بحث و نبذة عن حياة الشاعر أحمد شوقي
1 من هو أحمد شوقي ؟
2 أحمد شوقي ورحلة العودة
3 أحمد شوقي ورحلة المنفى
4 لماذا سمي أحمد شوقي بأمير الشعراء ؟
5 مؤلفات أحمد شوقي
6 خصائص شعر أحمد شوقي
7 شعر أحمد شوقي عن الوطن
8 الشعر التمثيلي عند أحمد شوقي
9 الشعر القصصي لأحمد شوقي
10 قالوا عن أحمد شوقي
11 من أشعار أحمد شوقي
12 وفاة الشاعر أحمد شوقي
من هو أحمد شوقي ؟
ولد أحمد شوقي بالقاهرة سنة 1868 من أسرة امتزجت عناصرها من الكرد والترك والشركس واليونان ، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمسقط رأسه ، واستمر حتى نال إجازته في الحقوق والترجمة .
نال عطف حاكم مصر الخديوي توفيق ، فعينه موظفا في قصره لمدة عام ، ليرسله بعدها إلى فرنسا حيث تضلع في اللغة الفرنسية ، وتقوى في الدراسات القانونية والأدبية ، الشيء الذي مكّنه من ترجمة عدة قصص وأعمال أدبية فرنسية ، وألف أول مسرحية له وهي : ( ماهي دولة المماليك ) .
أحمد شوقي ورحلة العودة
تزامنت عودة شاعرنا أحمد شوقي مع وفاة الخديوي توفيق ، تاركا الإمارة لابنه الخديوي عباس ، فقربه إليه وتوطت صداقتهما ، فأصبح شاعر القصر بامتياز ، ينظم الشعر باسمه ، وينوه بسياسته ، الشيء الذي خلق له بعد المشاكل والتوترات مع القوى الوطنية ، التي كانت ترفض مهادنة الانكليز ، وتطالب بتحقيق الجلاء والاستقلال .
أحمد شوقي ورحلة المنفى
مع نشوب الحرب العالمية الأولى سنة 1914 ، تغيرت خارطة العالم وموازين القوى ، ومن مخلفات ذلك نظام الحماية الاستعماري ، والذي طال مصر في نفس السنة ، فأقال الإنكليز الخديوي عن الحكم ، وتولى السلطان حسين كامل زمامه ، الشيء الذي لم يتقبله أمير الشعراء ، فعبر عن سخطه ومعارضته للإنكليز ، فتم نفيه إلى الأندلس .
لماذا سمي أحمد شوقي بأمير الشعراء ؟
عاد أحمد شوقي إلى وطنه بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها ، لكنه عاد هذه المرة ليقف بجانب الشعب يتغنى بآماله ، ويعبر عن همومه وآلامه .
ويبدوا أن رحلة المنفى قد شكلت تغيرا كبيرا وفارقا في حياة وشخصية الشاعر ، وفي ذلك يقول الأديب والمفكر أنور الجندي : لست أدري هل كان سيصل شوقي إلى ذروة الكمال الفني لو لم يتح له أن ينفى ويقضي في الأندلس خمس سنوات ثم يعود خلقا جديدا وقد بعد عن القصر أو كاد …والحق أن نفي شوقي هو أخطر حادث في تاريخ حياته كله . أثر في مجرى أدبه وفنه وشخصيته جميعا .
في عام 1927 بايعه شعراء الأقطار العربية كلها بإمارة الشعر في حفل كبير أقيم بدار الأوبرا في القاهرة ، حيث وقف شاعر النيل حافظ إبراهيم ليقول :
أمير القوافي قد أتيت مبايعا * وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
مؤلفات أحمد شوقي
– ديوان ضخم يعرف بالشوقيات ، وقد تنوعت أغراضه بين السياسة والاجتماع ، والوصف والرثاء ، والشعر التعليمي .
خصائص شعر أحمد شوقي
العرق المتنوع الذي شكل شخصية شوقي ، جعل منه شاعرا حساسا عطوفا ، انفعاليا ، متأملا ..صفات قلما تميز بها شاعر آخر ..وبالتالي شكلت هذه الخلطة العجيبة ميلاد شاعر سطر اسمه بقوة ، فصار علما في تاريخ الأدب العربي .
ولقد عرف شعر شوقي مراحل وتحولات تزامنا مع الأحداث التي طبعت المرحلة ، فهو شاعر البلاط الذي سخر شعره لمدح القصر وحاكمه الخديوي ، بل يعترف بذلك ويقول :
شاعر العزيز وما * بالقليل ذا اللقب
لكن بعد أن هاجر إلى فرنسا ، تغيرت رؤيته الضيقة تماما ، واكتشف أنه كان محصورا في زاوية قيدت شعره ومواهبه بشكل لم يتخيله إطلاقا ، فقد انفتح على عوالم من التجديد والفن والإبداع ، صقلت تجربته ، وكوّنت شخصيته الشعرية .
أما رحلة المنفى فكما سبق وذكرنا ، فهي الفارق الذي بعث روح الوطنية والدين والقومية في وجدان أمير الشعراء ، فعاد بفكر جديد ، وعقلية أجدد ، عنوانها حب الوطن والشعب .
شعر أحمد شوقي عن الوطن
كان أحمد شوقي مسالما بطبعه ، يميل إلى الهدنة وضبط النفس ، وبالرغم من مواقفه في موالاة الأتراك ( لاعتبارهم مركز الخلافة الإسلامية ) ، ومهادنة الإنكليز إبان خدمته في قصر الخديوي ، إلا أنه لا يشكك أي شخص في وطنيته وحبه لمصر ، والذي تجلى في عدة مناسبات ، منها :
– قصيدة طويلة ألقاها بإحدى المؤتمرات الدولية بجنيف ، يعرض فيها أمجاد الحضارة المصرية ، وتأثيرها على تراث الإنسانية ، ويقول فيها :
همت الفلك واحتواها الماء * وحداها بمن تقل الرجاء
لجة عند لجة عند أخرى * كهضاب ماجت بها البيداء
قل لبان بنى فشاد فغالى * لم يجز مصر في الزمان بناء
– أما مرحلة المنفى ، فقد أبان الشاعر على حقيقة حبه لوطنه واشتياقه له ، ونعرض في هذا الإطار نونيته الشهيرة :
يا نائح الطلح أشباه عوادينا * نشجى لواديك ، أم نأسى لوادينا
– وسينيته التي مطلعها :
اختلاف النهار والليل ينسي * فاذكرا لي الصبا وأيام أنسي
وسلا مصر هل سلا القلب عنها * أو أسا جرحه الزمان المؤسي
وطني لو شغلت بالخلد عنه * نازعتني إليه في الخلد نفسي
الشعر التمثيلي عند أحمد شوقي
أحب الشاعر أحمد شوقي فن المسرح طوال حياته ، هذا الحب أذكته مرحلة تواجده بفرنسا ، وتأثره بالأدب الفرنسي ، فحاول أن يحاكي ذلك في مؤلفاته وقصصه المترجمة ، وقد كان يتردد كثيرا على المسارح ، ودائم الإشادة بالملحمات المسرحية الخالدة التي يفتخر بها الفرنسيون ، وتشكل ارتباطا وثيقا بتاريخهم القديم .
فسار أحمد شوقي على نفس المنوال ، فجعل من تاريخه القومي ( المصري – العربي ) ، مرآة لمسرحياته الشعرية ، وكانت أولى تجاربه مع مسرحية ( ما هي دولة المماليك ) ، أو ( علي بك الكبير ) ، حيث صور فيها تاريخ مصر ، وفترة الظلم والغدر التي طبعتها في فترة حكم المماليك .
هذا الشغف الكبير بفن المسرح ، جعل أحمد شوقي يفكر في خلق فن تمثيلي درامي جديد في الأدب العربي ، فتوالت مسرحياته تباعا ، مسرحية كليوباتره ، ثم أتبعها بمسرحيات : مجنون ليلى ، و عنترة ، و قمبيز .
وكانت له بصمة في فن الكوميديا ، فكتب كوميديا ( الست هدى ) شعرا ، وذلك بلغة شعبية محلية . على أن الطابع الغنائي الأخلاقي كان غالبا على الطابع الدرامي في مسرحياته ، إذ كان يلجأ إلى توزيع أبيات قصائده على مشاهد مسرحياته ، ويهمل أي حوار .
وهذا ما أكده الدكتور شوقي ضيف ، حينما نشر في كتابه ( شوقي شاعر العصر الحديث ) ، صفحات بخط يد شوقي من مسرحية مجنون ليلى ، ومن هذه الصفحات يتضح أن أحمد شوقي لم يكن يكتب حوارا عند تأليفه هذه المسرحيات ، بل كان يكتب قصائد ثم يوزع هذه القصائد بين المواقف التي تتضمنها المسرحية .
شعر أحمد شوقي عن الوطن
كان أحمد شوقي مسالما بطبعه ، يميل إلى الهدنة وضبط النفس ، وبالرغم من مواقفه في موالاة الأتراك ( لاعتبارهم مركز الخلافة الإسلامية ) ، ومهادنة الإنكليز إبان خدمته في قصر الخديوي ، إلا أنه لا يشكك أي شخص في وطنيته وحبه لمصر ، والذي تجلى في عدة مناسبات ، منها :
– قصيدة طويلة ألقاها بإحدى المؤتمرات الدولية بجنيف ، يعرض فيها أمجاد الحضارة المصرية ، وتأثيرها على تراث الإنسانية ، ويقول فيها :
همت الفلك واحتواها الماء * وحداها بمن تقل الرجاء
لجة عند لجة عند أخرى * كهضاب ماجت بها البيداء
قل لبان بنى فشاد فغالى * لم يجز مصر في الزمان بناء
– أما مرحلة المنفى ، فقد أبان الشاعر على حقيقة حبه لوطنه واشتياقه له ، ونعرض في هذا الإطار نونيته الشهيرة :
يا نائح الطلح أشباه عوادينا * نشجى لواديك ، أم نأسى لوادينا
– وسينيته التي مطلعها :
اختلاف النهار والليل ينسي * فاذكرا لي الصبا وأيام أنسي
وسلا مصر هل سلا القلب عنها * أو أسا جرحه الزمان المؤسي
وطني لو شغلت بالخلد عنه * نازعتني إليه في الخلد نفسي
الشعر التمثيلي عند أحمد شوقي
أحب الشاعر أحمد شوقي فن المسرح طوال حياته ، هذا الحب أذكته مرحلة تواجده بفرنسا ، وتأثره بالأدب الفرنسي ، فحاول أن يحاكي ذلك في مؤلفاته وقصصه المترجمة ، وقد كان يتردد كثيرا على المسارح ، ودائم الإشادة بالملحمات المسرحية الخالدة التي يفتخر بها الفرنسيون ، وتشكل ارتباطا وثيقا بتاريخهم القديم .
فسار أحمد شوقي على نفس المنوال ، فجعل من تاريخه القومي ( المصري – العربي ) ، مرآة لمسرحياته الشعرية ، وكانت أولى تجاربه مع مسرحية ( ما هي دولة المماليك ) ، أو ( علي بك الكبير ) ، حيث صور فيها تاريخ مصر ، وفترة الظلم والغدر التي طبعتها في فترة حكم المماليك .
هذا الشغف الكبير بفن المسرح ، جعل أحمد شوقي يفكر في خلق فن تمثيلي درامي جديد في الأدب العربي ، فتوالت مسرحياته تباعا ، مسرحية كليوباتره ، ثم أتبعها بمسرحيات : مجنون ليلى ، و عنترة ، و قمبيز .
وكانت له بصمة في فن الكوميديا ، فكتب كوميديا ( الست هدى ) شعرا ، وذلك بلغة شعبية محلية . على أن الطابع الغنائي الأخلاقي كان غالبا على الطابع الدرامي في مسرحياته ، إذ كان يلجأ إلى توزيع أبيات قصائده على مشاهد مسرحياته ، ويهمل أي حوار .
وهذا ما أكده الدكتور شوقي ضيف ، حينما نشر في كتابه ( شوقي شاعر العصر الحديث ) ، صفحات بخط يد شوقي من مسرحية مجنون ليلى ، ومن هذه الصفحات يتضح أن أحمد شوقي لم يكن يكتب حوارا عند تأليفه هذه المسرحيات ، بل كان يكتب قصائد ثم يوزع هذه القصائد بين المواقف التي تتضمنها المسرحية .
الشعر القصصي لأحمد شوقي
على غرار فن المسرح ، فقد اهتم أمير الشعراء بالفن القصصي ، وشرع في محاكاة الأدب الفرنسي فكتب مجموعة من الأقاصيص الشعرية القصيرة على ألسنة الحيوانات وللأطفال على غرار أقاصيص لافونتين الشهيرة . كما أن الجزء الرابع من شوقياته يضم مجموعة من القصص الجميلة .
كما كانت له محاولات نثرية في كتابة القصص التاريخية ، كلادياس ، وعذراء الهند ، وورقة الآس ، ومحاورات بينتاؤور .
قالوا عن أحمد شوقي
– قال طه حسين : ” …كنت شديد الإعجاب بشعر شوقي أقرؤه في لذة تكاد تشبه الفتنة ، وأثني عليه كلما لقيته ، فمازال شوقي يكسل ويقصر في تعهد شعره حتى ساء ظني بشعره أخيرا ” .
– قال الكاتب اللبناني انطوان الجميل : ” إنه لم يشد إلى قيثارة الشعر وترا جديدا ، ولكنه عرف كيف ينطق الأوتار القديمة بنغمات جديدة مستعذبة ” .
– وقال الشاعر خليل مطران : ” إن شوقي لا يكاد فكره في معنى أو مبنى ، وكثيرا ما يعارض المتقدمين ولا يعسر عليه أن يبزهم . وشعره هو شعر التفوق والعبقرية ” .
وقد وصف أحمد عبد الوهاب سكرتيره الخاص طريقة نظمه للشعر فقال : ” لقد لازمته في ليلة في بوفيه ( دي لابرد ) على كوبري قصر النيل وكان ذلك قبل الحرب ، فشرع يعمل في قصيدة النيل التي مطلعها :
من أي عهد في القرى تتدفق * وبأي كف في المدائن تغدق
وكان كل نصف ساعة يركب مركبة خيل ويسير في الجزيرة بضع دقائق ثم يعود إلى المنضدة التي كان يجلس عليها فيكتب عشرة أو اثنى عشر بيتا . وهكذا انتهت القصيدة في ليلة إلا بيتا استعصى عليه ولم يتمكن منه إلا بعد يومين ” .
من أشعار أحمد شوقي
أُنادي الرَسمَ لَو مَلَكَ الجَوابا * وَأُجزيهِ بِدَمعِيَ لَو أَثابا
وَقَلَّ لِحَقِّهِ العَبَراتُ تَجري * وَإِن كانَت سَوادَ القَلبِ ذابا
ويا وطني لقيتك بعد يأس * كأني قد لقيت بك الشبابا
على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ * ومَنْ عاتبتُ يَفْديِه الصِّحابُ
ألوم معذِّبي ، فألومُ نفسي * فأُغضِبها ويرضيها العذاب
ولو أنَي استطعتُ لتبتُ عنه * ولكنْ كيف عن روحي المتاب؟
اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي * اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي
وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ * صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
عصفتْ كالصَّبا اللعوبِ ومرّت * سِنة ً حُلوة ً، ولذَّة ُ خَلْس
وسلا مصرَ : هل سلا القلبُ عنها * أَو أَسا جُرحَه الزمان المؤسّي؟
عادَت أَغاني العُرسِ رَجعَ نُواحِ * وَنُعيتِ بَينَ مَعالِمِ الأَفراحِ
كُفِّنتِ في لَيلِ الزَفافِ بِثَوبِهِ * وَدُفِنتِ عِندَ تَبَلُّجِ الإِصباحِ
شُيِّعتِ مِن هَلَعٍ بِعَبرَةِ ضاحِكٍ * في كُلِّ ناحِيَةٍ وَسَكرَةِ صاحِ
ضَجَّت عَلَيكِ مَآذِنٌ وَمَنابِرٌ * وَبَكَت عَلَيكَ مَمالِكٌ وَنَواحِ
وفاة الشاعر أحمد شوقي
لقد اجتمعت ظروف العيش الرغيد لشاعرنا أحمد شوقي ، فظل يسافر إلى فرنسا منشغلا بهوايته المفضلة التأليف المسرحي ، وتارة يقضي عطلة مفتوحة بلبنان ، وظل كذلك إلى أن توفاه الله في 13 أكتوبر سنة 1932 ، بقصره المعروف باسم ( كرمة بن هانئ ) على ضفاف النيل بالجيزة .
وطبع شعره بعد وفاته باسم الشوقيات ، كما طبعت مسرحياته وقصصه النثرية ومقالاته ، وكذا أرجوزته المطولة عن تاريخ العرب والإسلام .