفته ….

يتبع

error: